الأمم المتحدة«القدس العربي» من عبد الحميد صيام ورائد صالحة: دان الرئيس الأمريكي باراك أوباما في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الاثنين، من يؤيدون قادة مثل الرئيس السوري بشار الأسد، الذي وصفه بأنه «طاغية قاتل للأطفال»، فيما رأى الرئيس الروسي أن «عدم التعاون مع نظام الأسد خطأ جسيم». وعكست مواقف الرئيسين الأمريكي والروسي خلافا واضحا حول سوريا، حيث ركز أوباما على ديكتاتورية النظام السوري، فيما طالب بوتين بإعطاء الأولوية لتشكيل «تحالف واسع» لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وقال أوباما إن بعض الدول تفضل الاستقرار على النظام الدولي الذي ينص عليه ميثاق الأممالمتحدة، وتحاول فرضه بالقوة. واضاف «يقال لنا إن هذا الوضع هو المطلوب للتغلب على الفوضى، وهو السبيل الوحيد للقضاء على الإرهاب او لمنع التدخل الخارجي». وتابع «استنادا إلى هذا المنطق، علينا أن ندعم طغاة مثل بشار الأسد الذي يلقي البراميل المتفجرة لقتل الأطفال الأبرياء لأن البديل هو أسوأ بالتأكيد». إلا أن اوباما تدارك أنه «مستعد للعمل مع أي دولة بما فيها روسيا وإيران لحل النزاع» في سوريا. ودعا أوباما إلى مرحلة انتقالية في سوريا تستثني بشار الأسد، معرباً عن استعداده للعمل مع روسيا وإيران بهذا الشأن. واعتبر أوباما أن «أي حل يفرض في القوة في أي مكان يكون مؤقتا وغير دائم»، مضيفاً أن «الديكتاتوريات وسجن المعارضين يظهر هشاشة الأنظمة» التي تقوم بها. من جانبه اعتبر الرئيس الروسي، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الاثنين، أن انتهاء الحرب الباردة خلق مركز هيمنة وحيدا في العالم، وأن هناك من حاول تهميش الأممالمتحدة وعرقلة مهامها. وقال بوتين «إننا مستعدون للتعاون مع الشركاء لتحقيق التوافق في القضايا الدولية»، لافتاً إلى أن «التدخل الأجنبي العنيف في الشرق الأوسط أدى لتدمير أنماط الحياة». كذلك رأى الرئيس الروسي أن «عدم التعاون مع نظام الأسد خطأ جسيم»، ودعا إلى تشكيل «تحالف واسع» لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وقال بوتين إنه يجب تشكيل تحالف يشبه التحالف «ضد النازية»خلال الحرب العالمية الثانية. وندد بوتين بمن يقولون إن الانخراط العسكري الروسي المتزايد في سوريا يتعلق بطموحات روسيا الدولية قائلا إن بلاده «لم يعد بإمكانها التسامح أكثر من ذلك مع الأوضاع الراهنة في العالم». من جهته أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند في كلمته في الأممالمتحدة أنه «لا يمكننا أن نساوي بين الضحايا والجلاد» في سوريا، مستبعدا الرئيس الأسد من اي حل سياسي للنزاع. وحمل أولاند الرئيس السوري مسؤولية الفوضى في سوريا، مشيرا إلى «مأساة ناجمة عن تحالف الإرهاب مع الديكتاتورية». وكان أولاند قال للصحافيين أمس أن أي انتقال سياسي في سوريا يجب أن يلحظ رحيل الأسد، مؤكدا أن «لا أحد يمكنه أن يتصور حلا سياسيا» بوجود الرئيس السوري. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد افتتح أمس أعمال الجمعية العامة للمنظمة الدولية بدعوة أوروبا لبذل مزيد من الجهود لحل أزمة الهجرة. وصرّح بان كي مون أمام قادة العالم خلال الجمعية العامة التي تضم 193 دولة، «أحث أوروبا على القيام بمزيد» من الجهود، مؤكدا أمام الجمعية أن معالجة هذه الأزمة يجب أن تكون «بموجب القوانين الدولية وحقوق الإنسان والتعاطف». وأضاف أن الحل في مواجهة هذه الظاهرة «ليس عبر بناء جدران» – كما فعلت المجر على سبيل المثال- وإنما عبر معالجة أسباب هذا النزوح مثل الحروب والاضطهاد الديني.