على خلفية المجازرالدموية الى اجتاحت المدن الليبية واستشهد اثرها مئات و سقط خلالها الاف الجرحى - وفقا لما تناقلته وكالات الانباء العالمية - القى الرئيس الليبى / معمر القذافى خطابا – اعتقد انه آخر خطبه – بدا خلاله تائه الفكر فاقد الوعى ، فعلا صوته بالهتافات الحماسية و الكلمات العنترية ، من قبيل :" معمر القذافى مجد لا تفرط فيه ليبيا و لا العرب و لا افريقيا و لا امريكا اللاتينية " !! كما وصف الشباب الليببى الثائر بانه تعاطى حبوب الهلوسة ؟! وناشد محبى القذافى ان يجهزوا على الثائرين !؟ و شن حملة شعواء على وسائل الاعلام العربية و العالمية التى تناقلت ما يجرى فى ليبيا من ثورة ضد سياسته التى جعلت من ليبيا اضحوكة العالم و من حكمه العائلى الاستبدادى وجبروته الذى قمع الحرية ومن نظامه الذى جعل الشعب الليبى الغنى بثرواته البترولية يعانى و كأنه افقر شعوب افريقيا ، و كأن وسائل الاعلام التى نقلت ما حدث هى التى صنعت المجازر التى قادها من عربة التكتك التى يختبىء فيها ! ، و قال ايضا :" لو كنت رئيسا لالقيت بالاستقالة فى وجوهكم " !؟ و على الرغم منه جاء خطابه عاكسا لحالة فقدان الوعى الكامل لرئيس دولة تغلى و تعيش حالة ثورية تطالب باسقاط نظام جثم على صدر البلاد ما يجاوز اربعين عاما تحولت فيه ليبيا الى شركة يديرها القذافى و عائلته و اعوانه الذين يرضى عنهم ، بنظام اشبه بانظمة عصابات المافيا ، فهو يزعم انه ليس رئيس دولة كما ان نظامه لا يعرف الوزراء ، و الحديث عن مجلس شعب فى ليبيا اشبه بالاذان فى مالطة ، اما الاعلام بنوعيه : تلفاز و صحف فلا هم له الا تسبيح جلالة ملك ملوك افريقيا و عميد الزعماء العرب الاخ العقيد / معمر القذافى !! و هكذا فليس فى ليبيا معارض واحد للنظام الذى ابتدعه القذافى فى الكتاب الاخضر الذى يعتبردستور " الجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية العظمى " التى تحكم عبر اللجان الشعبية التى يشكلها ويهيمن عليها و يوجهها مرتزقة النظام و حاشية السوء التى يرأسها ابنه المتسمى سيف الاسلام و الاولى ان يسمى سيف على الاسلام ، و ليبيا لا تعرف الانتخابات لا الرئاسية و لا النيابية ! و ليس لديها ميزانية و لا محاسبة و لا خطط اقتصادية ، اما القضاء فى ليبيا فهو اشبه بالمصاطب البلدية فى قرى مصر !! و العدالة الاجتماعية فيها لغز محير.. كاد معمر القذافى للشعب الليبى فسلب ثرواته النفطية ، و جعله من افقر شعوب المنطقة و اكثرها بؤسا ، فالبطالة تغزو كافة الشباب الليبى ، و التعليم فى ليبيا منهاجه الكتاب الاخضر الذى وضعه كبير فلاسفة القرن العشرين الاخ / العقيد معمر الجذافى ، ففيه حديث عن الطب و العلوم و الامن و التاريخ و الفقه و اللغة ، اذن فليتكلم المتكلمون – من سدنة النظام - عن عبقرية الكاتب و الكتاب و تدبج مناهج التعليم فى كافة المراحل الدراسية من نبع الكتاب الاغبر و تقام لذلك الكتاب ساحات و ترفع له رايات و تدرس شروحاته بل تموج الجامعات باطروحاته ، و لذلك فلم يبق للتعليم من اثر عقب غزو الكتاب الاخضر لليبيا !! و تكاد المدن الليبية تخلو من المستشفيات و اذا وجدت فحالتها تدعو للاسى و الحزن لخلوها من ثمت اجهزة او معدات طبية يحتاجها المرضى الذين يضطرون الى السفر لمصر او تونس و من لم يستطع فلينتظر الموت كمدا و حسرة ؟ اما الصناعة فى ليبيا فتكاد تنعدم فليبيا لا تصنع شيئا يذكر و تكاد صادراتها – غير البترول – تكون صفرا لانها اعتادت على استيراد كل شىء من الخارج .. والحرية و الديمقراطية فى ليبيا منذ اربعين عاما هى الوهم الكبير الذى يتحدث عنه القذافى دون ان يعرف الشعب الليبى له معنى ، اذ لا يجرؤ شخص واحد معارض لنظام الجماهيرية ان يجهر برأيه او يقول كلمته او حتى يعيش فى ليبيا ، و طبعا فليس فى ليبيا جريدة واحدة يمكن ان تقول للقذافى : لا الا اذا قال الزعيم انه سيرحل عن ليبيا فهنالك ستقول الصحف الليبية لا .. و عودا على بدء فان خطاب القذافى الذى القاه اليوم على خلفية المجازر التى راح ضحيتها الاف القتلى و الجرحى يدل دلالة واضحة على انه فقد السيطرة على لسانه و افكاره و عقله ، لان من يخاطب شعبه و يصف نفسه بانه " مجد لا ينبغى ان تفرط فيه ليبيا او العرب او افريقيا او امريكا اللاتينية " يكون قد ارتكب خطيئة لن يغفرها له الشعب