وصف المهندس احمد صبري المدير التنفيذي لشركة اي تي فيجن ومؤسس أكاديمية فنون التسويق الالكتروني انتظار الدعم المقدم من وزارة الاتصالات وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات للشركات العاملة بالقطاع "بالحسنة" التى يطالب بها العاملون والتى لن تسهم في دفع نمو القطاع بأي شكل من الاشكار ، شدد على أن معدلات النمو والمساهمة في الناتج القومي التى تعلنها الوزارة هي مجرد عملية تدوير أموال المواطنين بالحصول عليها من شركات الاتصالات لتقديم الخدمة وإعادة ضخها للخزانة العامة للدولة في صورة مساهمة من القطاع اكد في حواره مع "أموال الغد" على ضرورة الاعتماد على خطة واضحة موضوعة من جماعة ضغط واضحة بقطاع تكنولوجيا المعلومات والتوسع فيها بشكل رأسي بما يسهم بشكل فعّال في وضع مصر على خريطة الدول المصنعة للتكنولوجيا ،لافتا إلى ضرورة النظر إلى الكيانات غير الحكومية والاهلية في القطاع باعتبارها المصدر الرئيسي لقيادة تكنولوجيا المعلومات خلال المرحلة المقبلة. ما الرؤية الأولية التى يمكن ان توصف وجهات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المختلفة بعد مرور عامين على الثورة؟ يمكن وصف الوضع الحالي للقطاع بأنه يعاني من عدد كبير من المشكلات فالوزارة محملة بعدد هائل من القضايا، وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "ايتيدا" تعيش في حلم النجاح، أما عن غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات فيمكن وصفها بالتائهة في ظل تخبط الاعضاء وانتظار ظهور القائد المنتظر لحل ازمة القطاع، وفي المجمل ارى قطاع تكنولوجيا المعلومات "في انتظار الفرج". واعتقد أن التصريحات المتكررة عن تحقيق نسب بعينها في الناتج القومي تتحقق في الاساس من الاستهلاك المباشر لخدمات المحمول والتى يمكن وصفها في المجمل بأنها اداة تدوير اموال المواطنين بحصولها على مقابل للخدمات وإعادة ضخه في خزانةالدولة عبر وزارة الاتصالات والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات دون تقديم قيمة مضافة حقيقية. ومن وجة نظري فان قطاع تكنولوجيا المعلومات في مصر يعتبر "كنزا حقيقيا" باعتبار مصر والاردن من الدول الرائدة في الصناعة في المنطقة العربية والتى من الممكن أن تقود خلال فترة قصيرة جدا القطاع باعتبارها محورا للصناعة في حالة التركيز على منتج بعينه ودعوة الاطراف المختلفة للعمل عليه بشكل اكثر تخصصا والبعد عن الاستخدامات التقليدية لتكنولوجيا المعلومات. من وجهة نظرك ما أفضل الطرق لتكوين جماعات ضغط من الشركات لتحقيق متطلباتها من وزارة الاتصالات؟ اعتقد أن الشركات لديها بالفعل جماعة ضغط ممثلة في غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والتى تضم 1000 عضو عامل بالقطاع، ومن وجهة نظري اذا استطاعت الشركات الاستفادة من ذلك الكيان لوضع استراتيجية واضحة للقطاع ستلزم كافة الجهات بالسير وفقا للخطة التى وضعتها تماما كغرفة الشركات السياحية والتى تعد اقوى جهة بالقطاع السياحي وهي نموذج يستدعي الدراسة من قبل شركات تكنولوجيا المعلومات للاقتضاء به. الدعوة لكيان موحد جديد بعيدا عن غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات يستدعي قول "الدنيا اتقلب حالها" خاصة وانها تتمتع بعدد من المميزات والصلاحيات التى قد تساهم في رسم شكل محدد لقطاع خلال السنوات المقبلة. هل ترى أن مشكلة التمويل تمثل عائقا أمام الشركات الجديدة للاستثمار بقطاع تكنولوجيا المعلومات ،في ظل إحجام البنوك عن تمويل المشروعات وقلة عدد صناديق استثمار المخاطر؟ أعتقد أن المشكلة الأكبر في تعريف النجاح ،فالمطالبة بتمويل أفكار معينة دون تطبيقها على أرض الواقع وتحقيق صدى واسع، يجب على الشباب تطبيق الفكرة والتأكد من نجاحها قبل المطالبة بتوفير استثمارات لافكارها، ويجب التركيز على أن رؤوس الاموال المطلوبة لقطاع تكنولوجيا المعلومات ليست بالحجم الكبير المطلوب في قطاعات اقتصادية اخرى كالقطاع العقاري وغيرها، وفي رأيي الشخصي اعتقد أن البديل الاخير لشركات تكنولوجيا المعلومات للحصول على التمويل هو البنوك لزيادة عدد الضمانات المطلوبة في قطاع قائم بالاساس على الاستثمار في العقل البشري. واعتقد أن إدارات الثروات هي الحل الامثل لتوفير تمويل لشركات تكنولوجيا المعلومات في ظل التمويل المنخفض للقطاع، لقرب شكل التمويل من الشراكة بين الجهات الممولة والشركات الحاصلة على التمويل، بالاضافة إلى تحديد قطاع رأسي لشركات تكنولوجيا المعلومات للتوسع في خدمات تكنولوجية بعينها. وكيف تؤثر المؤتمرات المتكررة في لفت انظار القطاعات المختلفة لأهمية الاعتماد على وسائل تكنولوجية جديدة في التسويق والاعلان الالكتروني ؟ التسويق الالكتروني قد يمثل قاطرة نمو لقيادة قطاع تكنولوجيا المعلومات خلال الفترة القادمة نظرا لزيادة عدد المطورين العاملين في مصر خلال الفترة الماضية والتى تصل لنسبة سكان بعض الدول العربية، بالاضافة إلى عدم الاستفادة من قدرة المصريين على الابداع واستخدام التكنولوجيا في ريادة المنطقة بشكل كامل. خلال المؤتمرات التي عقدناها خلال الفترة الماضية لفت نظري أنه في اعقاب المؤتمرات المنعقدة لجأ عدد من الشركات إلى الاعتماد على التسويق الالكتروني خاصة الشركات التى لم يسبق لها الاعتماد عليه في التسويق والاعلان، في حين زادت معرفة قطاعات اخرى كانت تنظر للتسويق على أنه "لقطة من فيلم" لتتحول إلى نظرة اعمق، وترتفع نسبة انفاق تلك الشركات على التسويق عبر الانترنت من خلال مواقعها الخاصة أو توظيف مواقع التواصل الاجتماعي. ويجب لفت النظر إلى أن مشاركة عدد من الدول العربية في المؤتمرات المتتالية اعاد النظر إلى مصر باعتبارها منصة للعلم، واجتذبت المؤتمرين المتتالين اللذين عقدتهما الشركة مع عدد من مديري التسويق بشركات عاملة في الاردن وقطر والسعودية بالتالي ظهرت مصر مرة اخرى كمحور لنشر افكار التسويق والاعلان الرقمي عبر الانترنت. بالاضافة إلى أن عقد المؤتمرات المماثلة من شأنها ان ينعش حجم سياحة المؤتمرات خلال المرحلة المقبلة مع دعوة عدد من الدول العربية والاجنبية لتحقيق نسب من الاشغالات في الفنادق ودعم حركة السياحة العربية الوافدة إلى مصر في ظل تراجع نسب السياحة الترفيهية والاشكال التقليدية للوفود القادمة إلى السوق المحلية. كيف ترى تأثير الاعتماد على الوسائل الحديثة والانترنت في تراجع دور الوسائط التقليدية للاعلان والتسويق؟ يجب الاشارة إلى أن حجم التسويق الالكتروني في مصر خلال عام 2012 بلغ 5% من إجمالي المخصص للتسويق في كافة القطاعات، ويتوقع عدد كبير من الخبراء تضاعف تلك النسبة لتصل إلى 10% من إجمالي الموازنات الاعلانية نهاية العام الجاري، وبالمقارنة بعدد من الدول المجاورة نجد أن النسبة العادلة لمصر للانفاق على الوسائل الحديثة في قطاع الاعلان يجب ان يصل إلى 15% من اجمالي الانفاق، ومن وجهة نظري اعتقد أن اكثر الوسائل تأثرا بالاقبال على الوسائل الحديثة هي الاعلانات المطبوعة في الصحف يليها الاعلانات المصورة عبر موقع يوتيوب لتبادل مقاطع الفيديو على الانترنت. إذن ما حجم الانفاق على التسويق الالكتروني في الدول المختلفة خاصة العربية؟ ظهرت في الفترة الاخيرة عدد من الدراسات تشير إلى أن الانفاق العالمي على التسويق الالكتروني يصل في بعض الدول إلى اكثر من 50% في حين يبلغ في دول مجاورة كالاردن حوالي 25% من إجمالي موازنات التسويق، وبالنسبة للامارات العربية المتحدة وصل حجم الانفاق على الاعلان الرقمي فيها 22% وفقا لمؤشرات صدرت مؤخرا. ويجب التأكيد على الجمهورية الثانية التى تبدأها مصر حاليًا مع انتخاب رئيس جديد وتعيين وزراء جدد تستدعي الاستفادة من الامكانيات المحلية لخلق مكانة عالمية تتوافق وحجم السوق المصرية والاستفادة من نسبة انتشار الانترنت والتى بلغت 29% بواقع 30 مليون مستخدم وموقع مصر على في تقييم Social Baker في المواقع التاسع عشر كأكبر الدول المستخدمة للفيسبوك يمنحها مكانة اقليمية وثقل يجب الاستفادة منه. وما الآليات الواجب تبنيها من القطاعين العام والخاص لدعم التوجه نحو التسويق الالكتروني من الناحية التشريعية والتمويلية وغيرها؟ في البداية بالنسبة للبيئة التشريعية الخاصة بالتسويق الالكتروني من وجهة نظري التشريعات الحالية التى تدعم وسائل التسويق التقليدية تكفى لبدء الاعتماد على الوسائل الالكترونية في التسويق خاصة وأنه من احد اشكال الدمج بين مفهوم قديم خاص بالاعلان عن المنتجات وتوصيل الافكار للمستهلك في حزمة جديدة من الوسائل وهو توجه مجتمعي مع تصاعد استخدامات تكنولوجيا المعلومات في محتلف قطاعات الدولة. اما بالنسبة للمبادرات المطلوبة لتفعيل التسويق الرقمي يجب أن تبدا من قبل الشركات الخاصة العملاقة في الدول بممارسة ضغوط معينة عليها لتفعيل دورها في التسويق الرقمي والبعد عن المطالبات المتكررة بتولي الحكومة زمام المبادرة في التحول نحو الوسائل الرقمية، ومن ناحية اخرى اعتقد أن قصور دور الشركات الاجنبية العملاقة العاملة في مصر على كونها مكاتب تسويق وتوزيع لن يسهم في زيادة الاعتماد على الاشكال المتنوعة للخدمات التكنولوجية. بالاضافة إلى أن التعويل على الحكومة من شأنه أن يؤخر عددا كبيرا من المبادرات الجديدة، ويجب لفت النظر إلى اسواق مجاورة مثل سوق الامارات العربية المتحدة الذي يتراجع فيه بوضوح دور الحكومة في مقابل شركات القطاع الخاص أو الشركات مشتركة رأس المال في تفعيل الخدمات الجديدة. في رأيي اعتقد أن الدور الاكبر يجب أن يعتمد على منظمات المجتمع المدني مثل غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات أو جمعية اتصال التى تعبر عن كيان ضاغط لمجتمع مدني من شأنه أن يقدم قرارات فاعلة قد تؤثر على قرارات القطاع بصفة عامة. وما أهم المشكلات التي واجهت التسويق الالكتروني خلال السنوات القليلة الماضية؟ المشكلة الاكبر التى واجهت قطاع التسويق الالكتروني خلال الفترة الماضية تعلقت في الاساس باستحواذ شركات الدعاية والاعلان على النسبة الاكبر من إدارة القطاع خاصة العالمية منها وهو ما يمثل تهديد للشركات الصغيرة والمتوسطة المتخصصة في إدارة القطاع والعاملة بتكنولوجيا المعلومات، ويرجع ذلك من وجهة نمظري لتراخي التعامل مع القطاع باعتباره أداة جيدة لتحقيق الارباح والتركيز على القطاعات الاقل اهمية والتى تحقق عائدات منخفضة جدا للشركات مثل برامج البرمجيات المحاسبية وغيرها. ويرجع السبب في فشل عدد كبير من شركات قطاع تكنولوجيا المعلومات "انتظار حسنة وزارة الاتصالات عليها" مما يتسبب في ضعف القطاع بصفة عامة وهو ما ظهر بوضوح خلال العاميين الماضيين، وصعود المطالبات خلال العام الماضي بالحصول على دعم مباشر "يدعو للخجل"، ولذلك يجب على الشركات تكوين تحالفات من شأنها توفير تكنولوجيات تتوافق مع التوجهات العالمية وتدعم مركزها المالي دون انتظار الدعم الخاص بالوزارة وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "ايتيدا". وما الخطط المستقبلية التى ستقوم بها" اي تي فيجن" واكاديمية التسويق الالكتروني لدعم القطاع خلال المرحلة المقبلة؟ نستهدف افتتاح مقرات للاكاديمية في عدد من الدول العربية مثل الامارات والسعودية والاردن بالاضافة إلى التوسع بانجلترا و عقد شراكة من خلال اكاديمية فنون التسويق الالكتروني التابعة لها مع احد الجامعات الانجليزية خلال ايام للتدريب في مجال التسويق الرقمي. كما تعتزم الشركة تنظيم معسكر للتدريب على فنون التسويق الالكتروني في مايو المقبل وعدة مؤتمرات تبدأ في مارس المقبل للتعريف بالاستخدامات الحديثة للتكنولوجيا في قطاع التسويق والاعلان الرقمي بدعوة عدد من القائمين على التسويق الرقمي في مصر والتركيز على الدول العربية بشكل خاص.