القاهرة وكالات : من منار عبد الفتاح: انقطع البث المباشر، مساء أمس الأول، عن برنامج «العاشرة مساء»، أثناء حوار مع المرشح الرئاسي السابق ومؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي، أثناء انتقاده الأوضاع في مصر. وفوجئ المشاهدون بانقطاع الكهرباء في الاستوديو ثم توقف البث بعد دقائق من بداية الحوار، فيما كان صباحي يوجه انتقادات لاذعة للرئيس عبد الفتاح السيسي، محذرا إياه من تناقص شعبيته، قائلا: «إن مصر في مأزق حقيقي الآن كونها تسير على السياسات القديمة نفسها رغم قيام الشعب بثورتين عظيمتين». واستمر قطع البث قرابة نصف ساعة تخللتها فقرات إعلانية، قبل أن يعاود مقدم البرنامج الظهور معللاً قطع البث بانقطاع التيار الكهربائي، في الوقت الذي لم تشهد فيه قنوات مدينة الإنتاج الإعلامي الآخرى أي انقطاع للبث أو تسويد لشاشاتها (..). واستغرب إعلاميون انقطاع الكهرباء المفاجئ عن البرنامج، معتبرين ذلك أسلوبا معروفا لدى أجهزة الأمن لمنع البرامج التي تنتقد النظام. وقال صباحي مخاطبا الرئيس عبد الفتاح السيسي:»شعبيتك تتناقص»، داعيا إلى إفساح المجال إلى صوت مستقل وإلى ظهور معارضة مخلصة. وتابع: «مصر في حاجة للعدل، بعد أن شاعت فيها المظالم، وتحتاج إلى المحبة بعد أن أشيعت فيها التفرقة»، موضحا أن» السلطة الحالية لا تنحاز للفقراء». وأضاف حمدين :» البلد لا تمضي في الطريق الذي ارتضاه الشعب يوم أن قام بثورته وطالب بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية ودولة ديمقراطية عادلة بعد استرداد ثورته من الإخوان، البلد مش ماشية في السكة الصح، لأن السياسات القديمة تحكمنا حتى الآن، ولا أعني أشخاصا فأنا أحب الجميع ونفسي تنجح مصر شعباً وسلطة وأن تظل الأرض محمية، وسأضغط على الزرار الذي ينجح الرئيس». وأكد حمدين صباحي، «أن الهموم ثقيلة والتحديات كبيرة، ومصر بحاجة إلى رؤية صحيحة وسياسيات جديدة، ترفع تلك الهموم عن أعباء المصريين»، لافتا: «الرئيس عليه عبء ونقدره جيداً ونعرف قسوته في ظروف مشتبكة، لكن الأمر يحتاج إلى الإنصاف». وشدد على أهمية وضرورة نجاح الرئيس السيسي، وكذلك نجاح الدولة والشعب وصون الحقوق والكرامة ولقمة العيش من خلال عدالة اجتماعية وديمقراطية، وقال: «بالفم المليان أنا مصري عاوز البلد تنجح، لكن شايف إن السلطة مش ماشية في سكة النجاح ووخدانا في سكة تانية وتسير على السياسات القديمة، حتى وإن كان هناك بعض الإنجازات». وأشار إلى أن كل ثورة عظيمة مثل 25 يناير وموجاتها الممتدة في 30 يونيو لها أهدافها الكبرى، ولا يحق للرئيس أو أي جهة سيادية أو حزب أو ما التعديل في تلك الأهداف، فالشعب فقط هو من يحدد أهدافه الواضحة،. وطالب صباحي، الرئيس والسلطة برؤية معينة يرتضي بها الشعب، موضحاً: «مفيش حاكم أو نظام معاه خاتم سليمان ولكني أطالب برؤية معلنة يلتزم بها الرئيس والسلطة. لكن هذه السلطة ليس لديها رؤية أو ورؤيتها غائمة أو غائبة، فأبناء العمال والفلاحين محرومون من التعيين بالنيابة العامة، وحملة الماجستير والدكتوراه ينامون على سلم نقابة الصحافيين وأبناء الباشاوات المهيمنين على البلد يورثون أولادهم الوظائف في قطاعات رئيسية بالبلد على حساب العمال والفلاحين، في مشهد تمييزي مرفوض لا يقبله ضمير، وظلم يتطلب التصدي لهم بعد اعتمادهم على الواسطة والمحسوبية و»ابن مين»... الأمر يتطلب رؤية لكنها غائبة وسياسات جديدة... لكننا نسير على السياسات القديمة». وأكد «أن الدولة الكافرة لو كانت عادلة تدوم والدولة المؤمنة لو كانت ظالمة تزول، وذلك وفقا لأقوال الحكماء»، لافتا إلى أنه يريد نجاح الدولة المصرية شعبا وصيانتها أرضا ونجاح سلطتها العادلة. وأشار إلى أنه: «لا رغبة لي في موقع، ولا دور أؤديه... فأنا أجمل شيء بالنسبة لي أحفادي، واقرأ الكتب وأبكي من الدعاء، وأسمع مزيكا وأقرأ شعرا لمحمود درويش، انا أصلاً رجل فنان، وجيت السياسة بس علشان الغلابة محتاجين حد يقول كلمتهم حتى... مش عايز حاجة لنفسي»، مؤكدا :»لدي أحلام بستر الغلابة وصيانة كرامتهم وليس الجلوس في قصر الاتحادية، ومن يحقق ذلك سأرفعه على رأسي».