أول تعليق من الأزهر على تشكيل مؤسسة تكوين الفكر العربي    «التعليم» تختتم بطولة الجمهورية للمدارس للألعاب الجماعية «بنين و بنات»    طقس إيداع الخميرة المقدسة للميرون الجديد بدير الأنبا بيشوي |صور    رسالة قرينة الرئيس السيسي للمصريين في عيد شم النسيم    يستفيد منه 4 فئات.. تحديث النظام الإلكتروني لترقية أعضاء هيئة التدريس بالجامعات    أسعار سبائك الذهب BTC اليوم الاثنين 6-5-2024 في محافظة قنا    أسعار الجمبري اليوم الاثنين 6-5-2024 في محافظة قنا    تكثيف صيانة المسطحات الخضراء والمتنزهات بالمدن الجديدة بالتزامن مع فصل الربيع    «الري»: حدائق القناطر الخيرية تفتح أبوابها أمام زوار أعياد الربيع وشم النسيم    اقتراح برغبة لإطلاق مبادرة لتعزيز وعي المصريين بالذكاء الاصطناعي    تكثيف صيانة المسطحات الخضراء والمتنزهات بالمدن الجديدة مع عيد شم النسيم    في ظل مخاوف الاجتياح.. الأونروا: لن نغادر مدينة رفح    الرئيس البرازيلي: التغير المناخي سبب رئيس للفيضانات العارمة جنوبي البلاد    رئيسة المفوضية الأوروبية: سنطالب بمنافسة "عادلة" مع الصين    إيران تدرب حزب الله على المسيرات بقاعدة سرية    دقيقتا صمت مع صفارات إنذار.. إسرائيل تحيي ذكرى ضحايا المحرقة    موعد مباراة الأهلي والزمالك في نصف نهائي دوري السوبر لكرة السلة    "أنا حزين جدا".. حكم دولي يعلق على قرار إلغاء هدف الزمالك وما فعله حارس سموحة    "احنا مش بتوع كونفدرالية".. ميدو يفتح النار على جوميز ويطالبه بارتداء قناع السويسري    مفاضلة بين زيزو وعاشور وعبد المنعم.. من ينضم في القائمة النهائية للأولمبياد من الثلاثي؟    كولر يضع اللمسات النهائية على خطة مواجهة الاتحاد السكندرى    تفاصيل القبض على عصام صاصا مطرب المهرجانات بتهمة دهس شخص والتسبب في وفاته بالطالبية    عيد الأضحى 2024: متى سيحلّ وكم عدد أيام الاحتفال؟    أشجار نادرة وجبلاية على شكل الخياشيم.. استعدادات حديقة الأسماك لشم النسيم    "هزار تحول لخناقة".. شاب يمزق جسد صديقه في سوهاج    توافد المواطنين على حدائق القناطر للاحتفال بشم النسيم .. صور    حمادة هلال: جالي ديسك وأنا بصور المداح الجزء الرابع    نور قدري تكشف عن تعرض نجلها لوعكة صحية    اليوم ذكرى ميلادها.. كيف ابتكرت ماجدة الصباحي «السينما المتنقلة»؟    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 6-5-2024    قصر في الجنة لمن واظب على النوافل.. اعرف شروط الحصول على هذا الجزاء العظيم    هل يجوز قراءة القرآن وترديد الأذكار وأنا نائم أو متكئ    نصائح لمرضى الضغط لتناول الأسماك المملحة بأمان    «الرعاية الصحية» تطلق فعاليات المؤتمر العلمي الأول لفرعها في الإسماعيلية    عصير سحري تناوله بعد الفسيخ والرنجة.. تعرف عليه    دقة 50 ميجابيكسل.. فيفو تطلق هاتفها الذكي iQOO Z9 Turbo الجديد    قبل الامتحانات.. ما مصادر التعلم والمراجعة لطلاب الثانوية العامة؟    