تحول غصن الزيتون الذى حمله الرئيس الامريكى باراك اوباما لإيران عقب دخوله البيت الابيض عام 2009، فى مسعى لإظهار أن واشنطن لن تكون الطرف الشرير فى علاقة لطخت بالدماء والمرارة على مدى ثلاثة عقود..إلى مطرقة عقوبات. وألقى تقريران، نشرت الأول شبكة "يورونيوز" الأوروبية، ونشرت الثاني صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم السبت، الضوء على أنه فى عام 2009، انتقى أوباما كلماته بعناية بالغة فى مسعى لكسب ود إيران على الصعيدين العلني والسري، وشدد فى خطاباته السرية التى أرسلها للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله على خامنئى على رغبته فى أن يحظى ببداية جديدة مع الدولة التى وصفت بلاده ب"الشيطان الأكبر" واعتبرها أسلافه جزءا من "محور الشر". وذكرت شبكة "يورونيوز" أن ذلك تجلى بوضوح فى مارس 2009، عندما وجه الرئيس الامريكى، بشكل غير مسبوق، خطابا للشعب الإيرانى بمناسبة العام الإيرانى الجديد، وأشار خلاله لإيران باسم "الجمهورية الإسلامية"، فى اعتراف من الولاياتالمتحدة بالاسم الرسمى لإيران، وتأكيدا على عدم سعى الإدارة الأمريكيةالجديدة لتغيير النظام فى طهران. وأضافت ان إيران، بحسب بعض المسئولين الأمريكيين، لم تتجاوب مع هذه الدعوات بشكل مشجع، مما حدا بأوباما فى أواخر عام 2009 إلى تحويل سياسته للدرجة التى دفعته لمطالبة مجلس الأمن بإصدار قرار يفرض مزيدا من العقوبات على طهران بسبب برنامجها النووى المثير للجدل. وأوضحت "يورونيوز" أنه عقب مرور ثلاث سنوات، بلغت حدة التوتر بشأن البرنامج النووي الإيراني أعلى مستوياتها، لا سيما في أعقاب محاولة الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية تضييق الخناق على إيران وفرض مزيد من العقوبات الدولية، مما دفع إيران إلى التهديد بإغلاق مضيق هرمز الذى يربط الخليج العربى بخليج عمان، ويعبر من خلاله نحو 16 مليون برميل من النفط يوميا (ما يعادل خمس تجارة العالم من النفط).. الأمر الذى ينذر بإمكانية وقوع أزمة عالمية فى مجال النفط وحدوث صدام عسكرى.