يومًا بعد يومٍ تسير قواطرُ السّرقات الفكرية والبشرية والمالية والأدبية حول الخريطة العربية وهي أكثر الخرائط الجغرافية التي تعبرها تلك القاطرات .. قاطرات السّرقات وتسير المرأة كتفٌا بكتفٍ مع الرجل في تلك الجمهرة الخطيرة المهددة للإنسان العربي خاصةً .. المُهدِدة لحياة الأطفال ولحياة الكبار .. والمهدّدة للأدب العربي وللأقلام الأصلية والأصيلة فيه .. وتتحول أسطورةُ الأنثي الحنونة والتي كنّا ومازلنا تحت وطأتها ووطأة هذه الفكرة المغلوطة أو التي بالأحرى أصبحت مغلوطةً في السنوات الأخيرة .. المرأة الأم والمرأة الأخت والمرأة البنت .. المجتمع كلّه يقف إجلالًا واحترامًا لها . . وللأسف المؤسف والمدمي للقلب إنقلاب العاطفة والحنان والرقة عند بعض النسوة إلى الضّدّ تمامٌا .. فنرى أكثر سرقات الأطفال وبيعهم تقع على أيدٍ نسوية عصابات وفرادى .. والسبب الرئيسي وراء هذا هو الجشع والطمع في الحصول على الأموال وإن كان ضحاياها أطفال أبرياء لا ذنب لهم سوى طفولتهم وحداثة سنهم . ونرى أعنف الجرائم " القتل " قامت به بعض الأيدي النسوية ! ونرى الكثير من السرقات المالية وحول العالم كلّه قامت به أيادٍ نسوية بمشاركة الرّجل أو منفردة . ونرى أكبر السرقات الأدبية في عصرنا الحاضر من نصيب المرأة .. لم تتوارى ولم تخجل أو تحرص على سمعة بشريتها كأنثى .. فهناك سرقة البحوث بأكملها والخاصة بدكاترة أكاديميين وهناك سرقة النّصوص الأدبية كالشعر والنثر .. وطبعًا بالأيدي الناعمة للجنس الناعم يتمّ إعطاء اللمسات الأخيرة والنكهة للنّص المسروق من خلال تغيير الضمائر وإبدال بعض الكلمات بمثلها في الوزن .. أمّا السبب من وراء هذه السّرقات الأدبية فلا يخفى على العاقل وهو الإفلاس والعجز الأدبي .. وينطبق المثل القائل في مثل هذه الحالة ( ضربني وبكى وضربته واشتكى ) وبكلّ وقاحةٍ عند اكتشاف أمر السرقة الأدبية أو الفكرية يصرّ السّارقة على أحقّيتها في النّص وهذا الأمر الخطير والظاهرة المؤلمة للسرقات الأدبية وسرقة جهد الناس دون أدنى ضميرٍ أو خوفٍ من اللّه وبأنّه المطّلع على هذه الجريمة .. السّرقة سرقة مهما كان نوعها .. بشريةً كانت أو مادية أو أدبية .. وأمامنا الآن نصّان من الشعر الأول منهما القصيدة الأصلية والمسروقة " لا تعتذر " والنّص الثاني للقصيدة المزورة والتي حاولت فيها اليد السارقة إعطاء بعض اللمسات الناعمة لكي لا يفتضح أمرها .. علمًا بأنّ القصيدة الأصلية تمت سرقتها بذات الليلة التي تمّ نشرها بأحد المواقع الأدبية وأمام عيني .. وأرفقهما بالمقال استدلالًا على ذلك : قبل عدة أشهرٍ بسيطة تمّ السطو على قصيدتي لا تعتذر بذات الليلة التي نشرتها في إحدى السجالات ففوجئت بسرقتها أمام عيني بذات الليلة وبذات البرنامج .. لن أقول إلاّ حسبي اللّه ونعم الوكيل .. قصيدتي " لا تعتذر " ويذكرها أصدقائي جيدا .. وهذه نسخة للقصيدة التي للأسف تمً تغيير