وزيرة الهجرة: نستعد لإطلاق صندوق الطوارئ للمصريين بالخارج    نيويورك تايمز: المفاوضات بين إسرائيل وحماس وصلت إلى طريق مسدود    البحيرة: رئيس كفر الدوار يتابع الاستعدادات لبدء تلقي طلبات التصالح في مخالفات البناء    "ماتنساش تبعت لحبايبك وصحابك".. عبارات تهنئة عيد الأضحى المبارك 2024 قصيرة للأحباب    مع قرب اجتياحها.. الاحتلال الإسرائيلي ينشر خريطة إخلاء أحياء رفح    في يوم شم النسيم.. رفع درجة الاستعداد في مستشفيات شمال سيناء    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الاثنين 6 مايو    وسيم السيسي يعلق علي موجة الانتقادات التي تعرض لها "زاهي حواس".. قصة انشقاق البحر لسيدنا موسى "غير صحيحة"    البحوث الفلكية تكشف موعد غرة شهر ذي القعدة    طبيب يكشف عن العادات الضارة أثناء الاحتفال بشم النسيم    تعاون مثمر في مجال المياه الإثنين بين مصر والسودان    أحمد سامي: كنا قادرين على الفوز ضد الزمالك بأكثر من هدف والبنا لم يكن موفق    محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    قادة الدول الإسلامية يدعون العالم لوقف الإبادة ضد الفلسطينيين    خالد مرتجي: مريم متولي لن تعود للأهلي نهائياً    بيج ياسمين: عندى ارتخاء فى صمامات القلب ونفسي أموت وأنا بتمرن    الإفتاء: احترام خصوصيات الناس واجب شرعي وأخلاقي    رئيس البنك الأهلي: متمسكون باستمرار طارق مصطفى.. وإيقاف المستحقات لنهاية الموسم    تعزيز صحة الأطفال من خلال تناول الفواكه.. فوائد غذائية لنموهم وتطورهم    لفتة طيبة.. طلاب هندسة أسوان يطورون مسجد الكلية بدلا من حفل التخرج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تعرف على الأساليب المقترحة للتغلب على تحديات نمو نشاط التأمين متناهي الصغر

استعرض الإتحاد المصري للتأمين الأساليب المقترحة لمعالجة مشاكل التأمين متناهي الصغر، وكذلك الاستراتيجيات المستقبلية للتغلب على التحديات التي تعوق نمو هذه النوعية من التأمين.
وتضمنت النشرة الأسبوعية للإتحاد المصري للتأمين الآتي:-
الأساليب المقترحة لمعالجة المشاكل
– تقديم هذا التأمين من خلال الوثائق الجماعية او الاعتماد على الأسواق الكبيرة لتخفيض تكاليف الإصدار والمصروفات الأخرى وبالتالي تخفيض قيمة قسط التأمين.
– العمل على زيادة البيع المباشر والوصول الى العميل حتى مكان إقامته ومسكنه حتى يمكن تخفيض تكاليف التسويق والعمولات.
– يعتمد النجاح في التأمين متناهي الصغر على تكلفة التشغيل المنخفضة، لذلك قد تخفض قنوات التوزيع المبتكرة والتطبيقات التكنولوجية الجديدة من تكلفة المنتج لشركات التأمين، وفي بعض المناطق نجحت عملية توزيع المنتجات التأمينية من خلال الاتفاقات بين شركات التأمين والمنظمات الأهلية والجمعيات وشركات الإقراض متناهي الصغر (التي تعمل بشكل تقليدي مع الأسر ذات الدخول المنخفضة) والذين يكونون على دراية كبيرة بهذا السوق ومن ثم يمكنهم المساعدة في توفير خدمات التأمين متناهي الصغر بطريقة ملائمة ومستدامة.
