كشف د. حسين جادين، ممثل منظمة الفاو في مصر، عن قيام المنظمة بناءا على طلب من د. عز الدين أبوستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، بمراجعة وتحديث استراتيجية التنمية الزراعية المستدامة 2030 بالتعاون مع الوزارة والجهات المعنية في الحكومة المصرية، مع تطبيق منهجيات التعداد الزراعي وفق الأسس العلمية للحصول على صورة أكثر وضوحاً للأوضاع الزراعية في مصر. جاء ذلك خلال فعاليات المؤتمر الأول للمنتجات الثانوية للنخيل وتطبيقاتها التجارية والصناعية “ByPalma World Conference”، الذي انطلقت فعالياته بمدينة أسوان، يوم السبت 15 ديسمبر 2018. وأوضح أن المنظمة قامت بالتعاون مع وزارتي الزراعة واستصلاح الأراضي والتجارة والصناعة، ومنظمة اليونيدو، وجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، وممثلى المنتجين والمصنعين، بوضع استراتيجية لتطوير قطاع النخيل والتمور في مصر تتضمن 16 مشروعاً. وأضاف جادين أن الاستراتيجية تهدف إلى رفع التصدير من 38 ألف طن حالياً إلى 120 ألف طن سنوياً خلال السنوات الخمس المقبلة، إلى جانب رفع متوسط سعر التصدير من 1000 دولار للطن حالياً إلى 1500 دولار خلال نفس الفترة، بما يؤدي إلى تحقيق زيادة في الموارد المالية بالعملة الصعبة للميزانية العامة الدولة من 40 مليون دولار حالياً إلى 180 مليون دولار، إضافة إلى زيادة التسويق على المستوى المحلي، وأيضاً رفع الصادرات من التمور غير المصنعة، بخلاف الاستفادة من المنتجات الثانوية ومخلفات التمور والنخيل، (وهو موضوع هذا المؤتمر القيم)، مع ضرورة خلق فرص عمل جديدة. ونوه أنه بناءً على هذه الاستراتيجية قامت الفاو بتدشين مشروع “تطوير سلسلة القيمة لتمور النخيل في مصر”، والذي يتم تطبيقه في كل من واحة سيوة، والوادي الجديد، والواحات البحرية، وأسوان، حيث تستهدف الفاو، من خلال هذا المشروع إحداث نهضة شاملة لقطاع النخيل والتمور في مصر تعتمد على التطوير السريع والمستدام لمنظومات إنتاج وتجميع وتعبئة وتصنيع وتصدير التمور، وذلك عبر تدريب المهندسين والمرشدين الزراعيين والمزارعين والنخالين ومصنعي ومسوقي التمور. وأشار جادين إلى أن هذا المؤتمر يأتي بالتزامن مع احتفالات منظمة الفاو بمرور 40 عاماً على تأسيس مكتبها في مصر، كما انه يتوائم مع أحد أهم المشاريع التي تقوم بتنفيذها حاليا المنظمة في مصر لتطوير قطاع تمور النخيل ضمن استراتيجيتها وأهدافها التنموية للمشاركة في تحقيق الأمن الغذائي بمصر. وأكد على أن منظمة الفاو في مصر تعمل جاهدة على مساعدة مصر في التغلب على تحديات عديدة تتعلق بالأمن الغذائي، والمياه، والتغيرات المناخية، مشيراً إلى أنه بالرغم من هذه الجهود، مازالت مصر تواجه تحديات كبيرة منها زيادة الطلب على الموارد الطبيعية والمائية كانعكاس طبيعي للزيادة السكانية الكبيرة، والاعتماد على واردات المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والذرة الصفراء وحبوب الفول،و استمرار الاعتماد على الطرق التقليدية في الري، حيث تستهلك الزراعة 85% من موارد مصر المائية، و التغيرات المناخية التي تمثل هاجساً كبيراً لمصر. وذكر جادين أن هذه الظروف والتحديات تقتضي العمل على التالي، ضرورة الانتقال إلى أنظمة غذائية أكثر استدامة، إلى جانب ضخ المزيد من الاستثمارات في الأنظمة الزراعية والغذائية والتصنيع الزراعي، فضلاً عن زيادة الإنفاق على البحث وتطوير سلاسل القيمة والإمداد الزراعية، إضافة إلى تعزيز الابتكار ودعم زيادة الانتاج المستدام، وكذلك إيجاد طرق أفضل للتكيف مع مشاكل شح المياه والتغير المناخي.
