ضعف شهية الشراء ، عزوف المستثمرين ، تدنى السيولة مصطلحات عديدة ترتبط بأداء البورصة المصرية خلال شهر رمضان، فعلى الرغم من استقرار الاوضاع السياسية وتحسن المؤشرات الاقتصادية خلال الفترة الاخيرة الا أن تقليص ساعات التداول وإغلاق بعض الشركات لميزانيتها المالية مازالت تلقي بظلالها على طبيعة وتوجهات مستثمري البورصة المصرية . خبراء سوق المال توقعوا أن تشهد البورصة تراجع على صعيد أحجام التداول خلال شهر رمضان بصورة ملحوظة مقارنة بباقى الأعوام الماضية، بسبب إغلاق ميزانيات بعض الشركات خلال الأسابيع الأولى من الشهر ، ذلك الأمر الذى سيُعزز مبيعات المؤسسات المصرية. وأضاف الخبراء ان تحسن الاداء ومعدلات التداول خلال النصف الثاني من الشهر ترتبط بصورة اساسية مع بدء تداول أسهم شركة " إعمار " والمتوقع أن يُشكل ذلك الطرح الملامح الرئيسة للسوق الفترة التالية وذلك وفقًا لقدرة السهم على جذب المستثمرين و تعويض جزء من السيوله المفقوده . وعلى صعيد القطاعات المتوقع نشاطها خلال شهر رمضان، توقع الخبراء أن تنشط القطاعات المرتبطة بمعدلات الاستهلاك ليتمثل أبرزها فى قطاع الأغذية و المشروبات، يليه قطاع السياحة وارتباطه بموسم أداء العمره ، وأخيراُ قطاع العقارات لما يتمتع به القطاع من معدلات طلب عالية لشراء الاراضى و تدشين الكثير من المشروعات السكنية . قال محمد النجار، رئيس التحليل الفنى بشركة المروه للتداول فى الأوراق المالية أن تعاملات شهر رمضان عادة ما تشهد تدنى قيم وأحجام التداولات بصورة ملحوظة خاصة مع انخفاض ساعات التداول ،متوقعًا ان تشهد سيولة السوق خلال شهر رمضان من العام الجارى تدنى وتراجع بصورة كبيرة مقارنة بالأعوام الماضية . و قررت إدارة البورصة المصرية أن تكون مواعيد جلسة تداول الأوراق المالية المقيدة (داخل المقصورة) وبورصة النيل خلال شهر رمضان من الساعة ال10 صباحاً إلى 1:30 ظهراً. وتوقع النجار أن يشهد النصف الاول من تعاملات الشهر الجارى عزوف واضح من قبل المؤسسات المصرية للشراء، خاصة مع إغلاق ميزانيات النصف الاول من العام المالى الجارى . وتابع : سيرتبط أداء النصف الثانى من الشهرعلى مدى تأثير بدء التداول على أسهم شركة " إعمار مصر " ، و قدرتها على تنشيط السيولة و استعادة ما فُقد منها . وعلى صعيد المؤشرات أكد رئيس التحليل الفنى بشركة المروه أن مستوي المقاومة الحالي الرئيسى لمؤشر EGX30 يتمثل في 8700 نقطة نتيجة الأداء المتراجع للبورصة خلال الفترة الماضية ، مضيفًا أن تحسن السيولة وتداولات السوق مرتبط بقدرة المؤشر على التداول أعلى مستوى ال 9100نقطة . ومن جانبه أضاف محمود هيكل، رئيس التحليل الفنى بشركة الأهرام للوساطة فى الاوراق المالية أن البورصة شهدت تدنى واضح فى أحجام و قيم التداولات اليومية مع بداية شهر رمضان، ليكسر المؤشر الرئيسى مستوى ال 9000 نقطة خلال الجلسات الأولى للشهر نتيجة ضعف شهية الشراء لدى معظم المستثمرين خلاله، متوقعاً أن تسجل البورصة أداء عرضى خلال تعاملات الشهر الجارى فى ظل تدنى السيولة بصورة أكبر، ليتحرك مؤشرالسوق الرئيسىEGX30 بين مستوي 8000 :8100 نقطة كمستوى دعم و مستوى 8700 :8800 نقطة كمتسوى مقاومة رئيسي له . وعلى صعيد مؤشر EGX70 توقع هيكل أن تشهد الأسهم الصغيرة والمتوسطة تراجع حاد خاصة مع الاتجاه البيعى المتوقع من قبل المستثمرين الأفراد خلال تعاملات شهر رمضان، مضيفاً أن المؤشر لديه مستوى دعم حالى عند 440 : 435 نقطة ذلك المستوى الذى فى حال الحفاظ على التداول أعلاه سيستهدف المؤشر مستويات ما بين 450 :460 نقطة ، والذي في حال كسره لاسفل سيستهدف 415: 420 نقطة . وأشار رئيس التحليل الفنى بشركة الاهرام للوساطة لسهم إعمار مصروالمتوقع له بدء التداول عليه مطلع شهر يوليو ، مؤكدًا على صعوبة الحكم على قدرة ذلك الطرح على انعاش سيولة السوق خلال النصف الثانى من