"متحف السيرة الهلالية" ينعى رحيل صاحبه "الابنودى" قبل افتتاحه بأيام

رحل الخال عبد الرحمن الأبنودى قبل أن يحقق حلم حياته بافتتاح متحف السيرة الهلالية. الذى كان مقررًا افتتاحه السبت المقبل.
فقد تقرر افتتاح المتحف فى عهد الدكتور صابر عرب وزير الثقافة السابق. إلا أنه تم تأجيلة نظرًا لمرض الأبنودى آنذاك.
وعقب تولى الدكتور عبد الواحد النبوى وزارة الثقافة قرر افتتاح المتحف واتصل ب"الأبنودى" لحضور الافتتاح، إلا أنه اعتذر، نظرًا لعدم قدرته على السفر.
وقالت الدكتورة سلوى حمدى رئيسة الإدارة المركزية للمتاحف فى تصريح ل"بوابة الأهرام" إن د. "النبوى" كان قد أكد عدم تأجيل افتتاح المتحف، حيث إنه معُد للافتتاح منذ فترة، على أن ينوب عن "الأبنودى" زوحته الإعلامية نهال كمال وأسرته، إلا أن ظروف الوفاة حالت دون افتتاحه السبت المقبل. مضيفة، أنه سيتم تحديد موعد لاحق يتناسب مع أسرة الراحل.
افتتاح متحف السيرة الهلالية ومكتبة أبنود يؤكد مكانة مصر وريادتها ودورها في حماية وتوثيق التراث الشعبي المصري والعربي غير المادي، ويبرهن على قيمة وعظم مكانة السيرة الهلالية لدى المصريين بوجه خاص والعرب بوجه عام، بوصفها واحدة من أهم السير الشعبية العربية وأكبر عمل أدبي ملحمي في التراث العربي.
وقد أطلق عليها البعض على السيرة الهلالية "إلياذة العرب"، والتى تظل حتى وقتنا هذا الأقرب والأكثر رسوخًا في وجدان الإنسان العربي وذاكرته الجمعية .
بذل الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي على مدار ثلاثين عامًا أنفقها من عمره ليجمع هذه السيرة ويجعل منها إلياذة للشعر العربي فتكون ملتقى فكريًا للتراث الشعبي وأدبائه، طاف خلالها بين رواة وشعراء السيرة الهلالية على مختلف هوياتهم ممن أضافوا إلى الوجدان الشعبي وأثروا برواياتهم للسيرة الخيال والقدرات السردية لأبناء الثقافة العربية.
ويشمل هذا الصرح الثقافي الهام الذي يقع على مساحة 870 مترًا مربعًا مبنى المكتبة - متحف السيرة الهلالية - مسطحات الخضراء، وقد تحملت الهيئة العامة لقصور الثقافة كافة التكاليف المالية، حيث كان الموقع يخضع لإشرافها قبل أن يؤول حاليًا لقطاع الفنون التشكيلية.
وتضم المكتبة إجمالي عدد كتب 9864 كتابًا، منها 6917 في جميع المجالات و 2447 كتابًا مهداة من الشاعر عبدالرحمن الأبنودي والكاتب جمال الغيطاني، وكذلك 500 كتاب مهداة من الهيئة العامة للكتاب، هذا بالإضافة إلى الكتب والدواوين المسموعة ( 18 كتابًا)، ونصوص السيرة الهلالية 14 جزءًا في 32 نسخة، و 8 مجلدات للسيرة الهلالية، و 132 من أشرطة الكاسيت للرواية الأصلية للسيرة الهلالية،ودواوين الشاعر عبد الرحمن الأبنودي توثق لرواة السيرة الهلالية وتعليقات الشاعر عبدالرحمن الأبنودي عليها.
كما يشمل متحف السيرة الهلالية قاعة عرض متحفي (صورًا فوتوغرافية للشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي من أحقاب زمنية مختلفة بين رواة وشعراء السيرة الهلالية)، وملحق به غرفة لحفظ وعرض الشرائط وال CD واستراحة، كما يضم المتحف بين أروقته 67 عملاً فنيًا من بينها 21 عملاً فنيًا مُعارًا من قطاع الفنون التشكيلية.