استناداً إلي تحليل دقيق لنتائج الانتخابات المعلنة مساء يوم الثلاثاء من اللجنة العليا للانتخابات، فإن الموقف حتي الآن فيما بين المشاركين في الجولة الأولي التي جرت يوم الأحد الماضي وقبل جولة الإعادة يوم الأحد المقبل كما يلي: • حصل الحزب الوطني علي 161 مقعدًا وفقا لما ذكرته صحيفة روزاليوسف. • حصد نفس الحزب 48 مقعدًا من بين 64 في (كوتة النساء). • يخوض مرشحو الحزب الوطني بالرموز الأصلية جولة الإعادة فيما بينهم علي 114 مقعدًا. • يخوض مرشحو الحزب الوطني جولة الإعادة ضد مرشحين منتمين لجماعة الإخوان المحظورة علي 27 مقعداً. • يتنافس مرشحون من الحزب الوطني مع مرشحين منتمين للحزب نفسه وليسوا علي قوائمه علي 75 مقعدًا. • يتنافس مرشحون من الحزب الوطني علي 27 مقعداً مع مرشحين مستقلين لا ينتمون لأي تيار. • يخوض الحزب الوطني انتخابات الإعادة مع مرشحي الأحزاب علي 13 مقعدا فقط. • تجري جولة الإعادة بين مرشحين معارضين أو مرشحين مستقلين، ولن يذهب أي من هذه المقاعد بأي صورة للحزب الوطني في 14 مقعدًا. نظرياً تتبلور احتمالات أن تنال المعارضة الحزبية وغيرها فرصا في الفوز في ما مجموعه (91 مقعدًا) هي محصلة مقاعد الإعادة التي يتواجد فيها مرشحون للإخوان أو المستقلين العاديين أو الأحزاب أو تلك التي لا يوجد فيها مرشح أصلاً للحزب الوطني).. ولا يضع هذا الاحتمال في اعتباره موقف ال74 مقعدًا التي يخوض فيها المنشقون عن الحزب الوطني الانتخابات ضد الحزب الوطني نفسه. وعلي الرغم من أن هذه الأرقام تشير نظريا إلي «احتمال» أن تقترب المعارضة من محصلة «المقاعد» التي كانت بحوزتها في انتخابات 2005 (أحزاب ومستقلين).. فإن هناك توقعات تشير إلي احتمالات فوز كاسح جديد للوطني، إذا ما خاض الانتخابات في جولة الإعادة بنفس المستوي من الأداء، وتشير قراءات أولي لواقع الدوائر إلي أن المعارضة تواجه موقفا عصيبا.. علي عشرات المقاعد.. علي سبيل المثال فإن أبرز مرشحي المعارضة الحزبية فؤاد بدراوي في (نبروه) يجد نفسه في موقف مأزوم أمام توفيق عكاشة مرشح الوطني.. وهو نفس الموقف الذي يجد فيه نفسه محمد البلتاجي مرشح الإخوان.. ومحمد مصطفي شردي مرشح الوفد في بورسعيد. وفي اجتماع هيئة مكتب الحزب الوطني أمس، قال صفوت الشريف الأمين العام للحزب إن الحزب حقق نجاحاً كبيراً في الجولة الأولي وأنه مستمر بنفس العزم والتصميم والجدية في العمل وبنفس قوة الدفع استعدادًا للجولة الثانية مشيرا إلي أن هذه النتائج حسب تقييم هيئة مكتب الحزب تثبت أن الناخب المصري يدرك طريقه جيداً وأنه يميز بين الوعود الجادة والشعارات المرسلة. وخلال الاجتماع الذي ناقش تقريري أمانة التنظيم عن نتائج الجولة الأولي وتقييمها واستكمال خطة التحرك الحزبي و«الإعلام» عن الأداء الإعلامي وخطة التحرك، أضاف الشريف أن النتائج التي تحققت لم تأت من فراغ وإنما جني الحزب فيها ثمرة عمل متواصل لمدة خمس سنوات، داعيا مرشحي الحزب في جولة الإعادة إلي الالتزام الدقيق بالقانون وبجميع تعليمات اللجنة العليا للانتخابات وعدم الانجراف وراء أية استفزازات من المرشحين المنافسين مؤكدا أن الحزب يخوض الجولة الثانية وهو أكثر حرصا علي تماسكه الداخلي. ما يمكن أن يسمي بفشل المعارضة في الجولة الأولي رافقته موجة استقالات في أحزاب المعارضة الرئيسية «الوفد التجمع الناصري» كان أعنفها تأثيرا في حزب التجمع الذي تقدم للاستقالة منه، عشرات الأعضاء أبرزهم عضو المكتب السياسي البدري فرغلي وعدد