الليبى و لا التاريخ العربى ، لانه يعتبر نفسه صاحب فضل على الليبين الذين ابقوه فى الحكم طيلة اربعين عاما ينهب مقدرات و ثروات البلاد دون حساب او سؤال ، يقول انه مجد لليبيا بينما القتلى فى الشوارع بالمئات جراء اطلاق النار من مرتزقة نظامه على ابناء الشعب الليبى ، كلا كفى الشعب الليبى مجدا و يا ايها العقيد ارحل انت و نظامك .. يقول انه مجد و هو غير مدرك ان العالم كله - من ادناه الى اقصاه - يسخر من افكاره و كلامه و تصريحاته و سياساته ، غير مدرك ان العالم لم يأخذ اى من افكاره بجدية و يراه – كلما تكلم – مثيرا للضحك حتى البكاء ، فهو يوسط السعودية لفك حصاره على اثر ازمة لوكيربى و تكافا السعودية على نجاح وساطتها بان يتطاول القذافى على الملك عبد الله فى القمة العربية ، القذافى يعلن الحداد فى ليبيا عقب تنفيذ حكم الاعدام فى صدام حسين تحديا للشعب العربى فى العراق ، و ليس بعيدا ما تفوه به القذافى بشان خلع زين العابدين بن على حيث قال ان التونسيين خاطئين لانهم خلعوه و كان على الشعب التونسى ان يبقيه مدى الحياة !! هل هناك خبل اشد من ذلك ! كذلك سخر القذافى من الشعب الليبى و زعم انه انتصر على امريكا و انجلترا ، مع ان ليبيا ليس بها جيش يمكن ان يقاوم الا الثائرين على نظام حكمه ، و كذب القذافى ايضا حينما قال انه اسقط انورالسادات ( رئيس مصر ) و حسين حبرى ( رئيس تشاد ) وجعفر نميرى ( رئيس السودان ) والحبيب بورقيبة ( رئيس تونس ) !! مع انه كان من المخلصين لكل من ذكرهم و هم الذين تبرأوا منه و من سخافات افكاره ، فانورالسادات لم يكن يطلق عليه الا " الولد مجنون ليبيا " ، وجعفر نميرى قال عن الكتاب الاخضر الذى وضعه القذافى : " انه يشبه البطيخة ، من بره اخضر و من جوه احمر !" اما حسين حبرى فقد وصف القذافى بانه رئيس عصابة ، و اخيرا فالحبيب بورقيبة هو الذى قال :" سأقطع دابر القذافى و شراذمته فى تونس " و قرر الغاء الوحدة معه .. وصف القذافى الشباب الثائر بانه يتعاطى حبوب الهلوسة و قال انه لم يستخدم القوة حتى الان ونادى كل محبى نظامه بالنزول الى الشوارع ليجهز على الثوار ، و نادى بالزحف من كل انحاء العالم لمؤازرة نظامه ليمد فى عمرة ساعات اضافية ، و ما قاله القذافى لا ينبغى ان يمر دون حساب لان وصف شباب ليبيا بانه تعاطى حبوب الهلوسة لا يصدر الا من مخبول ، و قوله انه لم يستخدم العنف كذب صراح تشهد عليه المصحات الحكومية الليبية و القتلى و الجرحى ، اما قتل المتظاهرين بالرصاص فهو جريمة ضد الانسانية لن تمر بلا عقاب و سوف نطرق ابواب المحكمة الجنائية الدولية قريبا ، و الشعب الليبى لن يخشى المناداة بالزحف ، لان الزاحفين سينضمون الى الثوار و سيكونون لهم عونا ضد السفاح القاتل لشعبه ، الذى لابد ان يلحق بقافلة الحكام المخلوعين بالثورات : محمد بهلوى و ابن على و حسنى مبارك .. فيا كل ابناء ليبيا الاعزاء تهياوا للزحف المقدس ، فلن تنالوا حريتكم الا بالمقاومة و لن تكون لكم كرامة الا بالشهداء ، فلا تبخلوا على حريتكم و كرامتكم و عزتكم .. اصمدوا و صابروا و رابطوا و الله معكم ، و نحن – فى كل البلاد العربية – ندعوا لكم بالنصر و هو آت قريبا باذن الله ، لا يغرنكم قوات الامن ، فالمصريون انتصروا على قوات امن حسنى اللا مبارك التى تعدت مليونى شرطى و سحقوهم و فروا كالجرذان مع انهم كانوا مدججين بأعتى انواع الاسلحة بدءا من الهراوات الكهربية التى تصيب بالشلل المؤقت و قنابل الغاز المسيل للدموع و الرصاص المطاطى و الرصاص المنشطر ثم الرصاص العادى ، و نجاح الثورة المصرية و من قبلها الثورة التونسية بشرى طيبة للشعب الليبى البطل الذى ضحى و قدم مئات الشهداء و آلاف الجرحى ، و ليس ذلك غريبا عن ابناء و احفاد كبير الشهداء عمر المختار ، لقد دق العقيد القذافى آخر مسمار فى نعش نظامه الاستبدادى الفاشى فهيا احملوه و القوا به فى النهر العظيم !! و يا كل محبى الحرية فى العالم هيا انصروا ثوار ليبيا و ناصروهم ، اكتبوا عنهم و عن بطولاتهم و تضحياتهم ، ابعثوا اليهم بالسلاح و المال و الدواء ، حثوا قادة دولكم على اتخاذ موقف واضح تجاه اطلاق الرصاص على المتظاهرين ، اكتبوا الى الامين العام للامم المتحدة ، افضحوا السفاح المجنون لعله يفيق و يرحل قبل ان يمزقه الشعب الليبى و يقضى على نظامه ..