بينما كانت مصر تستعد للعيد، كانت حالة من الغليان تسيطر على انصار جماعة الإخوان المسلمين عقب الأنباء التي تحدثت عن تعرض المرشد العام للجماعة محمد بديع ومحمد البلتاجي القيادي في الإخوان للضرب على يد عميد شرطة اثناء نقلهما للسجن داخل سيارة الترحيلات. وعلى الرغم من إجازة العيد، إلا أن محامي الجماعة عبد المنعم عبد المقصود قرر اللجوء لمكتب النائب العام لتقديم بلاغ بالواقعة، بينما نددت اسرة المرشد بالحادث الذي تسرب بين المصلين عقب صلاة العيد مما دفع بعض الخطباء للدعاء بالنصر وفك اسر المعتقلين والذي تقدرهم الجماعة ومراكز حقوقية بعشرات الالاف، بينما تؤكد وزارة الداخلية عدم وجود معتقل واحد وان كل الذين بداخل السجون محبوسون بقرارات من النيابة العامة. من جانبها نددت منظمة «التنسيقية المصرية للحقوق والحريات» الحقوقية بضرب مرشد جماعة الإخوان المسلمين، محمد بديع (72 عاما)، مؤكدة في بيان لها تعرضه لاعتداء من مسؤول أمني برتبة عميد، أثناء ترحيله عقب حضوره احدى القضايا المتهم فيها. ووفقاً لبيان اصدرته أول أيام العيد «تلقت التنسيقية شكوى من أسر المعتقلين، أفادت بأن قوات الأمن اعتدت على محمد بديع، ومحمد البلتاجي، القياديين بجماعة الإخوان، وذلك يوم السبت الماضي 19 سبتمبر/إيلول أثناء العودة من المحاكمة العسكرية بمنطقة الهايكستب (شمال القاهرة)، حيث تنظر قضية هناك متهمون فيها بارتكاب أعمال عنف)». وكشفت المنظمة الحقوقية، أن «عميد الشرطة المسؤول عن مأمورية التأمين والترحيل ألقى كوب الماء الذي كان سيفطر عليه البلتاجي عند أذان المغرب. وعندما حاول بديع التدخل ضربه الضابط، وهو مقيد اليدين بالكلبش، ثم ضربه في صدره وبطنه، وألقاه على وجهه في أرض سيارة الترحيلات (نقل المساجين). وكذلك حاول ثالث (محمد وهدان قيادي بالجماعة)، التدخل فأصابه الضابط حتى أدماه في كتفه». ولم تتمكن التنسيقية من الحصول على رد فوري من الجهات الأمنية على هذه الاتهامات. وبحسب مصدر مقرب من عائلة المرشد تقدمت أسرة مرشد الإخوان، محمد بديع، ببلاغ شفهي للمجلس القومي لحقوق الإنسان، تتهم فيه أحد القيادات الأمنية برتبة عميد، بالاعتداء على بديع وضربه أثناء ترحيله عقب حضوره إحدى القضايا المتهم فيها، السبت الماضي. ومن جانبه كشف الكاتب الصحافي محمد عبدالقدوس، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، إن أسرة بديع قدمت له بلاغا شفهيا بصفته عضو المجلس، تتهم فيه أحد القيادات الأمنية بالاعتداء على مرشد الإخوان أثناء عودته من الإسماعيلية – التي تبعد عن القاهرة بمسيرة 90 كيلومترا شمالا – عقب حضوره إحدى الجلسات. ونفى عبد القدوس ل«القدس العربي» ان تكون الواقعه مفبركة، مشدداً على انها وقعت بالفعل واصفاً اياها بالمأساة. وشرح تفاصيلها قائلاً عقب انتهاء الجلسه استقل المتهمون سيارة الترحيلات وكان الجو شديد الحرارة. كان محمد البلتاجى يشرب كوباً من الماء، فقام الضابط بمنعه، ملقياً بالكوب على ارضية السيارة. عندها نظر المرشد متأثراً مما جرى ووجه كلامه للعميد قائلاً: «لو انت مسلم، مفيش مسلم يعمل كده»، عندها انفعل الضابط وهاجمه بقوة (ضربه بشكل مبرح)، على حد قوله. واعتبر ما جرى انتهاكا لكرامة المتهمين. كما أبلغ محمد فائق، رئيس المجلس القومي، بالواقعة. فأكد له استياءه وتعهد بطلب التحقيق فيها بشكل عاجل فيها. من جانبه دافع نبيل جبرائيل، مدير «المركز القومي لحقوق الانسان»، عن الأجهزة الأمنية مندداً بما اعتبره محاولات يقوم بها الإخوان لتشويه صورة النظام، مشدداً في تصريحات ل»القدس العربي» بأن المنظمات الحقوقية تقوم بالتحقق من شكاوى المعتقلين ولا تتراخى في الامر. ونفت وزارة الداخلية – على لسان اللواء أبوبكر عبدالكريم مساعد وزير الداخلية للإعلام والعلاقات ان يكون هذا الاعتداء وقع بالفعل قائلاً: إن الوزارة «لم تتلق أي بلاغات حول قيام أحد الضباط بإدارة الترحيلات بالتعدي على المرشد العام لجماعة الإخوان، والمحكوم عليه في عدة قضايا والمودع بمنطقة سجون طرة». وأضاف عبدالكريم: «رغم أن الوزارة لم تتلق بلاغاً فإنها فحصت ما تم نشره على بعض المواقع وتبين عدم صحته». وندد منتمون لجماعة الإخوان بالحادث معتبرين انه يكشف عن اصرار النظام على اهانة المعتقلين والسعي لقتلهم ببطء.