– استخدام التطبيقات والمنصات التكنولوجية القائمة بالفعل يمكنها ان تقلل من التكاليف الإدارية للتغطية التأمينية وتؤدي الى الوصول بسهولة للعملاء كمحافظ شركات الاتصالات Mobile Wallets والكروت مسبقة الدفع Prepaid Cards وبطاقات الدعم الحكومي... الخ.
– يجب بذل المزيد من الجهد والوقت والنفقات لنشر الثقافة التأمينية ورفع الوعي لدى جميع الطبقات من ناحية، والشرائح محدودة الدخل من ناحية أخرى، وعلى الرغم من أن مثل هذه المجهودات تحتاج لنفقات كبيرة، إلا أن العائد منها يفوق تكلفتها بأضعاف.
– يجب توافر ألية لتلقى شكاوى العملاء والتعامل السليم مع الشكاوى وحل المنازعات بين شركات التأمين أو وسطاء التأمين وعملائهم بالشكل والسرعة التي تحقق الثقة المتبادلة بين الأطراف الثلاثة في العملية التأمينية. ولا شك أن ألية تلقى شكاوى عملاء الدخول المنخفضة سوف تتطلب قنوات ذات طبيعة خاصة للتعامل مع الشكاوى الخاصة بهم، حتى لا يتسبب عدم التعامل مع مشاكلهم في فقد الثقة واحجامهم عن التأمين وقد يصل الأمر الى التسويق المضاد.
– يجب أن يتم تعديل اجراءات التعامل مع نقص المعلومات والبيانات اللازمة لإعداد الحسابات الإكتوارية وتقييم الخطر المرتبط بهذه الشريحة من السوق وذلك النوع من التأمين ويمكن ان يتم ذلك من خلال الشراكات سواء مع جهات التمويل متناهي الصغر او معيدي التأمين من الدول التي لديها خبرة في ذلك المجال وغيره من الجهات التي يمكن من خلالها الحصول على البيانات والتعرف اكثر على طبيعة هذه الفئات والاخطار التي تواجهها.
– يجب أن يتم اجراء عمليات بحوث التسويق بكافة خطواتها العلمية السليمة حتى لو كانت بتمويل غير تقليدي لحساب تكاليف التأمين خاصة خلال المراحل الأولى للتطبيق بغرض تفهم احتياجات السوق للتأمين متناهي الصغر وجدواه الاقتصادية والاجتماعية.
– يتعين أن يكون تصميم وثائق التأمين متناهي الصغر بأسلوب مبسط وبلغة واضحة وكذلك صياغة الشروط في جمل قصيرة يسيرة وسهلة الفهم، كما يجب أن تتميز استمارات طلب التأمين أيضا بالبساطة.
– يتعين أن تكون هناك ألية لسرعة التعامل مع المطالبات لكسب ثقة العملاء.
الاستراتيجيات المستقبلية للتغلب على التحديات
في تحليل إستراتيجي بسيط سنقوم بوضع تصور لمعالجة المعوقات التي تعترض نمو التأمين متناهي الصغر وسيكون ذلك على الأجلين القصير والطويل وهي الطريقة التي تمكننا من وضع الخطط القصيرة والمتوسطة وطويلة الأجل وتصميم برامج التنفيذ الملائمة والجهات المسئولة ومسئوليات كل منها.