تعاملات شهر رمضان، خاصة وأن السهم تراجع بنحو 40% ببورصة دبى ليتداول عند 7.5 ريال مقابل 12 ريال بنهاية 2014، ذلك الأمر الذى قد يؤثر بالسلب على مستويات تداول السهم وأدائه بالبورصة المصرية . وبدأ الطرح العام لأسهم شركة "إعمار مصر " الثلاثاء الماضى 16 يونيو وينتهي في 25 يونيو الجاري، وفقا لنشرة الاكتتاب المعتمدة من الهيئة العامة للرقابة المالية. و أظهرت نتائج تغطية اليوم الأول من الطرح العام تلقى طلبات بنحو 10 مليون ما يعادل 11.1% من إجمالي الأسهم المرطوحة للأفراد البالغة 90 مليون سهم ، والتى تمثل نسبة 15% من إجمالي الطرح. فى حين تم تلقى طلبات اكتتاب أوامر الطرح الخاص فى 3.56 مليار سهم، مقابل معروض 510 مليون سهم، والتى تعادل نحو 7 مرات . ومن المتوقع أن يبدأ تداول الأسهم في البورصة المصرية تحت رمز "EMFD.CA"، في يوم 2 يوليو 2015. و توقع هانى توفيق، رئيس الاتحاد العربى للاستثمار المباشر أن تزاداد مبيعات الشركات المدرجة بالقطاعات الاستهلاكية خاصة قطاع الأغذية و المشروبات بنحو 25% خلال شهر رمضان ، مقارنة بباقى الفترات من العام، وذلك بدعم من السيولة الشرائية المرتبطة بذلك الشهر . وأضاف أن معدلات الكثافة الاستهلاكية خلال تلك الفترة الحالية ستقل مقارنة بباقى السنوات الماضية، بسبب ارتفاع أسعار السلع، فضلاً عن إتجاه الحكومة لرفع الدعم عن الكثير من المنتجات ،وذلك فى اطار السياسة المتبعه لسد عجز الدولة ذلك الأمر المتوقع أن يُقلص حجم الاستهلاك خلال رمضان من العام الجارى مقارنة بالأعوام السابقة . وأشار رئيس الاتحاد العربى للاستثمار المباشر إلى أن قطاع السياحة سيشهد معدل أداء أفضل بالتزامن مع موسم أداء العمره خلال شهر رمضان ، مما سينعكس بالإيجاب على ايرادات الشركات السياحية خلال الربع الثالث من العام ، خاصة مع حالة الركود التى عانى منها القطاع خلال الفترة الماضية بالتزامن مع الاضطرابات الأمنية المستمرة . وفى سياق متصل أكد أن نجاح الشركات فى زيادة مبيعاتها لا يقاس خلال شهر رمضان وذلك لطبيعته الخاصة، ولكن تعد المؤشرات السنوية للايردادت و حجم المبيعات خلال العام بأكمله هى المحرك و المعبر الأساسى عن نشاطها . ومن جانبها أضافت رنا عدوى، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة "أكيومن" لإدارة الأصول أن قطاع الاستثمار العقارى سيتصدر قائمة القطاعات النشطة خلال تعاملات شهر رمضان ،وذلك بدعم من ارتفاع معدلات الطلب على الاراضى بصورة كبيرة مؤخراً، وحالة الحراك الحالية تجاه تنفيذ عدد من المشروعات الاستثمارية فى ذلك القطاع. وتابعت : بإتجاه شريحة كبيرة من المستثمرين لتوجيه مدخراتهم فى الاستثمار العقارى ستدعم قدرة القطاع على الصدراة خلال تعاملات الشهر الجارى ، فضلاً عن قطاع الأغذية والمشروبات وذلك لكونه من أكثر القطاعات ارتباطاً بالقوى الاستهلاكية بشهر رمضان . وتوقعت أن يشهد قطاع الأغذية والمشروبات نشاط أقل نسبياً مقارنة بالاعوام الماضية خاصة لعدم تمثيل القطاع لجزء كبير من سوق المال، ليقتصر النشاط على بعض الشركات ذات الشعبية و الملاءة المالية القوية، على رأسها سهم إيدتيا و الذى يشهد نشاط كبير منذ طرحه بالبورصة ، بالإضافة لسهم جهينة للصناعات الغذائية . وعلى صعيد قطاع السياحة توقعت رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة "أكيومن" لإدارة الأصول ألا يشهد القطاع أى معدلات نمو ، على الرغم من رواج السياحة الدينية خلال تلك المواسم ، وذلك لارتباطه بعدد من العوامل الأخر المؤثرة و المتثل أبرزها فى الجانب الأمنى. وفى سياق متصل أشارت إلى أبرز العقبات التى يعانى منها السوق بشكل عام و التى ستحمل بالتأثير السلبى على قطاعاته ، لتتمثل فى السيوله الدولاريه وعدم توافرها لكثير من المستثمرين ومن ثم التأثير المباشر على بعض القطاعات المعتمده على مدى توافر الدولار .