صلى المصريون في الساحات العامة وخرج الأطفال للعب في الشوارع احتفالا بعيد الفطر اليوم الخميس. لكن الأسلاك الشائكة والمدرعات في شوارع القاهرة وحواجز الطرق المحيطة باعتصامين للإسلاميين، تشير إلى الحافة السياسية الخطرة التي تقف عليها هذه الاحتفالات. وعلى خلفية الأزمة التي تشهدها البلاد خرج أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي وأنصار الحكومة الجديدة المدعومة من الجيش في مواقع مختلفة من القاهرة. وتدفقت الأسر على مسجد رابعة العدوية، مركز اعتصام الإسلاميين المعارضين للحكومة بشمال شرق القاهرة، لأداء صلاة الفجر ثم جلست في المنطقة تحتفل بالعيد. وقال علي محمد (40 عاما) وهو مزارع من قرية قريبة من المنيا جنوبي القاهرة "ده أجمل عيد في حياتي ... الآن النصر أو الموت. عملنا خمسة انتخابات لكن السيسي الخائن قلب كل ذلك." وكان يشير إلى القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي أعلن عزل مرسي يوم الثالث من يوليو تموز بعد احتجاجات ضخمة ضد حكمه. وتشهدت مصر انقساما خطيرا منذ ذلك الحين، إذ تطالب جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها مرسي وحلفاؤها بإعادته للرئاسة في حين تقول الحكومة وأنصارها أن هذا الأمر انتهى. وسرى التوتر في اعتصامين للإخوان بعد أن هددت قوات الأمن بفضهما. وأقام المحتجون سواتر رملية وحواجز من الطوب وسلحوا أنفسهم بالعصي لمواجهة أي هجوم. لكن العيد بدا فسحة لالتقاط الأنفاس. وأشعل الصبية الألعاب النارية وتبادل الموجودون التهاني والكعك. وانتشر الباعة الجائلون يبيعون الشاي والمأكولات ولعب الأطفال. وحمل آخرون صور مرسي ووضعوا شارات على أيديهم كتب عليها "لا إله إلا الله". ووقف أحد الباعة يبيع أقنعة واقية من الغاز ونظارات الغوص. ووقف المحتجون يرددون الهتافات الوطنية ويقرعون الطبول. وقالت محتجة منتقبة عرفت نفسها باسم إيمي وبأنها مدرسة لغة إنجليزية "نريد أن نحيا كمسلمين أحرار." وأضافت "مش عايزين نهان في أقسام الشرطة. مش عايزين نتعرض لمضايقات بسبب ارتداء الحجاب أو إطلاق اللحية." وأشارت إلى أنها كانت تريد أن تعمل مترجمة فورية لكن الشركات كانت ترفض تعيينها بسبب زيها. وقال عماد عبد العزيز (53 عاما) وهو مهندس حضر صلاة العيد مع زوجته وبناته الثلاث في الاعتصام "جئنا إلى رابعة لأن هذا العام يختلف عن أي عام مضى. نحن هنا للمطالبة بعودة مرسي." واحتشد أنصار الحكومة في ميدان التحرير مركز الانتفاضة التي أطاحت بحكم حسني مبارك عام 2011 . وكان بعض اليساريين ومجموعات الشباب قد دعوا إلى الصلاة في الميدان لدعم ما يصفونه بالثورة الثانية المتمثلة في عزل مرسي بعد الإطاحة بمبارك. واعتلى جنود أسقف مدرعات في الشوارع المحيطة بميدان التحرير خاصة عند المتحف المصري. وقال عواد عبد الجواد (60 عاما) وهو نجار "أنا جاي أعيد على الناس بتوع الثورة.. بتوع ميدان التحرير. عايز مطالب الثورة تتحقق والبلد يزدهر. كل ثورة عندها مشاكل في الأول بس ربنا ها يساعدنا." وأضاف أنه يتعين على أنصار مرسي في اعتصامي رابعة ونهضة مصر بمحافظة الجيزة نبذ العنف. وأضاف "بتوع رابعة فاكرين إن مرسي راجع بس هو مش راجع. خلاص راح." وتابع "عايز أقول للناس اللي في رابعة احنا كلنا مصريين وكلنا مسلمين واللي يؤذيكم يؤذينا وعايزين رئيسا يصلح البلاد وإحنا كلنا معه." ورغم أن مرسي انتخب بشكل ديمقراطي في يونيو حزيران 2012، تسبب أسلوب حكمه البلاد في انقسام داخل البلاد إذ خشي كثيرون أن يكون يسعى "لأخونة" الدولة من خلال نشر إسلاميين في المؤسسات المختلفة، كما أنه فشل في التعامل مع الوضع الاقتصادي المتدهور. وبعد مظاهرات حاشدة بالشوارع احتجاجا على حكم مرسي عزله الجيش. وقالت ريم عادل (17 عاما) إنها نزلت إلى ميدان التحرير لحضور صلاة العيد وإحياء لذكرى من قتلوا في عهد مرسي. وأبدت تأييدا حذرا لقائد الجيش. وقالت "السيسي كويس لحد دلوقتي. بس إحنا قلقانين على المستقبل. عايزين اعتصام رابعة والنهضة يتفضوا بس بأقل خسارة في الأرواح لأننا خايفين العنف يستخدم ضدنا إحنا بعد كدة." وعلى منصة في وسط ميدان التحرير أنشد مغن أغاني وطنية وأخرى مناهضة للإخوان. وحضر مئات أغلبهم من الشبان إلى الميدان في وقت مبكر. وانتشرت في الميدان صور للسيسي علقت على الأشجار وأعمدة الإضاءة ولافتات تدين الرئيس الأمريكي باراك أوباما والسفيرة الأمريكية آن باترسون اللذين يرى مؤيدو الحكومة أنهما يساندان الإسلاميين. وعرض الباعة لافتات تقول "مصر أمانة في إيد الجيش. الشعب المصري فوض الجيش المصري لمكافحة الإرهاب."