من أعضاء لجنة الحزب في بورسعيد فضلا عن تصاعد نبرة المطالبات بانعقاد لجان الحزب في محافظات القاهرة والجيزة والدقهلية والغربية لقياس ردة فعل الهزيمة. وأعلن حلمي حسانين رئيس لجنة الوفد بكرداسة تقدمه باستقالته من الحزب احتجاجا علي اختيارات المرشحين التي وصفها بالخاطئة. بينما جاء في نص استقالة عضو المكتب السياسي بالحزب الناصري محمد بدر حجازي أن علي الحزب الناصري تجميد نشاطه لأنه ضعيف وهش. جماعة الإخوان «المحظورة» باعتبارها جزءًا من المعارضة كانت وحتي قبل جولة الأحد المقبل أكبر الخاسرين في الجولة الأولي.. ليس ذلك فقط لاعتبارات عدم تحقيقها لأي مقعد في انتخابات الأحد الماضي، بخلاف مقعد وحيد في «كوتة المرأة» وإنما في تأثير تلك النتيجة علي الكيان التنظيمي للجماعة التي ضربها انقسام عنيف بين قياداتها بشأن الموقف من الجولة الثانية والاستمرار في المنافسة من عدمه. ومع تأكيد المنافسين منهم في جولة الإعادة علي خوض المعركة للنهاية، إلا أن المبدأ في حد ذاته أدي إلي خلافات بين تيارين الأول يريد المقاطعة وكلهم ممن فشلوا في الجولة الأولي ويتزعمهم سعد الكتاتني وسعد الحسيني ومحمد مرسي أعضاء مكتب الإرشاد وصبحي صالح المرشح الخاسر في دائرة الرمل والتيار الثاني يري في الاستمرار فائدة للجماعة وأبرز ممثليه محمد البلتاجي الذي يخوض جولة الإعادة في شبرا الخيمة. ومع بدء الحملات الانتخابية لمرشحي الجولة الثانية توافد الفائزون في الجولة الأولي علي مقر البرلمان أمس لاستخراج كارنيهات العضوية للمجلس الجديد وكان رئيس مجلس الشعب د.فتحي سرور هو أول الوافدين إلي مقر البرلمان ومعه الوزيران عبدالسلام محجوب وسيد مشعل، كما حضر عدد من نواب الوطني والمعارضة ورئيس اتحاد العمال حسين مجاور. وفي تصريحات للصحفيين بمقر المجلس قال سرور: آمل أن تمثل جميع الأطراف في البرلمان الجديد وأن تكون هناك نسبة معقولة من المعارضة، مضيفا أن كل ما يقال عن التزوير يتردد في كل الدول الديمقراطية.. فلا أحد يعترف بالهزيمة. «اتهامات التزوير» احتلت أيضا مساحة بارزة من بيان أصدره الحزب الوطني ونشره علي موقعه الإلكتروني أمس تساءل فيه: هل يخول منطق الحزب الكبير الحق للحزب الوطني في أن يقول لمرشحيه اخسروا الانتخابات حتي ينجح المعارضون؟ واستغرب البيان بكاء بعض الصحف علي سقوط بعض أقطاب المعارضة، مشيرا إلي أن آفة التيارات السياسية الضعيفة هي تعليق الأخطاء علي شماعات الآخرين، مؤكدا أن الحزب ليس مسئولا عن فشلهم وإنما مسئول عن نجاح مرشحيه. واتهم «الوطني» الجماعة المحظورة بنشر مشاهد فيديو مفبركة وغير صحيحة ويعاد استخدامها نفسها في كل انتخابات للحديث عن انتهاكات أمنية وعمليات تزوير. وزارة الخارجية أيضا سجلت موقفا حادا ضد بيانين صادرين عن البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية بشأن الانتخابات. وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية حسام زكي في تصريحات صحفية أمس عن رفض مصر لما جاء في البيانين باعتباره تدخلا غير مقبول في شئون مصر الداخلية. وقال زكي: من المؤسف أن يتم إصدار هذه البيانات دون انتظار إعلان اللجنة العليا للانتخابات النتائج النهائية للجولة الأولي. وأبدي المتحدث الرسمي الاستياء مما تضمنه البيانان من مغالطات ومزاعم حول تقييد الحريات الاساسية والإعلامية خلال العملية الانتخابية، مشيرا إلي أن ذلك يكرس الانطباع بوجود مواقف أمريكية سلبية ومسبقة من الانتخابات التشريعية المصرية.