بدأت بعض النقابات والنوادي في استخدام أدوات تكنولوجية أولية في الانتخابات الداخلية بانتخابات مجالس إدارتها مثل نادي الشرطة غير أن الخبراء في تلك الفترة اعتقدوا أنه من الصعب تعميم تلك التجربة على 53 مليون مواطن من خلال إتاحة التصويت الالكتروني في الانتخابات، غير أن التجربة الجديدة التى شهدتها مصر على مدار اليومين الماضيين والتى ارتكزت على توفير خدمات القارئ الالكتروني في لجان المغتربين من المحافظات المتواجدين بالقاهرة. وتعتمد طريقة القارئ الالكتروني على الاستعانة بقاعدة بيانات الرقم القومي وربطها بقاعدة بيانات العليا للانتخابات واستخدام تلك البيانات للكشف عن احقية الناخب في الإدلاء بصوته في لجنة الاقتراع ثم التوجه للتصويت في الصندوق بشكل طبيعي وهو ما يعتبره الخبراء "خطوة أولية" في طريق تعميم التصويت الالكتروني من خلال الاستغناء عن "الدفاتر القديمة" وتوظيف خدمات تكنولوجيا المعلومات في توفير مناخ ديمقراطي أسهل وأكثر فاعلية. وفي تصريحات سابقة اكدت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن تعميم الانتخاب الالكتروني قد يصل مصر مع الانتخابات الرئاسية المقبلة في بعد بناء قاعدة بيانات تساعد على تطوير سجل الناخبين من ناحية وتطوير البنية التحتية المطلوبة من ناحية اخرى. ويرى خبراء الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ان التصويت في النقابات والاندية اسهل كثيرا من محاولة تعميم التجربة التى تحتاج تكاليف مرتفعة وقدر محدد من المعرفة التكنولوجية تتيح للمواطنين التصويت باستخدام ادوات تكنولوجية متطورة. قال المهندس حاتم زهران الخبير فى مجال الاتصالات أن اعتماد وسائل التصويت الكترونيا فى الانتخابات العامه مثل انتخابات مجلس الشعب والانتخابات الرئاسية تحتاج إلى إصدار تشريع ينظم التصويت مشيرا إلى أنه في حالة دخول مصر "لعصر" التصويت الالكتروني ستفتح مجالا واسعا امام قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتتيح له فرصا استثمارية كبرى. ونوه على أن البداية لتفعيل التصويت الالكتروني تبدأ من النماذج المماثلة للقارئ الالكتروني والتى تختلف عن الانتخابات الرئاسية والتشريعية من حيث حجم العينة ونوعيتها واصفا اياها "بالتدرج الطبيعي نحو التحول للتصويت الالكتروني" من جانبه يرى المهندس عمرو شعيرة الخبيرفى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تطبيق التصويت اللكتروني يحتاج قدر من التطور الاقتصادي والحضاري في التعامل مع الادوات التكنولوجية وهو ما لم يتوافر في البيئة الاقتصادية والاجتماعية حتى الآن منوها على أن انعقاد بعض الانتخابات والاعتماد على الوسائل التكنولوجية يمثل مؤشر جيد نحو التطور في الانتخابات والتصويت الالكتروني. استطرد أن التجارب الحالية تحتاج وقتا اطول لتعميمها خاصة لما تحمله من اثرا ايجابيا على العملية السياسية من ناحية وعلى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من ناحية اخرى . قال المهندس وليد فؤاد مدير عام شركة مورفو مصر ( الموردة لأجهزة القارئ الالكتروني المستخدمة بالاستفتاء علي الدستور) كافة الناخبين المستخدمين للجهاز داخل مقارهم الانتخابية طالبوا بتعميمها خلال الفترة المقبلة ، وأشادوا بتقليل زمن عملية التصويت الذي لم يتجاوز بضعة ثواني مقارنة بما كان يحدث قبل ذلك ، كما قام فريق الدعم الفني المتواجد داخل اللجان بمتابعة سير العملية وهو ما أشاد به القضاة داخل اللجان". الجدير بالذكر أن تجربة القارئ الالكتروني من التجارب الناجحة عالمياً وهي بداية لتفعيل دور التكنولوجيا داخل منظومة الانتخابات ، وتم الاعتماد علي 300 جهاز "قارئ الكتروني" موزعة علي اللجان التي تم تحديدها من جانب اللجنة العليا للانتخابات ، وتتعرف تلك الأجهزة علي بطاقة الرقم القومي للناخب وفي حالة صحة وسلامة البطاقة ومطابقة بياناتها للبيانات المدرجة بقاعدة بيانات الناخبين فسيكون للمواطن الحق في الدخول إلي صندوق الاستفتاء ليكتب رغبته بخط يده داخل ورقة الاستفتاء ويضعها في الصندوق الزجاجي.