بعض كلماتٍ فيها من قِبل ….. لا تعتذر // د . أحلام الحسن لا تعتذر يكفي الذي قد قلتَهُ فجميع ما أخفيتَهُ قد بُحتَهُ أُكذوبةً حمقاءَ قد أهديتني وشعور حُبّ ٍ في الحشا أحرقتَهُ قلبي بكى وجعًا بهِ لا يشتكي نارُ اللظى في أضلعي أشعلتها واعدتني … أخلفتني … وظلمتني يا صدمتي ياويلتي بمصيبتي أوكان ذنبي أنّني صدّقتكَ ونسيتَ عهدكَ قبل بدء طريقهِ كم بعتني وأهنتني في ضحكةٍ أيهونُ عندكَ أن تهُدّ كيانيَ وكسرتَ قلبًا في هواكَ جرحتَهُ ورميتَ شوقًا في رُباكَ تولّعَ آلمتني . . ومشاعري . . أحرقتَها ما جُنحتي بصبابتي صبّتْ عيونٌ واشتكتْ أظننتني ألعوبةً تلهو بها بمتاهةَ الأوهامِ كم أدخلتَها أوهكذا الأخلاقُ كانت عندكَ ما زلتَ تنكثُ لي جروحًا طعنةً عن طعنةٍ وبمعزلٍ شقَّ الجوى أوساطها وتحجّرَ الجسدُ الأسير بموتهِ ما عادَ ملهوفًا إلى أحضانكَ توّهتهُ جرّدتهُ وحبستَهُ زنزانةً من جهلكَ أدخلتني سردابَ أوهامٍ وبعتَ مشاعري أيُّ احتضارٍ قد أذقتْ لروحيَ لا تعتذرْ لا لا فلستُ سأعذرْ بحر الكامل تفعيلة 1_________________ وهذه هي القصيدة المقلدة مع بعض التغيرات في الضمائر : طعنةٌ من مأمني . نارٌ أنا من مهجتي أضرمتني …. القصيدة الأصلية تقول ( نار اللظى في أضلعي أشعلتها ) ألعوبة حمقاء مذ أغويتني …. القصيدة الأصلية تقول ( أكذوبةً حمقاء قد أهديتني ) تمّ تغيير كلمة " أكذوبةً ) ب كلمة ( ألعوبةً ) ! وجنون عشق صادق أهدرته … القصيدة الأصلية تقول : ( وشعور حُبّ ٍ في الحشا أحرقته ) وهجرت قلبي بعد ما أدميتني … القصيدة الأصلية تقول : ( وكسرت قلبًا في هواك جرحته ) تمّ تغيير كلمة ( وكسرتَ ) إلى ( وهجرت ) وتغيير الضمير ( جرحته ) إلى أدميتني أسقيته مرا وما ودّعته ألا قتيلا في هواك ولمتني فنذرت عمري للأسى وجوارحي واريتها ندماً كعمر محزنِ يا لوعتي أي اختبارٍ قاتلٍ : القصيدة الأصلية تقول : ( أيُّ احتضارٍ قد أذقت ) تمّ تغيير كلمة احتضار إلى اختبار !! هذا الغرام ! وأي جرح مزمنِ ! ! هُدَّتْ قلوبٌ وانحنت ما عاد في : القصيدة الأصلية تقول : ( صبّت عيونٌ واشتكت ) وتمّ تغيير كلمة ( صبّت ) في القصيدة الأصلية إلى كلمة ( هدّت ) في القصيدة المقلدة وتغيير كلمة ( عيونٌ ) إلى كلمة ( قلوبٌ ) وتغيير كلمة في القصيدة الأصلية ( واشتكت ) إلى كلمة ( وانحنت ) في القصيدة المقلدة . تلك الصبابة قامةٌ لم تنحن فلمن تبرر ما تبقى لائمي ها قد تبقى …. طعنةٌ من مأمني هذي متاهات الشجون ألفها لفا ً لأنسى والشجون تلفّني أقتات من تعب العيون وليس لي إلا الدموع أعدها وتعدّني ونلاحظ بأنّ القرصنة الأدبية بيد محترفٍ ( محترفة ) بشكلٍ جيدٍ جدا ممّا يدل على حرفية السارق للنّص أو السارقة .. الغريب في الأمر بأنّ الجميع يعلم جيدًا عقاب السارق في التشريع الإسلامي .. لكن عندما نرجع لملكية وحقوق النشر نرى التلاعب على مصراعيه وقد أوجب عند القراصنة إتقان الحرفية جيدا .