التحليل على المدى القصير والمتوسط: عند اجراء التحليل في الأجلين القصير والمتوسط يمكن التركيز على مجموعة من العناصر ولكن قبل شرح هذه العناصر، يجب ان نفكر في الإجابة على هذه الأسئلة:
ابتكار المنتجات: ما هي المنتجات التي سوق تظهر في مجالات التأمين الانتمائي والزراعي وما هو الممكن تقديمه لأصحاب الحرف؟
قنوات التوزيع: من هم الشركاء – المنظمات غير الحكومية أو المنظمات المجتمعية أو الشركات الدولية لإعادة التأمين أو الجهات المانحة أو الحكومات أو شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أو مكاتب البريد أو جهات التحصيل الالكتروني – الذين نحتاج الى التعاون معهم؟
التطور التكنولوجي: ما هي حلول التقنية المتطورة التي سوف تنجح فى أسواق الدخل المنخفض؟ ما هي الأدوات الأكثر تداول بين هذه الفئات المستهدفة؟
ثقافة التأمين فى أسواق الدخل المنخفض: كيف يمكننا أن نساعد العملاء المحتملين على التعرف على التأمين وأن نفهم سلوكيات تلك الأسواق منخفضة الدخول وأن نتخذ من الإجراءات ما يؤدى الى رفع الثقافة والوعي لدى أفرادها؟
تغير المناخ: ما هي الاستعدادات لمواجهة تغير المناخ وأثر ذلك على التصدي لارتفاع معدلات تحقق الكوارث؟
المساهمة في استقرار ظروف الاقتصاد الكلى: ماهي العوامل التي سوف يتسم بها السوق في المستقبل (النمو السكاني والتنمية الاقتصادية والتحضر وتغير المناخ)؟
والان نستعرض العناصر التالية والتي يمكن ان تجيب عن الأسئلة السابقة وتقدم تحليل على المدي القصير والمتوسط:
أولا: ابتكار المنتجات
التأمين متناهي الصغر، مثل التأمين التقليدي، يمكن ان يقدم خدماته في مجالات عديدة مثل مجال التأمين الصحي ومجال تأمين الممتلكات، وهناك تشكيلة واسعة من المنتجات مثل التأمين على المحاصيل والثروة الحيوانية والمواشي والتأمين ضد السرقة أو الحريق أو التأمين الصحي والتأمين على الحياة ضد خطر الوفاة أو العجز والتأمين على الكوارث الطبيعية وغيرها.
ثانياً: تطوير أسلوب التوزيع
عادة ما يتمثل أسلوب توزيع منتجات التأمين البسيطة على فئات الدخل المنخفض في الشراكة بين شركة التأمين التي تتحمل الأخطار وشركة التوزيع التي تحظى بعلاقات وطيدة مع عدد كبير من العملاء. وتتوقف مدى فاعلية ونجاح هذا الأسلوب على مدى التنسيق بين الحكومات وجهات الرقابة والجهات المانحة.
وفى هذه الحالة يمكن بيع التأمين بنفس الطريقة أو الطرق التي يتم بها بيع السلع والخدمات من خلال هذه الجهات مع الاخذ في الاعتبار بساطة منتجات التأمين متناهي الصغر وعدم الحاجة لعمليات الاكتتاب المعقدة لكل عميل.
وبالتالي يمكن تبسيط الإجراءات الى الحد الذي يصبح معه التأمين بمثابة سلعة يمكن أن يبيعها أي شخص؟ ومثال ذلك وثيقة الحوادث الشخصية التي تقوم إحدى جهات التوزيع بالهند بتوزيعها في صورة وثيقة مطبوعة على جوالات الأسمدة.
ثالثا: قنوات التوزيع غير الرسمية وغير التقليدية
يمكن لأي مؤسسة تستطيع الوصول الى العملاء ذوي الدخول المنخفضة أن تبيع منتجات التأمين متناهي الصغر.
وتقوم مراكز خدمة دفن الموتى في جنوب أفريقيا وغيرها من البلدان ببيع وثائق تأمين الجنازة كما يتم بيع وثائق التأمين على الحياة من خلال أكشاك الإنترنت في الهند.
ويبيع التجار منتجات تأمين المؤشرات على الثروة الحيوانية في منغوليا. وتخطط إحدى شركات التأمين في شرق أوروبا لتوزيع منتجات التأمين على الممتلكات من خلال محصلي الضرائب.
ومن المتوقع أن يشهد المستقبل توسعا هائلا في قطاع التأمين متناهي الصغر من خلال مجموعة كبيرة من قنوات التوزيع غير الرسمية.
رابعاً: إعادة التأمين للبرامج التعاونية المحلية
عادة ما تؤدى الأخطار ذات الطبيعة الكارثية مثل الفيضانات أو الأوبئة، الى ارهاق القدرات المالية للبرامج التعاونية المحلية مما يتعين معه ضرورة إعادة التأمين لدى الشركات المتخصصة كما هو معتاد (إذا قبلت تلك الشركات ذلك) أو خلق نوع من اعادة التأمين المتخصصة في مثل هذه العمليات ذات الطبيعة الخاصة والآليات الخاصة حتى تستمر الصناعة وتزدهر.
وسوف يكون ربط أنظمة التأمين الصغيرة والمحلية والتعاونية التي تعمل في التأمين متناهي الصغر بشركات التأمين الرئيسية العاملة بالقطاع التقليدي بمثابة فرصة، وخاصة إذا ما كان هناك اتجاه لدى جهات الإشراف والرقابة نحو تحويل تلك الأنظمة لتكون ضمن المنظومة الكلية للتأمين حيث ان تلك الأنظمة تتعرض للضغوط من قبل جهات الرقابة على التأمين من أجل التحول الى القطاع الرسمي.
خامساً: دور إعادة التأمين التقليدي
لشركات إعادة التأمين التقليدية دور هام يساعد أنظمة التأمين متناهي الصغر على التوسع في قبول الأخطار التي يتم تغطيتها وأيضا في تنوع منتجاته.
وعلى سبيل المثال في كولومبيا، قامت مؤسسة Munich Re بتطوير منتجات إعادة التأمين بفاعلية من خلال التعاون مع مؤسسة Suramericana الشريكة لابتكار منتجات متناهية الصغر ذات مرونة عالية تجعل العملاء يقبلون عليها بالمقارنة بشركات التأمين التعاوني. وسوف يصبح دور شركة إعادة التأمين أكثر أهمية للتأمين متناهي الصغر مع ازدياد تعقد المنتجات وتطورها.
سادسا: التوسع في التأمين للفئات ذات الدخل الأقل
يمكن تغطية الفئات ذات الدخل الأقل من خلال التأمين الاجتماعي الذى توفره الحكومات والمنظمات التابعة لها ، مثل التأمين الصحي وهو ما يدخل ضمن هدف ومضمون الضمان الاجتماعي بمعناه الأشمل ومع ذلك فهناك اتفاق في الرأي حول عدم وصول التأمين التجاري الى الفئات ذات الدخل الأقل (الذين يمثلون الشريحة الأدنى داخل الاقتصاد والبالغ نسبتهم من 10%-15% من مجموعة الأفراد وقد تتغير هذه النسبة في المستقبل حيث توجه الحكومات في المستقبل اهتمامها بهذه الفئات و العمل على تغيير ظروفها الاقتصادية والاجتماعية بالعديد من البرامج ومن بينها التأمين بشكل عام والتأمين متناهي الصغر على وجه الخصوص) . وقد يتغير ذلك في المستقبل حيث تركز الحكومات بصورة أكثر وضوحاً على هذا الجمهور.
سابعاً: التكنولوجيا
تحظى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بتأثيرات ايجابية غير متوقعة على تنمية التأمين في البلدان النامية.
وعلى سبيل المثال يمكن أن تحل المكالمات الهاتفية محل الانتقالات باهظة التكلفة ويمكن أن تمد الرسائل النصية المزارعين بالتوقعات المناخية، ويتم تبادل المعلومات الخاصة بالأسواق بسهولة ويسر.
وازدادت الاشتراكات في خدمات الهواتف المحمولة بالبلدان النامية من بضع مئات من الملايين في بداية القرن الواحد والعشرون الى بلايين في الوقت الحالي. وعلى الرغم من أن انتشار خدمات شبكة الأنترنت جاء متأخراً عن انتشار خدمات الهواتف المحمولة، إلا أنه يشير الى اتجاهات نمو مماثلة.
