الزيات: وضع أجندة تسويقية لمنتج العائلة المقدسة يساهم فى تنويع المنتج السياحى واستقطاب شريحة جديدة من السائحين عبد الرحيم ريحان: إحياء رحلة العائلة المقدسة يضع مصر على خارطة السياحة العالمية ..ويدعم العلاقات المصرية بالغرب سامح سعد: البنية التحتية لفنادق الصعيد غير مهيئة للترويج لكافة مواقع رحلة العائلة المقدسة في بعض الأحيان تكون السياحة الدينية مصدر دخل هائل ، فالدخل الذي يعود على المملكة العربية السعودية من الحج إلى مكة يصل إلى 16.5 مليار دولار، أي نحو 3% من إجمالي ناتجها القومي ، وتقدر منظمة السياحة الدولية التابعة للأمم المتحدة عدد الحجاج سنويًا بنحو 300 مليون شخص. مصر تمتلك مزار سياحي كبير "رحلة العائلة المقدسة" لم يتم التسويق والترويج لها حتى الآن ، رغم أنه حسب آراء خبراء فى القطاع السياحى يتوقع أن يأتي على الأقل بآلاف الحجاج المسيحيين إلى مصر شهريًا إذا تم التعامل مع المشروع بشكل صحيح ووضع خطة ترويج للمواقع المقدسة الجديدة وفتح مصر أمام الحجاج المسيحيين وتنشيط هذا القطاع الاقتصادي الذي أصابه التدهور منذ الثورة. دعم محافظات الصعيد ويضم مسار العائلة المقدسة العديد من المواقع المسيحية والكنائس والأديرة التاريخية موزعة على 25 موقع في 6 محافظات مصرية هي شمال سيناء والشرقية والبحيرة والقاهرةوالمنياوأسيوط ويمتد لحوالي 3500 كيلو متر. يقول إلهامى الزيات رئيس الإتحاد العام للغرف السياحية ، أن مشروع إحياء رحلة العائلة المقدسة سيساهم فى الخروج من الأزمة التى يواجهها القطاع السياحى من تدهور الحركة السياحية الوافدة خلال المرحلة الحالية ، لافتاً إلى أنه تم الإتفاق مع وزارة السياحة بالتسويق لمنتج السياحة الدينية خاصة رحلة العائلة المقدسة ووضعها على الأجندة التسويقية للوزارة . أضاف أن أولى جولات الترويج بدأت أثناء لقاء وزير السياحة يحيى راشد و بابا الفاتيكان فى إيطاليا الشهر الماضى ، مشيراً إلى أن الرحلة ستساهم فى دعم عدة محافظات لاسيما الصعيد ،خاصة وأن الرحلة تصل إلى 3 آلاف و500 كيلو متر، وهو أطول محور سياحى داخل دولة واحدة، والتى ستعكس كل آثار هذه المناطق، وتعريف السائح بكافة الآثار الموجودة فى مصر حيث أن القرى التى تمر بها الرحلة هى من القرى الفقيرة. يؤكد أنه سيتم دراسة الحوافز المناسبة للسائحين مع دراسة كيفية توفير وسائل التنقل إلى الأماكن البعيدة بالرحلة ، لافتاً إلى أن إعادة إحياء الرحلة سيساهم فى زيادة التدفقات من أسواق جديدة كأمريكا اللاتينية والأرجنتين كما ستساهم فى تنشيط الرحلات النيلية والتى عانت من تراجع الحركة السياحية. ضعف البنية التحتية عائق سامح سعد مستشار وزير السياحة السابق للترويج والتسويق ، أن مسار العائلة المقدسة فرصة للسائح للتعرف على مناطق سياحية واعدة في مصر خلال رحلته وبما يتيح له ممارسة أنماط سياحية متعددة إلى جانب الاستمتاع بمزارات متنوعة ومتميزة ، لافتاً إلى أن ضعف البنية التحتية خاصة الفنادق بمحافظات الصعيد ستحول دون طرح المنتج بالكامل على السائحين. يقترح