الجميع يتابع ويري ويسمع الهجمات الإعلامية التى تشنها وسائل الإعلام على فضيلة الإمام الأكبر الدكتور" أحمد الطيب " شيخ الأزهر وهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف . كيف للأزهر الذى خدم الإسلام لأكثر من ألف عام، أن يتم الهجوم والتطاول عليه بهذه الطريقة من قبل وسائل الإعلام وكان الهجوم على الطيب قد بدأ عقب إصداره بيانا في ديسمبر/كانون الأول الماضي، والذي رفض فيه تكفير تنظيم الدولة الإسلامية، لكن الهجوم تصاعد في الآونة الأخيرة، حتى أن بعض الإعلاميين اتهمه بتبني أفكار تنظيم الدولة، بينما اتهمه البعض الأخر بالمسؤولية عن تراجع الخطاب الديني المعتدل، وانتشار التطرف. ويبدو أن ما يصفه هؤلاء الإعلاميون بتراخي شيخ الأزهر في مواجهة التطرف، لا يعدو كونه ذريعة لإقالته أو استقالته، أو التخلص منه . السؤال هنا : ————— هل الهجوم والذي يشنه بعض الاعلاميين علي مؤسسة الأزهرالشريف بصفة عامة وعلي "الدكتور أحمد الطيب " بصفة خاصة لا يعدو كونه صراعا بين شخصيات دينية ؟ ولا دخل للدولة بهذا الصراع ، وإن بيان الأزهر الذي رفض تكفير تنظيم الدولة الإسلامية، هو الذي فتح عليه النار".أم أنه هجوما" مدفوع الأجر والهدف منه إقصاء مؤسسة الأزهر عن المشهد الحالي، وإخلاء الساحة للعلمانيين" إن الحملة الشَّرسة المثارة ضد الأزهر الشريف وتراثه؛ يقودها فريق من الكارهين للأزهرعبر قنواتهم الاعلامية والتي تدعم بالجانب المالي الكبير سواء من الخارج ، أو من خلال المنتفعين وأصحاب المصالح بالداخل والذين باعوا شرفهم وكرامتهم ، وقبضوا ثمنها لازاحة مؤسسة الأزهر الشريف من طريقهم لتحقيق أهدافهم الدخيلة ، سواء كانت عقيدتهم المتشددة والخالية من العلم والثقافة بالنسبة للتيارات الدينية المتشددة ، أو لتحقيق دعواتهم الشاذة والمنحلة بالنسبة للتيارات المفرطة – وهذه الكراهية قديمة – من أصحاب هذه التيارات سواء كانت تيارات دينية تتشدد في الدين ، ويرون أن مؤسسة الأزهر الشريف بوسطيته وسماحته وعلمائه لا يحقق لهم الصورة التي يؤمنون بها من طريقة التدين بالطرق الشكلية والالزامية بالأمر دون تفكير ولا حوار ولا جدال ….. أو التيارات ألأخري وهي التيارات العلمانية المفرطة والتى تتمنى أن ينقلب الشرق يومًا إلى جزء من الغرب يحاكى ثقافته وحضارته وقيمه التى لا يُراعَى فيها دين ولا خلق، وهؤلاء لا يبكون كثيرًا ولا قليلًا على الفروق العلمية والتكنولوجية والسلوكية بيننا وبينهم، ويعتبرون أن الأزهر هو العقبة التى تقف فى طريق تحقيق أحلامهم.المريضة والشاذة .. وكل هذه التيارات سواء كانت متشددة أو مفرطة يتهمون الأزهرالشريف بأنه سبب تخلف الدولة وأنه يقف عائقاً أمام تحقق الازدهار، يحملون الأزهر كل أسباب التطرف وصناعة الإرهاب، يأتي هذا وسط حملة تشويه إعلامية ضارية واغتيال معنوي لشخصية الأزهر الشريف وشيوخه وعلمائه ، يبدو أنها مخططة ولم تأت اعتباطاً أو رد فعل لحظي على مواقف بعينها للمؤسسة الأزهرية مؤخراً…. بدا من كثرة المقالات والتغطيات الصحفية عبر القنوات الاعلامية المختلفة والتي تقوم بالتجريح في الأزهرالشريف ، لدرجة تجعلك تشك أن هناك ثأر دفين يتم تصفيته الآن عبر التشكيك في أكبر وأعظم مؤسسة إسلامية في مصر والعالم كله ، وهذه التيارات سواء كانت متشددة أو مفرطة خطرٌ على الإسلام وعلى وسطيته؛ لأن الإسلام وسطى لا يحمل فكر هذا ولا يحمل فكر ذاك، وهذه هى المشكلة التى يعانى منها المسلمون، ويعانى منها الأزهر نفسه، فهو ضمير الأمة الإسلامية قديمًا وحديثًا، شاء هؤلاء المتطرفون أو المُتميِّعون أم أبوا . هذه حملة يختلط فيها الإفك مع الجهل والسطحية مع البذاءة والركاكة مع الاجتراء، سمحت لكثير من المتطاولين بشتم المؤسسة الأزهرية صراحة وتجريحها بأبشع الاتهامات في موجة متتالية لم تحدث في تاريخ مصر الحديث ، والحط من قدره بهذا الشكل. السؤال هنا والذي يطرح نفسه ما هي جريمة الأزهر وإمامه وعلمائه حتى تطالهم تلك السهام؟ وما علاقة الأزهر الشريف بكل عمل ارهابي خسيس تتعرض له البلاد ، فعقب كل حادثة ارهابي غاشم تنطلق الأبواق لتصب جام غضبها على الأزهر وكأنه هو الذي خطط ونفذ هذا الحادث الإرهابي الخسيس ، بالرغم أن هؤلاء كانوا يشيدون بالأزهر قبل ذلك في المواقف التي كانوا يرونها دعما لهم وتمثل أهوائهم ، وكأن الأزهرالشريف يجب أن يكون ممثلا لأرائهم وقضاياهم حتى يحصل على الرضا والقبول!