تنامت معدلات اهتمام الشركات الخارجية بالفرص الاستثمارية المتاحة في السوق المصرية خاصة شريحة الشركات المدرجة بالبورصة المصرية خلال الفترات الأخيرة . ففي خلال العام الجاري شهدت السوق المصرية 4 عروض استحواذ على بعض الشركات المدرجة بالبورصة مثلت آخرها ، إعلان شركة شقيقة لأبراج كابيتال الإماراتية برغبتها في شراء 51 % على الأقل من (بسكو مصر). وأكد خبراء سوق المال على التأثير الإيجابى الذى تحمله عروض صفقات الاستحواذ على بعض الشركات ، على صعيد رؤية المستثمرين الخارجيين لمستقبل الاستثمارات بالسوق المصرية خلال المدى المتوسط والطويل . أضاف الخبراء أن نجاح عروض الاستحواذات من عدمها لا يمثل الاهمية بل تكمن في العروض الجادة الراغبة في الاستثمار بالسوق المصرية والتي تعد مؤشر عن تعافى الإقتصاد لدى كل فئات المستثمرين . وتوقع الخبراء أن يشهد سوق المال الكثير من الصفقات الإستحواذ خلال العام الجارى ، خاصة على صعيد كلا من قطاع البنوك ، والعقارات . قالت رانيا بعقوب رئيس مجلس إدارة شركة ثرى واى للتداول فى الاوراق المالية ، أن عمليات الاستحواذ و التى بدأت في سوق المال المصرى مؤخرا من قبل شركات خارجية ، تحمل فى طياتها نظرة إيجابية من قبل كلا من المستثمر الاجنبى و العربى تجاه الاستثمار و الأقتصاد المصرى على عكس المستثمر المحلى و الذى مازال يعانى نوع من الارتباك الناجم من عدم وضوع ملامح الرؤية الاقتصادية ، خاصة بالتزامن مع القرارات التقشفية الأخيرة و التى على رأسها فرض الضربية على البورصة . وأضافت أن المستمر الأجنبى ينظر لإقتصاد أى دولة على المدى المتوسط و البعيد وعلى مقاومتها الطبيعية والبشرية ، والنظرة المستقبيلة لإقتصادها الأمر الذى دعم توجهات المستثمرين الى السوق وشركاتها المدرجة في ظل تمتعها بالفرص الإستثمارية الواعدة مقارنة بباقى أسواق المنطقة . وأكدت أن هذه الصفقات تحمل أثر إيجابى على منظور المستثمر المحلى تجاه إقتصاد دولته والفرص الواعدة التى يحملها ، ولكن لا يأتى ذلك بمردود فعلي سوى بالتزامن مع تقديم التسهيلات و الإعفاءات و التى بمقدروها جذب مزيد من رؤس الأموال. وتوقعت أن يتصدر القطاع العقارى قائمة الإستحواذات خلال النصف الثانى من العام الجارى ، في لكونه أبرز القطاعات المستفيدة من قرارت رفع الدعم و التضخم المتوقع أثره ، مؤكده قدرة شركات هذا القطاع على جذب أنظار المستثمرين لها خلال الفترة المقبلة ، يليه قطاع الأغذية والمشروبات ، والدليل على ذلك صفقة الاستحواذ الأخيرة من قبل شركة " أبراج كابيتال " للإستحواذ على شركة بسكو مصر . وفى سياق متصل توقعت نجاح هذه الصفقة ، فى حال تقارب سعر الشراء المقدم من قبل شركة أبراج ، مع القيمة العادلة التى سيحددها المستشار المالى الذى سيتولى تحديد قمية سهم بسكو مصر . وأشار أحمد عطا ، العضو المنتدب لشركة سيجما لإدارة الأصول ، إلى الرسالة الإيجابية التى تحملها أى صفقة إستحواذ تتم في السوق، مؤكدًا انها دليل على تعافى الإقتصاد المصرى و قدرته على جذب المستثمرين . وتوقع زيادة عدد الإستحواذات خلال العام الجارى ، خاصة فى كلا من قطاع الإسكان و البنوك ، وذلك لما تحمله تلك القطاعات من جذب للمستثمرين خاصة العرب منهم ، وبالأخص القطاع البنكى و الذى يعد عصب أى دولة وفي ظل اندراج اغلب المؤسسات المصرية تحت ظل هذا القطاع ، وبالتالى لديها قدرة على جذب المستثمرين . وإتفق معهم محمد الصهرجتى ، العضو المنتدب لشركة سوليدير لتداول الاوراق المالية ، فى التأكيد على أن أى صفقة استحواذ يعود تاثيرها على المنظومة الاقتصادية بصورة عامة بالايجاب وليس فقط على اطراف الصفقة لانها تعد مؤشر على تعافي الإقتصاد ككل ، خاصة وان كل صفقة إستحواذ تؤكد على قدرة الإقتصاد المصرى وشأنه رغم كل العقبات التى مر بها وتسببت في تراجعه خلال بعض الفترات الماضية . أبرز الصفقات بالسوق عقب الثورة : وشهدت السوق المصرية تنفيذ عدد من صفقات الاستحواذات على الشركات المدرجة بالبورصة عقب ثورة يناير جاء في مقدمتها بيع شركة "أوليمبيك جروب" بقيمة 2.4 مليون جنيه لشركة "الكترولوكس" السويدية، ثم صفقة بيع 20% من الشركة "موبينيل" بقيمة 866 مليون جنيه لشركة "أوراسكوم للاتصالات" . ثم استحواذ "فرانس تيليكوم" للاتصالات علي "موبينيل" ، تلتها موافقة الرقابة المالية في فبراير 2013 على عرض بنك قطر الوطني لشراء 100 % من أسهم البنك الأهلي سوسيتيه جنرال في مصر بسعر 38.65 جنيه (5.69 دولار) للسهم ، ثم شراء شركة أو سي أي أن.في ل 100% من الأسهم المصدرة لشركة "أوراسكوم للانشاء والصناعة" يونيو 2013 . وخلال العام الجاري شهدت السوق عدد من العروض الاستحواذية المُقدمة ، أبرزها عرض الشراء الاختياري المقدم من قبل بلتون ومجموعة من المستثمرين للاستحواذ على 20% من اسهم هيرميس مقابل 16 جنيه للسهم فضلا عن عرض الشراء لكامل أسهم القاهرة للأستثمار و التنمية العقارية ، من قبل أحد الشركات التابعة لمجموعة أبراج ، بسعر 20.5 جنيها مصريا للسهم الواحد ، وأخيرا عرض الإستحواذ على كامل أسهم مستشفى القاهرة التخصىصى ، من جانب شركة كريد هيلثكير ال تى دى بقيمة إجمالية للصفقة 202.5 مليون جنيه، مما يعد مؤشرًا قوي على بدء استعادة المنظومة الاقتصادية مسارها الصحيح تجاه استعادة بريقها الاستثماري واخيرا ابداء شركة شقيقة لأبراج كابيتال الإماراتية برغبتها في شراء 51 % على الأقل من (بسكو مصر) . هيرميس والاستحواذات غير مكتملة واصلت المجموعة المالية هيرميس حلقة جديدة من حلقات الصراع الاستثماري عليها عقب ثورة يناير ، من خلال تقدم بلتون القابضة للاستثمارات المالية ومجموعة من المستثمرين ممثلة في "نيو ايجيبت انفستمنت فاند بى فى" بعرض شراء اختياري للاستحواذ على 20% من اسهم المجموعة المالية هيرميس ، ولكنها فشلت لعدم الوصول الى النسبة المعلنة . وبدأت ملامح الصراع الاستثماري على هيرميس عبر رغبة شركة بلانت اي بي ليميتد للاستحواذ على 100% من اسهم هيرمس دون ورود خطوات تنفيذية واضحة في تلك الاخبار لتنتهي دون نتائج ملموسة على أرض الواقع . ومع إنتعاش العلاقات المصرية القطرية إبان سيطرة جماعة الإخوان المسلمين على مؤسسات الدولة وفوز الرئيس المعزول محمد مرسي ، وذلك عبر تقدم كيو انفست القطرية بعرض للاستحواذ على المجموعة المالية هيرميس ، لتثير بدورها الاراء تجاه مزاعم تلك الصفقة والسيطرة القطرية المتسارعة على بعض المؤسسات ومنها رغبتهم في الاستحواذ على أكبر بنك استثماري في منطقة الشرق الأوسط . واستمرت تلك الحالة وتضارب الأراء حول مزاعم تلك الصفقة المرتقبة ، حتى أنتهت الهيئة العامة للرقابة المالية المصرية من فحص طلب الاستحواذ وانتهى برفض الموافقة على اتفاق شراكة مزمع بين المجموعة المالية هيرميس المصرية وكيو انفست القطرية نظرا لعدم توفر متطلبات الخبرة القانونية اللازمة لدى الطرف الراغب في الشراء ، لينهار إتفاق التحالف المقترح بين أكبر بنك استثمار في المنطقة وكيو انفست القطرية في مايو 2013 ، نتيجة عدم حصول الطرفين على موافقة هيئة الرقابة المالية على الصفقة. وأكدت الهيئة حينها إنه في اطار دورها الرقابي للحفاظ على سلامة واستقرار الاسواق المالية غير المصرفية وحماية المتعاملين فيها فإنه في ضوء محدودية خبرة الشركة الراغبة في الشراء وعدم مزاولتها لأي نشاط منذ تأسيسها لا تتوفر متطلبات الخبرة القانونية اللازمة لتملك الشركات التابعة لشركة المجموعة المالية هيرميس القابضة .