Normal 0 MicrosoftInternetExplorer4 سقط القذافى ،ومن ورائه سقطت ليبيا ..وااحسرتاه على أمة العرب ؛هاتين الجملتين كفيلتين بأن تنصبوا المشانق لكل عربى حر ذى وعى ، أمس سقطت السودان وانقسمت دولة مسيحية في الجنوب ودولة إسلامية فى الشمال ،وقبلها غزت أمريكا العراق الشقيق وقدموا الزعيم الشهيد صدام حسين كبشا للفداء ليلة عيد الأضحى ،وتاهت العراق في أتون حرب أهلية ،وسرق نفطها ،وأصبحت البوابة الشرقية لمصر مستباحة ، اليوم سقط القذافى ، وغدا سيسقط بشار الأسد ، وبعد غد سيسقط على عبد الله صالح ،والعالم يغنى ويرقص ودول الخليج تسكر على حبال الفرحة .. والسؤال لماذا هذه الدول دونا عن دول الخليج ، فالرفاهية كانت تعم الشعب الليبي ،والشعب اليمنى ..حتى أننا كنا نتندر على اليمنيين بأنهم ينامون على جنوبهم ويمضغون نبات القات من شدة الراحة والنعيم ..لا تقولوا لى إنها ثورات الشعوب ضد حكامهم ..لن أصدقكم فتونس ومصر غير بقية الدول ، فما حدث فى تونس شبيه لما حدث فى مصر ..فمحمد البوعزيزى مفجر ثورة تونس ..شاب فى مقتبل العمر انتهى من جامعته ولم يجد ما يصرف عليه فلجأ إلى عربة يد ليبيع "ترمس"ويقتات قوت يومه ؛فإذا بضابط البلدية يصفعه على خده "بالقلم"ويمتهن كرامته ؛فلم يجد أمامه سوى إشعال النار أمام مبنى محافظته ،والتف الملايين حوله ،لأن حالهم نفس حاله ، وهب الشعب التونسي عن بكرة أبيه ليطالب بإسقاط النظام "فالعيشة ضنك والظلم بلغ مداه"وحرروا أنفسهم بأيديهم ،وسقط النظام التونسي ؛أما فى مصر ..ثلاثون عاما جثم على أنفاسنا مبارك وولديه وزوجته وزبانيتهم وحكمونا بالحديد والنار ،وكان من ورائهم آلة إعلامية قبيحة استحلت كل شيء سواء في الصحف القومية أو بعض الصحف الحزبية ومن بعدهم الفضائيات ،أورثونا قهرا إجباريا ،فاشتدت الجريمة وانتشرت البلطجة حتى سمعنا من يقول بين الحين والآخر عند حدوث أى مشكلة "أنت مش عارف بتكلم مين"؛فأعددنا العدة ليوم الخلاص ومنا من دفع ثمنا باهظا من حياته وعائلته وكرامته مقابل الحرية لشعب مصر ،وعندما طفا على السطح نجله الأصغر "جمال"أنشأ له ما سمى بلجنة السياسات التى ضمت كل المناصب القيادية فى بر مصر المحروسة – وما زالوا موجودين حتى الآن- وعاثوا فى الأرض فسادا وباعوا مصر "حتة حتة"وزادت الأسعار بدل "الطاق اتنين وعشرة"ومن يرفع صوته أمن الدولة يجره فى غياهب الظلمات ، ففتح المصريون الحيط ودخلوا فيه ولم يمشوا بجواره كما هو المعتاد ،رأينا من تبيع جسدها مقابل حفنة جنيهات لأبنائها ،رأينا من تفتش فى القمامة فجرا لتجمع كيلو فاكهة لأبنائها ،رأينا من تشتر عظم اللحوم وتضعه فى إناء كبير ليشم أبنائها رائحة "الشوربة"ررأينا من تترى من كل شىء نصف وربع كيلو ،رأينا ...ورأينا ..ورأينا.....إلخ مات أولادنا فى البر والبحر والقطر ،وكان المحروس يخرج علينا ويقول "بطلوا خلفة"؛لم يتوقع أن ساعة الخلاص هانت ،وكانت انتخابات الشعب الماضية ،وكانت البجاحة "عينى عينك"والتزوير "عينى عينك"، وخرج ابن عز يدعى أن حبهم الواطى يضم غالبية الشعب واختار نوابه ،فبلغ الغضب الحلقوم عندما رفضت بعض القوى السياسية هذا التزوير الفج ،وأنشأوا برلمانا موازيا لبرلمانهم ،وكان رد المخلوع بتريقة "خليهم يتسلوا"وفعلا اتسلينا كويس قوى ،لم نبالى بأمن دولته ولا بحاملى المواخر أمثال من كانوا يترأسون تحرير جرائده التى تصدر بفلوسنا مثل "الأهرام والأخبار والجمهورية والمساء "،ونزلنا الشوارع يوم 25 يناير وظللنا تاركين بيوتنا وحاملين أكفاننا على أيدينا وتاركين أبنائنا وزوجاتنا حتى تنحى المخلوع وأولاده وزبانيته ،لم نلجأ للناتو ولا لأمريكا ولا لأى دولة لجأنا إلى الله ،الذى دعوناه فاستجاب لدعائنا ،فسعينا للخلاص من الطاغية ،وكان على الله قصد السبيل ،وتوج ثورتنا بالنجاح ،ولكن ما زال زبانيته يعبثون فى مقدرات الأمور..وانظروا إلى المصالح الحكومية والفضائيات ؛ أما ليبيا ..فعن نفسى أنا ضد أى حاكم ديكتاتور أو يتولى المسئولية لأكثر من دورتين ،ولكن وضع ليبيا مختلف تماما ،فحسب اخواننا المهاجرون إليها كان كل شىء رخيص وتستطيع العيش فيها ، والثوار دخلوا طرابلس بمساعدة الناتو الذى قتل من الليبين الأبرياء حتى الآن ما يقرب من 1400 مواطنا على مدار ثلاثة شهور وهذا السقوط المتوقع لمعمر القذافي يعد دعما قويا لاستراتيجية الرئيس الأمريكي باراك أوباما المثيرة للجدل والمنهجية في ليبيا وسط الانتقادات الكثيرة التي توجه إلى البيت الأبيض. وعلى الرغم من أن نهاية حكم القذافي قد تضرب الانتقادات التي تسخر من الرئيس الأمريكي وتتهمه باعتماد مقاربة "القيادة من الوراء" التي تعتمد على تحريك الثورات العربية في السر، إلا أنها قد تمنح السياسة الأمريكية نوعا من الانفراج العابر في ظل الهاجس الاقتصادي للأمريكيين..فلا يخفى على أحد الأزمة الاقتصادية التى تمر بها أمريكا الآن ،وليبيا بنفطها والعراق بنفطها هى المخرج أمام أوباما أما سوريا فوضعها مثلنا تماما ولا أشك لحظة فى وطنية بشار الأسد مع اعتراضى على اعتلائه لكرسى الرئاسة بالتوريث ، ولكن هذا لا يخفى الحالة الإقتصادية الصعبة للسوريين وتكميم الأفواه المستمر . وهم أولى بالكلام عن أنفسهم . ناهيك عن اليمن والسؤال :لماذا الثورات فى الدول الجمهورية والدول الملكية لاتقام فيها ثورات؟! فهل قيادة أمريكا من الوراء ستنول مأربها أم سيكون للشعوب المحررة من حكامها رأى آخر؟أتمنى أن يكون لها رأى آخر!!