وهذا يعد مؤشراً هاماً نحو اتجاه نمو التأمين متناهي الصغر في المستقبل. وهناك العديد من الأمثلة على ذلك.
تقوم إحدى شركات التأمين في شرق أوروبا بتطوير إجراءات معالجة البيانات السريعة القائمة على الرسائل النصية القصيرة في مجال التأمين الصحي، حيث يقوم الطبيب الذي يتحقق من مطالبة ما بإرسال رسالة نصية الى السيرفر، وتحمل هذه الرسالة أكواد المريض والعلاج اللازم، وتتضمن الاستجابة الآلية للطبيب تفويضاً بسحب تعويضات التأمين من أي ماكينة صراف آلي، ويتم تصميم النظام كي يوفر النقد في حالة الطوارئ لوقت لاحق.
ويمكن أن تعتمد الحلول المماثلة على شبكة الانترنت، حيث يتم ارسال الأموال الى الهاتف المحمول، أو بصورة مباشرة الى مقدم خدمة الرعاية الصحية.
وتحظى شبكة الانترنت والهواتف المحمولة والبطاقات الذكية بإمكانية الحد من التكاليف وتوسيع نطاق انتشار التأمين المتناهي الصغر في مختلف أنحاء سلسلة الإمدادات.
وسوف يقدم الوكلاء والعملاء الطلبات الكترونياً ويتم إصدار الوثائق تلقائياً وتوزيعها عبر شبكة الانترنت، وتزيد عمليات سداد الأقساط الكترونياً من فعالية العملية.
وتتمثل إحدى المزايا الكبرى للتحول من الأسلوب الورقي الى المعالجة الالكترونية في سرعة توفير البيانات التفصيلية، التي تسمح بإجراء دراسات أفضل حول معدلات الوفيات وانتشار الأمراض وتوفير أسعار أفضل وأيضا فهم أشمل للأخطار داخل أي سوق وفى حالة استخدام الأسلوب الالكتروني بفاعلية سيؤدى ذلك الى إمكانية ابتكار منتجات تتلاءم بصورة أفضل مع السوق.
والحقيقة انه لم يكن من المتوقع إصدار وثائق تأمين في حجم بطاقات الائتمان أو انتشار استخدام الهواتف المحمولة في عمليات السداد والأنشطة المصرفية منذ عشر سنوات.
ومن الواضح أنه إذا كان من المقدر ان التأمين المتناهي الصغر سوف يصل الى اعداد هائلة من الأشخاص، فإن التطور التكنولوجي هو الذي سوف يساعد على تحقيق ذلك.
ثامناً: ثقافة التأمين
يتطلب التأمين المتناهي الصغر ثورة ثقافية لدى جميع الأطراف المشاركة سواء من الشركات أو العملاء أو الجهات الوسيطة فبقدر ما تحتاج شركات التأمين الى فهم عملائها ذوي الدخل المنخفض بقدر ما يحتاج العملاء المحتملون الى فهم التأمين وينبغي أن تصبح قنوات التوزيع غير التجارية على دراية بشركائها التجاريين، والعكس بالعكس.
وفي معظم البلدان النامية، يعتقد العملاء ذو الدخل المنخفض أنهم لا يحتاجون الى التأمين ولا يثق هؤلاء العملاء بشركات التأمين ولا يدركون تماماً مفهوم تغطية الأخطار ويؤمنون بشدة بأن التأمين للأثرياء فقط وأنهم لا يمتلكون الموارد الكافية لسداد أقساطه.
