أكد الفريق عبد المنعم التراس قائد قوات الدفاع الجوي، أن القوات تتابع وتراقب كل ما هو جديد في مجال التسليح، سواء كانت الطائرات بدون طيار أو صواريخ الدفاع الجوي أو حرب إلكترونية أو مقذوفات أو معدات في كل دول، مشيرًا إلي أن التطوير الذي يتم داخل قوات الدفاع الجوي، يأتي في إطار ممنهج ومنظم في إطار رفع الكفاءة القتالية والفنية والإدارية التي تشهدها أسلحة وإدارات وأفرع القوات المسلحة المختلفة. وأوضح خلال حواره بمناسبة الاحتفال بالعيد الخامس والأربعين لقوات الدفاع الجوي، أن الجيش المصري ومنظومة الدفاع الجوي تمتلك أخطر سلاح موجود في العالم وهو "المقاتل المصري"، وهذا ما أثبته التاريخ، لذلك القيادة العامة للقوات المسلحة تولي اهتماما شديدا جدا بالفرد المقاتل، وتطويره وتعليمه أحدث الوسائل.وإلى نص الحوار: * كيف تواجه قوات الدفاع الجوى التحديات التي تواجه مصر في ظل عدم الاستقرار في الدول المحيطة بنا؟ في البداية أود أن أوضح أمرًا مهما جدا، نحن كرجال عسكريين نعمل طبقًا لخطط وبرامج محددة وأهداف واضحة، لكننا في ذات الوقت نهتم بكل ما يجرى حولنا من أحداث ومتغيرات في المنطقة والتهديدات التي تتعرض لها كل مسارات السلام الآن وما تثيره من قلق بشأن المستقبل ككل ليست بعيدة عن أذهاننا، لكن يظل دائمًا وأبدًا للقوات المسلحة أهدافها وبرامجها وأسلوبها في المحافظة على كفاءتها سلمًا وحربًا، وعندما نتحدث عن الاستعداد القتالى لقوات الدفاع الجوى فإننا نتحدث عن الهدف الدائم والمستمر لهذه القوات، وهي أن تكون قادرة ليلًا ونهارًا سلمًا وحربًا، وتحت مختلف الظروف على تنفيذ مهامها بنجاح ويتم تحقيق الاستعداد القتالى العالى والدائم من خلال مجموعة من المحددات والأسس والاعتبارات تتمثل في الحالات والأوضاع التي تكون عليها القوات طبقًا لحسابات ومعايير في غاية الدقة وتوفر الأزمنة اللازمة لتحول القوات لتنفيذ مهامها في الوقت المناسب، وتتم المحافظة على الاستعداد القتالى الدائم من خلال الحصول على معلومات عن العدو الجوى بصفة مستمرة والتنظيم الدقيق لوسائل المواصلات واستعداد مراكز القيادة الرئيسية والتبادلية لإدارة أعمال القتال والمحافظة على الكفاءة الفنية للأسلحة والمعدات، ويتم تنفيذ كل هذه العناصر في إطار من الانضباط العسكري الكامل والروح المعنوية العالية، ويعتبر اشتراك عناصر قوات الدفاع الجوى في معاونة باقى أجهزة القيادة العامة للقوات المسلحة في تأمين الجبهة الداخلية والتحول الديمقراطى للدولة إحدى المهام الثانوية التي تقوم بها قوات الدفاع الجوى دون المساس بالمهمة الرئيسية المتمثلة في تأمين وحماية سماء مصرنا على جميع الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة للدولة. * كيف تواكب قوات الدفاع الجوي منظومة التحديث والتطوير الذي يشهده العالم في مجال التسليح وأجهزة الدفاع؟ تحرص قوات الدفاع الجوى على التواصل مع التكنولوجيا الحديثة واستخداماتها في المجال العسكري من خلال تنويع مصادر السلاح وتطوير المعدات والأسلحة بالاستفادة من التعاون العسكري بمجالاته المختلفة طبقًا لأسس علمية يتم اتباعها في القوات المسلحة وتطوير وتحديث ما لدينا من أسلحة ومعدات، بالإضافة إلى محاولة الحصول على أفضل الأسلحة في الترسانة العالمية، حتى نحقق الهدف الذي ننشده، وفي هذا الإطار يتم تنظيم التعاون العسكري من خلال مسارين: الأول: التعاون في تطوير وتحديث الأسلحة والمعدات بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات وإجراء أعمال التطوير والتحديث الذي تتطلبه منظومة الدفاع الجوى المصرى طبقًا لعقيدة القتال المصرية، بالإضافة إلى أعمال العمرات وإطالة أعمار المعدات الموجودة بالخدمة حاليا في خطة محددة ومستمرة. المسار الثانى: التعاون في تنفيذ التدريبات المشتركة مع الدول العربية الشقيقة والصديقة لاكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب التخطيط وإدارة العمليات في هذه الدول وقوات الدفاع الجوى تسعى دائمًا لزيادة محاور التعاون في كل المجالات، وكذلك التدريب، التطوير، التحديث، ويتم التحرك في هذه المسارات طبقًا لتخطيط يتم إعداده مسبقًا بما يؤدى إلى استمرار أعمال التطوير لقوات الدفاع الجوى على مستوى المعدات أو أسلوب الاستخدام. * كيف يتم تأهيل طلاب كلية الدفاع الجوى لمواكبة التطوير في التدريب والتسليح عالميا؟ تعتبر كلية الدفاع الجوى من أحدث المعاهد العسكرية على مستوى الشرق الأوسط، ولا يقتصر دورها على تخريج ضباط الدفاع الجوى المصريين فقط، بل يمتد هذا الدور ليشمل تأهيل طلبة من الدول العربية والأفريقية الصديقة. *هناك تطور هائل في الحصول على المعلومات في العالم، ما الإجراءات التي تتخذها للحفاظ على سرية أنظمة التسليح بقوات الدفاع الجوى؟ لم تعد هناك قيود في الحصول على المعلومات، حيث تعددت وسائل الحصول عليها سواء بالأقمار الصناعية أو أنظمة الاستطلاع الإلكترونية المختلفة وشبكات المعلومات الدولية، بالإضافة إلى وجود الأنظمة الحديثة القادرة على التحليل الفورى للمعلومة، وتوفر وسائل نقلها باستخدام تقنيات عالية مما يجعل المعلومة متاحة أمام من يريدها، ويجعل جميع الأنظمة ككتاب مفتوح أمام العدو أو الصديق، لكن هناك شيئا مهما وهو ما يعنينا في هذا الأمر هو فكر استخدام الأنواع المختلفة من الأسلحة والمعدات والذي يحقق لها تنفيذ المهام بأساليب وطرق غير نمطية في معظم الأحيان بما يضمن التنفيذ الكامل في إطار الخداع والمفاجأة، وهذا في المقام الأول يحقق الإخفاء وله درجات سرية عالية وتحتفظ به القوات المسلحة كأهم خطط الحروب المقبلة، والدليل على ذلك أنه في بداية نشأة قوات الدفاع الجوى تم تدمير أحدث الطائرات الإسرائيلية (الفانتوم) باستخدام وسائل إلكترونية حديثة من خلال منظومات الصواريخ المتوفرة لدينا في ذلك الوقت، وكذلك التحرك بسرية كاملة لإحدى كتائب الصواريخ لتنفيذ كمين لإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكترونى إستراتكروزر المزودة بأحدث وسائل الاستطلاع الإلكترونى بأنواعه المختلفة وحرمان العدو من استطلاع القوات غرب القناة باستخدام أسلوب قتال لم يعهده العدو من قبل (وهو تحقيق امتداد لمناطق تدمير الصواريخ لعمق أكبر شرق القناة) ومن هناك نخلص إلى أن السر لا يكمن فقط فيما نمتلكه من أسلحة ومعدات، لكن القدرة على تطوير أسلوب استخدام السلاح والمعدة بما يمكنها من تنفيذ مهامها بكفاءة تامة. * كيف يتم استخدام البحث العلمى في تطوير الأسلحة والمعدات بقوات الدفاع الجوى؟ بداية أؤكد أننا نهتم بجميع مجالات البحث العلمي التي يمكن الاستفادة منها في تطوير ما لدينا من أسلحة ومعدات، ويتواجد بقوات الدفاع الجوى مركز للبحوث الفنية والتطوير وهو المسئول عن التحديث والتطوير وإضافة التعديلات المطلوبة على معدات الدفاع الجوى بالاستفادة من خبرات الضباط المهندسين والفنيين والمستخدمين للمعدات، حيث يقوم المركز بإقرار عينات البحوث وتنفيذها عمليا بدءًا بإجراء الاختبارات المعملية، ثم الاختبارات الميدانية للوقوف على مدى صلاحيتها للاستخدام الفعلى الميدانى بواسطة مقاتلى الدفاع الجوى، ويقوم مركز البحوث الفنية بتطوير معدات الدفاع الجوى من خلال مراحل متكاملة بهدف استخدام التكنولوجيا الحديثة والاستفادة من أحدث التقنيات العلمية بما يحقق الارتقاء بمستوى الأداء لمعدات الدفاع الجوى، هذا بالإضافة إلى وجود تعاون وثيق مع مراكز البحوث الفنية المختلفة بالقوات المسلحة لدراسة مشاكل الاستخدام للأسلحة والمعدات وتقديم أفضل الحلول لها، أما عن وسائل تدعيم مجالات البحث العلمى لضباط الدفاع الجوى، فهى كثيرة منها قيام كلية الدفاع الجوى بعقد الكثير من الندوات والمحاضرات التي يشارك فيها الأساتذة المدنيون من الجامعات المصرية من مختلف التخصصات، كذلك الاشتراك في الندوات التي تقيمها هيئة البحوث العسكرية وأكاديمية ناصر العسكرية العليا والكلية الفنية العسكرية، ولتدعيم البحث العلمى يتم إيفاد ضباط الدفاع الجوي إلى الخارج لتبادل العلم والمعرفة بيننا وبين الدول الأخرى والحصول على الدرجات العلمية المتقدمة (الماجستير، الدكتوراه) لمواكبة أحدث ما وصل إليه العلم في دول العالم، وفقًا للأهرام.