لندن «القدس العربي» من أحمد المصري: قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أمس الجمعة، إنه قد يكون من الممكن حمل الحكومة السورية وقوات المعارضة على التعاون ضد متشددي «تنظيم الدولة» دون رحيل الرئيس السوري بشار الأسد. لكنه قال إنه سيكون «من الصعب للغاية» ضمان حدوث هذا التعاون دون مؤشر ما على وجود حل في الأفق فيما يتعلق بمصير الأسد. يأتي ذلك فيما يلتقي عشرات الممثلين عن المعارضة السورية في العاصمة السعودية في الثامن والتاسع من الشهر الحالي في مؤتمر يهدف للاتفاق على رؤية مشتركة يحملونها إلى مفاوضات مع النظام السوري، وفق ما أكد قياديان معارضان. وقال أنس العبدة أمين سر الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري المعارض ل»القدس العربي»، «الأكراد مدعوون لمؤتمر الرياض الذي سيعقد يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين من خلال المجلس الوطني الكردي الذي هو مكون أساسي في الائتلاف». ولم يتلق حزب الاتحاد الديمقراطي، الحزب الكردي الأهم في سوريا، وجناحه المسلح المتمثل بوحدات حماية الشعب الكردية حتى الآن أي دعوة إلى مؤتمر الرياض، ويعود ذلك إلى رفض الائتلاف لمشاركتهما، وفق سمير نشار العضو في الائتلاف السوري المعارض الذي أكد أن المباحثات حول الموضوع مستمرة. وأضاف نشار»لائحة الائتلاف مؤلفة من 20 شخصا يضاف إليها عشر شخصيات وطنية تلقت دعوات بصفة شخصية». من جهته أكد هيثم مناع أحد قياديي «مؤتمر القاهرة» الذي يضم معارضين داخل وخارج سوريا، أن اللقاء سيعقد خلال اليومين المذكورين. وقال»تلقينا حوالى 20 دعوة للمشاركة في المؤتمر الذي سيعقد يومي الثامن والتاسع من كانون الأول/ديسمبر». وبحسب قوله يفترض أن يشارك في المؤتمر 85 شخصا بينهم 15 ممثلا عن الفصائل المقاتلة. وقال أنس العبدة أمين سر الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري المعارض ل»القدس العربي»، «الأكراد مدعوون لمؤتمر الرياض الذي سيعقد يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين من خلال المجلس الوطني الكردي الذي هو مكون أساسي في الائتلاف، وضمن وفد الائتلاف إلى اجتماعات الرياض هنالك نائب الرئيس مصطفى أوسو وعضو الهيئة السياسية فؤاد عليكو وكلاهما من المجلس الوطني الكردي». واضاف العبدة «مؤتمر الرياض هو مؤتمر حاسم في فترة حرجة يمر بها السوريون كشعب وسوريا كوطن، نحن كقوى معارضة وثورة وكحراك مدني وعسكري حريصون جميعا على نجاح مؤتمر الرياض في الوصول الى وثيقة توحد وتوضح الرؤية السياسية للمعارضة السورية بما يتعلق بالحل السياسي في سوريا ومحددات الموقف التفاوضي لأي مفاوضات محتملة في المستقبل القريب، كما أن مشاركة ممثلين سياسيين عن الكتائب المقاتلة للثورة السورية في هذا المؤتمر هو وجود نوعي وسيساهم بشكل كبير في نجاح المؤتمر». وحول استبعاد بعض الفصائل العسكرية في المعارضة السورية قال: «لا أعتقد أن هنالك أي نية باستبعاد الفصائل المسلحة الكبرى من مؤتمر الرياض». وأجاب العبدة في مجمل حديثه ل»القدس العربي» حول ما تردد في وسائل إعلام عن أن جماعة الإخوان المسلمين السورية سيطرت على ربع وفد الائتلاف إلى اجتماعات الرياض «هذا كلام غير صحيح على الإطلاق، والبينة على من أدعى، أما وصف كل من هو جزء من الطيف المحافظ الواسع بأنهم إخوان مسلمون فهذا ادعاء باطل وغير موضوعي ولا يساهم في إنجاح المؤتمر». وفي سؤال ل»القدس العربي» حول المطالب الأمريكية بمشاركة المعارضة السورية في الحرب على تنظيم «الدولة» قال العبدة «المعارضة السورية هي الجهة الوحيدة التي تحارب تنظيم «الدولة» بكل ما تملك، كانت وما زالت تحاربه دونما توقف، وهي المستهدف الأساسي للتنظيم». وحول مخرجات مؤتمر الرياض قال العبدة ل»القدس العربي» إن «أهم مخرج عن المؤتمر هو البيان الختامي الذي يوحد رؤية المعارضة السورية للحل السياسي والمرحلة الانتقالية ويضع محددات الموقف التفاوضي»، مؤكدا أن «لا مكان لبشار الأسد في المرحلة الانتقالية»، و»أن تأخذ العدالة مجراها أمر أساسي وجوهري في أي حل سياسي عادل وناجح». وختم العبدة حديثة ل»القدس العربي»،»كل من يحضر مؤتمر الرياض سيحمل من خلال حضوره مسؤولية كبرى تجاه الشعب السوري والحفاظ على مصالحه وحماية تضحياته والحفاظ على مكتسباته»، مؤكدا على ان «جهد المملكة المميز في دعم الشعب السوري وثورته منذ البداية سيكون له إثر كبير ووازن. ونحن ندرك تماما حرص المملكة على نجاح هذا المؤتمر ونقدر ذلك بشكل كبير». أمين سرّ الهيئة السياسية للائتلاف السوري أنس العبدة أكد ل»القدس العربي» أن لا مكان للأسد في المرحلة الانتقالية