سعد أن يتم البدء بوضع بعض من مواقع رحلة العائلة المقدسة كمرحلة أولى ضمن الأجندة السياحية على أن يستكمل تباعا ضم باقي المواقع ، مشدداً على ضرورة توجيه دفة الاستثمارات الفندقية نحو محافظات الصعيد لتهيئة المناخ لطرح منتج السياحة الثقافية بالكامل خلال السنوات المقبلة. يتوقع أن يجذب هذا المشروع فئة جديدة من السائحين فى أسواق جديدة لاسيما البلاد التى تضم نسبة كبيرة من المسيحيين، كجنوب آسيا، وروسيا، وشرق أوروبا، وأمريكا اللاتينية ، لافتاً إلى أن هذه الأسواق تحتاج إلى توفير حركة طيران منتظم لنقلهم إلى مصر وهو ما يعد عائق جديد أمام الاستفادة من ذلك المنتج. تقوية العلاقات الثقافية مع الغرب يرى د.عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى ، أن إحياء هذا الطريق سيضع مصر على خريطة السياحة العالمية ، حيث سيساهم فى تنشيط السياحة بمصر عامة وسيناء خاصة وكذا تطوير منظومة العلاقات الثقافية مع الغرب والتى ستؤدى لفتح المجال لاستثمارات أوربية لا تقتصر على قطاع السياحة بل ستشمل كل القطاعات . قال أن إحياء الطريق يؤكد للعالم أجمع عمق التسامح الدينى فى مصر من منطلق تاريخى حيث ساهم المسلمون فى ازدهار هذا الطريق وتكفلوا بحمايته واستخدم ميناء الطور الإسلامى منذ القرن الرابع عشر الميلادى طريقاً للرحلة المقدسة للمسيحين وكانت السفن الأوربية التى تحمل المسيحيين تبحر من موانئ إيطاليا إلى الإسكندرية ثم تتوجه بالنيل إلى القاهرة وبعد أن يحصلوا على عهد الأمان أو الفرمان من سلطان المماليك يقيم الحجاج فترة فى استراحة بالقاهرة حتى ينطلقوا عبر خليج السويس لميناء الطور ومنه لدير سانت كاترين ومن ثم إلى القدس. وطالب ريحان بفتح محطات الطريق للزيارة بداية من شمال سيناء "رفح" إلى الفرما ، حيث سارت العائلة المقدسة على فرع النيل الشرقى "فرع رشيد" إلى سمنود ، ثم البرلس وعبروا فرع النيل الغربى إلى "سخا" ثم جنوب غرب مقابل وادى النطرون ثم عين شمس وساروا جنوباً للفسطاط عند حصن بابليون ثم اتجهت إلى منف ومن البقعة المقامة عليها كنيسة العذراء بالمعادى على شاطئ النيل. تباع أن العائلة المقدسة اتجهت بعد ذلك فى مركب شراعى بالنيل إلى الجنوب حتى "البهنسا" بمحافظة بنى سويف ثم عبروا النيل لشاطئه الشرقى إلى جبل الطير قرب سمالوط بمحافظة المنيا ، ثم سافروا بالنيل إلى الأشمونيين إلى قرية "فيليس" بديروط ومنه للقوصية إلى ميره إلى جبل قسقام واستقروا هناك فى المكان الذى يقوم فيه أشهر دير مرتبط بهذه الرحلة وهو دير المحرق الشهير بمحافظة أسيوط . ويؤكد ريحان أن إحياء هذا الطريق سيساهم فى تنشيط السياحة الدينية بمصر مثل بأسبانيا التى تفوقها مصر فى كل مقومات السياحة ورغم ذلك يزورها عدد سياح يتجاوز 90 مليون فى حين أن مصر حين بلغت قمة زروتها السياحية وصلت إلى 13 مليون فقط ، لافتاً إلى أن هناك كنيسة فى برشلونة يطلق عليها كنيسة العائلة المقدسة يدخلها عدد سياح وحدها يتجاوز كل العدد الذى يزور مصر صاحبة الرحلة المقدسة ومستقبلة العائلة المقدسة.