سجلت مبيعات السندات في الشرق الأوسط أكبر معدل تراجع في العالم حتى الوقت الراهن من العام الحالي، إذ أوقفت الاضطرابات السياسية في المنطقة وغموض الوضع الاقتصادي العالمي اصدارات السندات. وتراجعت القيمة الاجمالية لمبيعات السندات في المنطقة بنسبة %30 الى الوقت الراهن مقارنة مع الفترة نفسها من العام السابق، وفق تقرير لرويترز صدر الشهر الجاري. بينما سجلت بلدان بريك التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين زيادة بنسبة %8 على أساس سنوي في مبيعات السندات. وقد هزت الاضطرابات التي اجتاحت منطقة الشرق الأوسط مطلع العام الجاري أسواق السندات في المنطقة بشدة. وقد كان أداء السندات السيادية لكل من قطر وأبوظبيودبي جيدا مع بحث المستثمرين في المنطقة عن ملاذ آمن، لكن المبيعات تباطأت بشكل عام ، وفقا لصحيفة القبس الكويتية . وبعد أن بدأت الأسواق في استعادة عافيتها بعد ذلك، جاءت مشاكل الديون في أوروبا والولايات المتحدة لتزيد مرة أخرى من كلفة الاقتراض. ووفقا لبيانات بهذا الشأن فان اجمالي 22 عملية بيع للسندات حتى الآن بلغ 4. 14 مليار دولار. يقول عبد القادر حسين، الرئيس التنفيذي لمشرق كابيتال في دبي « بداية الربيع العربي الذي جاء مع مطلع العام أجل الكثير من الخطط كون الجهات المصدرة للسندات لم ترد أن تدفع هوامش اضافية ناجمة عن الاضطرابات السياسية». ويضيف « حين استقرت الأسواق شهدنا بعض الاصدارات، لكن الكثير من الجهات المصدرة حاولت أن تقيس توقيت الأسواق لكن ما ان بدأت التقلبات المرتبطة بأوروبا لم تتمكن من الوصول اليها». وكانت شركة أبوظبي لتنمية السياحة والاستثمار التي تعمل على تطوير متحفي غوغنهايم ولوفر سحبت اصدارا للسندات في يوليو. كما أجلت شركة ماجد الفطيم التي تشغل عددا كبيرا من المحلات التجارية في الشرق الأوسط، بما فيها كارفور، عملية بيع سندات دين خلال الشهر الجاري. ويظهر مؤشر اتش اس بي سي - ناسداك دبي الشرق الأوسط للسندات التقليدية المقومة بالدولار أن عائدات السندات في المنطقة تراجعت بما يزيد على 50 نقطة أساس منذ بداية العام، مما يعني أن تكاليف الاقتراض قد خفت. الا أن الهوامش اتسعت 50 نقطة أساس، مما يظهر بعض الضغوط الناجمة عن اضطرابات الأسواق العالمية. وبالاضافة الى الربيع العربي قلصت أيضا المخاوف بشأن الاقتصاد الأميركي من الاقبال على الديون المقومة بالدولار الى حد كبير في الشرق الأوسط، وفق ما يقول جون بيتس، رئيس الدخل الثابت في سيلك انفيست، وهي شركة للاستثمار في الأسواق الناشئة مقرها لندن. وكان هناك انخفاض بنسبة %70 في مبيعات سندات ديون الشركات ذات العائد المرتفع في المنطقة، حيث لم يزد ما تم بيعه على 500 مليون دولار. وعادة ما تمثل اصدارات الدين ذات العائد المرتفع جزءا صغيرا من اصدارات المنطقة. وعادة ما يكون فصل الصيف بطيئا بالنسبة لاصدار السندات في الشرق الأوسط مع سفر الكثير من المستثمرين الى الخارج لتجنب ارتفاع درجات الحرارة بينما يعمل من تبقى منهم لساعات عمل أقصر. ويقول مارك واتس، رئيس قسم العائدات الثابتة في مجموعة ادارة الأصول في بنك أبوظبي الوطني انه ربما لن تزيد الاصدارات قبل الربع الأخير من العام، متوقعا أن يبتعد المقترضون غير المرغمين على الذهاب الى الأسواق في الوقت الراهن. ويضيف «من المتوقع أن تبقى الاصدارات خفيفة في المستقبل القريب، لكن مع تكيف الأسواق مع الأحداث الحالية، أتوقع أن تنشط في الربع الأخير».