ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الصادرة اليوم الثلاثاء أن مصداقية الولاياتالمتحدة لا تزال على المحك في الوقت الذي تسعى فيه الإدارة الأمريكية لتنزع من سوريا ترسانة الأسلحة الكيماوية التي يمتلكها نظام الرئيس بشار الأسد. وأفادت الصحيفة – في افتتاحية نشرتها على موقعها الألكتروني - أن مبادرة القضاء على ترسانة الكيماوي السوري سوف تدخل مرحلة جديدة وقت وصول فريق التفتيش الدولي التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى دمشق لتنفيذ اتفاقية حظرالأسلحة الكيماوية والقضاء على قدرة سوريا على انتاج الذخائر الكيماوية بحلول مطلع الشهر القادم. واعتبرت أن التحرك السريع لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية يعد أحدث التطورات الجيدة والتشجيعية في الجهود المشتركة المبذولة من جانب إدارة أوباما وروسيا، فيما مرر مجلس الأمن الدولي بإجماع يوم الجمعة الماضية قرارا يقضى بالقضاء على مخزون الكيماوي السوري، ولكن من دون آلية تنفيذ واضحة، بينما أصدر نظام الأسد توضيحا لمحتويات مخزونه الكيماوي في خطوة اعتبرها المسئولون موائمه بشكل كبير للتقييمات الخارجية، إن لم تكن كاملة. ورغم ذلك، أوضحت الصحيفة أن ثمة تخوفات لا تزال تطل برأسها حول ما إذا كانت خطة نزع التسلح الكيماوي ستنجح بجانب تلك التخوفات الخاصة بالأضرار الجانبية التي ستنتج من تبني إدارة أوباما لها. وقالت:" إن هناك العديد من الخبراء يتشككون في مدى صدقية تنفيذ الخطة وفقا للجدول الزمني المحدد؛ فمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية لديها 150 مفتشا فقط هم من سيزورون سوريا لتفقد العديد من المواقع المنتشرة في جميع أنحاء البلاد في خضم الحرب الأهلية الدائرة هناك". وأضافت الصحيفة أن من بين هذه التخوفات أنه يوجد إحتمال لأن يحاول الأسد خداع المفتشين الدوليين من أجل الحفاظ على جزء من ترسانته، لا سيما في ضوء تداول أنباء حول عمليات نقل لبعض الأسلحة الكيماوية منذ بداية تهديدات أوباما بضرب سوريا الشهر المنصرم. وكشفت الصحيفة الأمريكية – وفقا لمعلومات خاصة حصلت عليها- أن فريق المنظمة الدولية ليس مستعدا بالشكل الكافي للرد على عدم التعاون من جانب الحكومة السورية، ولكنها قالت:" إن القضاء على ترسانة الكيماوي السوري- التي تعد من أكبر ترسانات العالم- سيمثل تطورا مهما وإيجابيا في مسار المحاولات الرامية لتخفيف حدة الحرب الأهلية الدائرة بسوريا".