ولا شك أن الأمر سوف يستغرق وقتا طويلا قبل أن يثق هؤلاء الافراد في أي منتج تأميني متناهي الصغر وأن يترسخ في عقيدتهم ووعيهم أهمية ذلك النشاط وجدواه عندما يجدون أمامهم واقعاً استفاد منه أفراد وجماعات وأسر تعرضت لإصابات تم تعويضها واصابات تم شفاؤها وأيتام مات عائلهم فوجدت من يقف بجانبهم، وبمجرد أن يتجسد ذلك الأمر ونحصل على منتج ناجح جدير بالثقة، سهل ذلك عملية التسويق بدليل واقعي فعال.
وترتكز عملية تطوير ثقافة التأمين على عاملين مهمين هما زيادة الفهم وخلق الثقة، وحتى يتحقق ذلك فإنه يشترط أن يتوافر فيمن يقدم هذا التأمين الاستيعاب الكامل لأهمية وآلياته وان يكون مقتنعاً بدوره في خدمة المجتمع بشكل عام ومكوناته من الأفراد والجماعات على وجه الخصوص.
كما تحتاج ثقافة التأمين الى توليفة متكاملة تجمع بين أسلوب التسويق والتوعية بالسوق والسماح للعملاء باستشعار الآثار الايجابية الملموسة للتأمين، وأن يكون ذلك بشكل مستمر ومتجدد حتى تحدث الأثر الإيجابي لها من الأجلين القصير والطويل.
تاسعاً: التغير في الأخطار والمناخ
يؤدى النمو الاقتصادي والتحضر وتغير المناخ الى تحول المشهد العالمي للأخطار وبالتالي يؤدى ذلك الى تغير وتحول في أسواق التأمين. وسوف تزيد هذه التغيرات من حجم الطلب على التأمين بشكل عام والتأمين المتناهي الصغر على وجه التحديد، بينما قد تؤدى بعضها الآخر الى انخفاض حجم الطلب عليه.
فالنمو والتقدم يؤدى الى اتساع أسواق التأمين متناهي الصغر ، حيث يزداد معدل إقامة المشروعات الصغيرة من خلال التمويل الصغير ومتناهي الصغر مما يؤدي الى اتساع سوق هذا التأمين ويحصل عدد أكبر من الأشخاص على الخدمات المالية.
وعلى صعيد أخر يمكن أن يؤدى شدة تركز الناس فى المدن الكبرى الى زيادة الكثافة السكانية فيها مثلما حدث فى لاجوس ومكسيكو سيتى ومومباى ، الى تغيير أنماط الأضرار الناتجة عن تحقق الكوارث .
وقد توصلت إحدى الدراسات التي أجرتها هيئة اللويدز إلى أن الصين قد تصبح " منطقة تركز" لتعرض شركات التأمين للكوارث ، حيث تزداد كثافة القيم المعرضة للأخطار الناجمة عن الكوارث وإمكانية أن يتأثر التأمين متناهي الصغر سلبيا بالنمو الاقتصادي.
وسوف يؤدى تغير المناخ العالمي الى زيادة حدة الأحوال المناخية وما ينجم عنها من كوارث طبيعية، ومن السبل المقترحة للتخفيف من تبعات الفيضانات والجفاف والعواصف في البلدان النامية، استحداث أنظمة التأمين متناهي الصغر، حيث يجتذب تأمين المؤشرات المناخية في الوقت الحالي معظم الاهتمام نتيجة لخطر التصحر المتزايد والتغيرات الهيكلية في الزراعة وإعادة التوطين على نطاق واسع.
وقد اقترح البعض مثل مبادرة مؤسسة Munich Re ضد مخاطر المناخ، أن يكون التأمين متناهي الصغر جزءاً من الحل المطروح وسيؤدى ذلك الى أن تصبح المساعدات الفنية وأنماط الدعم الأخرى أكثر فاعلية كما ذكر رتشارد وارد، المدير التنفيذي لهيئة اللويدز قائلاً انه ينبغي أن يتم توفير التأمين متناهي الصغر مقترنا باتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ من أجل دعم التنمية المستدامة في المناطق التي تتعرض لهذا النوع من الأخطار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.