يعتقد بول سميث خبير والمحاضر العالمي بمجال التسويق الرقمي أن عدم استخدام ادوات التواصل الاجتماعي في الاغراض الاعلانية يضعف من حجم الاقبال على المنتجات والخدمات التى توفرها الشركات مشيرا إلى أن "مواكبة " استخدامات المستهلكين تحتم على المعلن أو منتج ومقدم الخدمات الاعتماد بشكل أساسي على الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي للاستفادة من حجم الاقبال عليها بشكل واضح خلال الفترة الحالية. وأشار في حواره مع "أموال الغد" إلى أن مراقبة المحتوى الذي ينشره المستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي لا يؤثر على استراتيجيات التسويق على تلك المواقع أو استحواذها على حصة من الانفاق الاعلاني لتلك الشركات على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة وأن"ثقافة" مراقبة مواقع التواصل من قبل الجهات الأمنية "مفهوم" عالمي تطبقه معظم الدول حول العالم بما فيها اللولايات المتحدةوانجلترا وغيرها من الدول. تظهر الدراسات اقبال الشركات الكبرى بصفة عامة حول العالم إلى التسويق الالكتروني وعلى الاخص تحقيق نوع من الانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي، كخبير عالمي في هذا النوع من التسويق ، ما هو السبب في نموحجم الانفاق على الاعلان على الانترنت؟ كقارئ للسوق العالمية يمكنني التأكيد على أن الشركات والعلامات التجارية غير المستخدمة للتسويق عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي ستختفي خلال 5 سنوات من نشأتها والسبب الرئيسي في ذلك هو نفس السبب الذي يدفع الشركات الكبرى لتخصيص حوالي 50% من ميزانيتها للانفاق الاعلاني على الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وهو مواكبة توجهات المستهلك التى تتنامي بشكل سريع جدًا وتأخذ المنتج والمعلن في الاتجاه الذي تسلكه. فبعد النمو الملحوظ في مواقع التواصل الاجتماعي أصبح من الطبيعي أن تتجه الشركات حيث يتجه مستخدموها على الانترنت سواء على محركات البحث أو مواقع التواصل الاجتماعي التى أصبحت تفرض نمطا جديدا من التواصل بين منتجي السلع والمستهلكين قائم على الحوار المستمر. ويجب التركيز على أن دراسة صادرة عن مؤسسة جارتنر للابحاث التكنولوجية كشفت ان حوالي 98% من المواقع الالكترونية تفشل خلال عامين فقط من اطلاقها مالم تستخدم أساليب قوية للتفاعل مع مستخدميها. وما هي الخبرات التى تحتاج إليها الدول النامية بصفة عامة ومصر بصفة خاصة للاستفادة من تلك التكنولوجيات؟ يجب خلق حافز لاستخدام تلك الأدوات والتركيز على قدرتها على جذب المستهلك بالعديد من الطرق ومن وجهة نظري فإن هذا العامل متوفر في مصر بشكل واضح ، هذا بالاضافة إلى التركيز على نشر التدريب والتعليم بما يخص بتلك التكنولوجيات من خلال البرامج المصممة خصيصًا لذلك، كما يجب دراسة تجارب الدول التى نجحت في الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي مثل انجلترا وايرلندا. وبالطبع محاولة خلق نماذج فريدة والتركيز على الابداع والابتكار من أهم نقاط القوة التى يجب الاشارة إليها وعدم الاكتفاء بالنقل والتقليد. وما هي المشكلات التى تعاني منها مصر من وجهة نظرك والتى تحول دون الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي كأدوات تسويق؟ اعتقد أن البنية التحتية هي الاساس الذي يجب التركيز عليه من قبل الحكومة لجذب الاستثمارات لقطاع تكنولوجيا المعلومات بصفة عامة واتاحة الامكانيات المطلوبة لتوظيف الادوات التكنولوجية، وعلى سبيل المثال إذا نظرنا إلى سنغافورة، تمكنت خلال الفترة الماضية من تحقيق طفرات في اقتصادها القومي لاعتمادها على الاستثمار بقوة في البنية التحتية وتقويتها لجذب الاستثمارات وتوفير المناخ الملائم لجذب رجال الاعمال إليها. ومن وجهة نظرك ما هي الامكانيات التى توفرها الأدوات الجديدة للمعلن ومقدم المحتوى يختلف عن النماذج السابقة للتسويق؟ الادوات التكنولوجية الحديثة أصبح بإمكانها التعرف على كل مستخدم على حدة سواء لمواقع التواصل الاجتماعي أو أي منصة أخرى على الانترنت وأصبحت تمكن المعلن أو مصمم المحتوى من تصميم رسالة محددة لكل مستخدم على حدة بالاعتماد على أدوات قادرة على تحليل طريقة استخدام الأدوات التكنولوجية وتفضيلات المستخدمين وطرق التواصل وغيرها من المؤشرات التى تساعد مطور المحتوى من استهداف شريحة بعينها من المحتوى الرقمي والتسويقي. مؤخرًا أعلنت الحكومة المصرية عن نيتها لطرح أدوات للرقابة على انشطة مواقع التواصل الاجتماعي خاصة فيما يتعلق بالانشطة السياسية وازراء الاديان وغيرها فهل تعتقد أن ذلك سيؤثر على الاقبال على استخدام تلك الوسائط؟ من وجهة نظري تطبيق أدوات رقابية على مواقع التواصل الاجتماعي إجراء طبيعي تتخذه معظم الدول وعلى رأسها الولاياتالمتحدة وعدد كبير من الدول الاوروبية ولا تؤثر بأي شكل على استخدام ادوات التواصل الاجتماعي خاصة في الناحية الاقتصادية والاعلانية وتوجيه الرسائل للمستخدمين، غير أن بعض الجماعات التى تستخدم الوسائط الحديثة في نشر السياسة بالطبع ستختفي من تلك المواقع. وما هي التحديات التى تواجه المعلنين والمطورين للمحتوى المستخدمين لتلك الأدوات؟ المصداقية هي الكلمة الاساسية التى يجب أن تحكم العلاقة بين مطوري المحتوى والمعلنين من جهة وبين المستخدمين من جهة أخرى فإن انعدام الثقة والمصداقية أو بث الرسائل الخاطئة ولو لمرة واحدة على تلك المواقع قد يتسبب في خسائر بالمليارات للشركات المقدمة للمحتوى على تلك المواقع، خاصة وأن المحادثات أو ما يطلق عليه Word of mouth بين الأصدقاء والاقارب والمتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي هي المحرك الرئيسي لانتشار العلامات التجارية واقبال المستخدمين عليها من عدمه. والمصداقية هي الضمان الاساسي لمواجهة المنافسة الشديدة التى اصبحت تعاني منها العلامات التجارية مع التطور التكنولوجي. وما هي أحدث التكنولوجيات التى يتم استخدامها عالميًا بالاعتماد على الأدوات التكنولوجية في التسويق؟ حاليًا يعتمد المستخدمون بصفة عامة على الهواتف الذكية في التعرف على احتياجاتهم وتحديدها والاختيار بين المنافسين وظهر مصطلح "المنافس في جيب المستهلك" وهي تقنية يمكن وصفها باعتماد المستهلك على التعرف على الQR أو الرقم الكودي للسلعة ومقارنتها بالسلع المشابهة لها المطروحة من المنافسين وعليه يتخذ قرار شرائها من عدمه. وفي المستقبل سيظهر ما يطلق عليه Consumer Bubble والتى يمكن تشبيهها بأن المستهلك يسير داخل فقاعة من الادوات التكنولوجية تساعده في اتخاذ القرارات الشرائية وتفضيل سلع محددة في مواجهة منتجات اخرى معروضة حوله في الاسواق. اعلنت بالتعاون مع اكاديمية التسويق الرقمي عن اطلاق برنامج ماجيستير متخصص في التسويق الرقمي فما هي تفاصيل الدرجة العلمية ومتى سيتم البدء فيها في مصر؟ ستبدا أكاديمية التسويق الرقمي بالتعاون مع معهد دابلن لتكنولوجيا المعلومات DIT منح الدرجة العلمية بداية من سبتمبر المقبل والجدير بالذكر أن المعهد لديه شراكات استراتيجية مع كل من جوجل وفيسبوك وتويتر بما يمنح الطلاب القدرة على استكمال الدراسة العلمية في فروع تلك الشركات بأيرلندا، كما أنه سيحق للطلاب استكمال فترة الدراسة بأيرلندا بالاضافة إلى فرصة للتوظيف في الفروع الرئيسية للشركات بأوروبا من خلال البرامج المشتركة مع المعهد. وسأشرف على فريق المدربين بدرجة الماجيستير، ونستهدف تدريب مجموعة مكونة من 25 طالب كمرحلة أولى وحتى الآن تلقينا 13 طلبًا للالتحاق بالبرنامج.