اسمحوا لي في البداية بأن أتقدم باسم وزارة التجارة الخارجية وبالأصالة عن نفسي بمناسبة يوم الإتحاد الأربعين بأسمى آيات التهنئة والتبريكات إلى القيادة الرشيدة المتمثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات. ويحمل الاحتفال هذا العام طابعاً خاصاً لمرور أربعة عقود حافلة بالعمل والإنجاز، والتي بدأت بمرحلة البناء الشاقة التي قادها بحكمة واقتدار وسخاء في العطاء وتفان في الإخلاص والبذل مؤسس الدولة وباني نهضتها وعزتها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- طيب الله ثراه. فقد شملت تلك المرحلة تنفيذ خطط وبرامج تنموية طموحة طالت كل مناحي الحياة ومجالاتها ووضعت لبنات قوية في مسيرة التقدم والازدهار التي عمّت بخيرها كافة أرجاء الوطن. كما أن الإستراتيجية الاقتصادية التي تبنتها الدولة منذ تأسيس الاتحاد وحتى اليوم قد نجحت في تنويع مصادر الدخل والانفتاح الاقتصادي وساهمت في بناء ثاني أكبر اقتصاد عربي، حيث قفز الناتج المحلي الإجمالي من 6.5 مليارات درهم في العام 1971 ليتجاوز التريليون درهم في العام 2010، كما ارتفعت قيمة التجارة الخارجية غير النفطية من 3 مليار درهم في العام 1972 إلى 754 مليار درهم في العام 2010 بما يزيد عن 251 ضعف. ولا شك أن هذه السياسات ساهمت في زيادة نسبة مساهمة القطاعات غير النفطية من 10% عام 1971 إلى 70% من الناتج المحلي الإجمالي عام 2010 ومهدت الطريق للانتقال إلى مرحلة اقتصادية جديدة ترتكز على رؤية طموحة لقيادتنا الرشيدة. واستمراراً لجهود وزارة التجارة الخارجية على طريق التميز وتقديم الخدمات المؤسسية الفعالة لزيادة وعي ومعرفة القطاع الخاص بالسياسات التجارية للدولة وآخر المستجدات التي تتعلق بالعلاقات التجارية والاستثمارية التي ترتبط بها مع مختلف دول العالم، فانه يسر وزارة التجارة الخارجية أن تطلق الموقع الالكتروني "لخارطة العلاقات التجارية" كأول موقع تفاعلي وديناميكي من نوعه على مستوى المنطقة وباللغتين العربية والانجليزية، ليوفر المعلومات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية لمختلف دول العالم بالاستناد إلى مجموعة من التقارير الدولية التي تصدرها المنظمات الدولية، بالإضافة إلى البيانات الخاصة بالاستثمارات الإماراتية في الخارج والمبادلات التجارية بين دولة الإمارات ومختلف دول العالم. كما ، تمكِّن المستثمر والمصدِر من الوصول بطريقة سلسة إلى المعلومة المناسبة واللازمة لاكتشاف أسواق جديدة. وفي اطار المرحلة الأولى الحالية، يمكن الاستعلام عن المعلومات والبيانات والمؤشرات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية ل 100 دولة تم اختيارها حسب الأهمية التجارية مع دولة الإمارات، على أن يتم توفيرالبيانات والمؤشرات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية لسائر دول العالم خلال الربع الأول من عام 2012 والى جانب هذا الاطلاق، يسر وزارة التجارة الخارجية أن تعلن عن إطلاق النسخة الثانية من الكتاب الترويجي عن الاستثمار في الدولة الذي يحمل عنوان “لماذا الإمارات؟ ''فرص غير محدودة‘‘ باللغة الإنجليزية وذلك في حلته الجديدة. ويعد الكتاب بوابة معلوماتية موجهة للمستثمر الأجنبي حول الدولة ومقومات الاقتصاد الوطني والفرص الاستثمارية المتاحة والقطاعات الاقتصادية الواعدة والقوانين والتشريعات الناظمة للعملية الاقتصادية والاستثمارية بالدولة وذلك في 9 فصول. كما يوضح الكتاب العوامل والعناصر التي تتميز بها الإمارات العربية المتحدة لتصبح خيار المستثمر الأول ، فضلاً عن القوانين الجاذبة للاستثمار والتكنولوجيا المتطورة والأهم من هذا الرؤية الطموحة للقيادة الحكيمة للدولة تجاه التميز والحرص على تبني أفضل الممارسات الحديثة والعملية لتعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني في مختلف القطاعات والمجالات، لا سيما القطاعات غير النفطية. وفي الختام أتوجه بالشكر لكل من ساهم في انجاز تلك المبادرات وخاصة شركة "بروج" على رعايتها لإصدار كتاب "لماذا الإمارات" والذي تعد مثالاً للشراكة المجتمعية الفاعلة.