تساؤلات حائرة شغلت الشارع المصرى عن سبب بلوغ الموجة الحارة ذروتها الأربعاء حيث بلغت العظمى 45 درجة فى الظل ،وانتشرت دعوات على "الفيسبوك وتويتر" للحصول على إجازات أو التغيب عن العمل مع تشغيل "التكييفات" دون مبالاة بفاتورة الكهرباء ،وعلى سبيل المزاح كتب البعض " لو الكهرباء قطعت ممكن نسيح كلنا !"،وهناك من أعلن السفر الى مطروح هربا من الحر . بحثنا مع المتخصصين والخبراء أسباب الارتفاع المفاجىء فى درجات الحرارة بمصرحتى أن موقع الطقس العالمى سجل بها أعلى درجة فى افريقيا والعالم يوم 27 مايو وتساءل عن ميعاد انكسارها واحتمال تكرارها وكيفية تلافى مخاطرها وحماية أنفسنا من ضربات الشمس ومدى أحقيتنا فى إجازة..فماذا قالوا ؟. موجة ..عارضة د.وحيد سعودى مدير عام مركز التحاليل والتنبؤات والمتحدث الرسمى باسم الهيئة العامة للأرصاد الجوية قال إن هذه الموجة الحارة عارضة وليست غريبة لأننا مازلنا فى النصف الثانى من فصل الربيع وبالتالى تغير الطقس وارد لافتا أنه سيسود خلالها طقس شديد الحرارة على كل الأنحاء نهارًا، ويكون مائلا للحرارة ليلًا . ونفى سعودى الشائعات المتداولة عل مواقع التواصل الاجتماعى من بلوغ درجة الحرارة 53 درجة مئوية، مؤكدا أنه لم يسبق أن تجاوزت درجة حرارة القاهرة ال50 درجة على مدى سنوات طويلة لافتا أن بعض مواقع التواصل تنشر نشرات غير صحيحة والبيلنات الدقيقة على الموقع الرسمى الخاص بالهيئة . وأوضح أن سبب احساس المواطن فى الشارع والسيارة بأن الحرارة أعلى مما تعلنه هيئة الأرصاد لايعنى مطلقا خداعه وانما هى فروق ترجع الى آليات الرصد والتسجيل وفق شروط ومقاييس علمية عالمية، فمثلا القياس يسجل 45 درجة فى الظل بينما نجد الاحساس بمؤشر السيارة وتحت الشمس أعلى . ونصح سعودى بتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال فترة الذروة من العاشرة صباحا حتى الرابعة عصرا ، خاصة الأطفال والمرضى وكبار السن لتجنب ضربات الشمس مع ارتداء الملابس القطنية الفاتحة خارج المنزل وتجنب التواجد فى الأماكن المزدحمة لسوء تهوية وتناول السوائل بكثرة . وتوقع سعودى أن تنخفض درجات الحرارة يوم الخميس ، على أن توالى انخفاضها يوم الجمعة والسبت لتعود الى معدلاتها الطبيعية مشيرا الى أن اخر الخرائط وصور الاقمار الصناعية تشير الى انكسار الموجة الحارة على السواحل الشمالية المطلة على البحر المتوسط 10درجات من السلوم غربا حتى العريش واسكندرية شرقا ثم تمتد للقاهرة والوجه البحرى ومن الجمعة تمتد لمحافظات جنوب الصعيد مع انخقاض اخر بالقاهرة ومحافظات الوجه البحرى . الاحتياس .. الحرارى ونبه المتحدث الرسمى لهيئة الأرصاد قائدى المركبات لعدم إغلاق زجاج السيارة كاملا تلافيا لخطورة الاحتباس الحرارى ،أحد أسباب الارتفاع الشديد فى حرارة الطقس وحذر السائقين خاصة على الطرق السريعة من ضبابية الرؤية وسط الرياح وهى جنوبية غربية من معتدلة إلى نشطة على معظم الأنحاء قد تصل إلى العاصفة غربًا وغالبا تكون مثيرة للرمال والأتربة و نبه إلى احتمال اضطراب الملاحة البحرية ،حال ظهور السحب المنخفضة والمتوسطة شمالًا ،يصاحبها سقوط الأمطار الخفيفة على السواحل والمناطق القريبة من الدلتا. وأشارسعودى إلى أنه غير متيقن من حق الموظفين فى الحصول على إجازة رسمية حال وصول درجة الحرارة ل50 درجة حفاظا على الصحة والسلامة ولكنه قد يكون ذلك من قبيل العرف الدولى المتداول ببعض الدول . ودعا مسئولى المحافظات لمتابعة النشرات الدورية للهيئة لإتخاذ التدابير اللازمة للحد من الأثار الناجمة عن موجات الحرالشديدة وتوابعها . وأكد د.حاتم حسنى وكيل بمعهد الارصاد الجوية أن هذه الموجة طارئة ومؤقتة لأن مصر لم تتأثر كثيرا برياح الخماسين فترة الربيع ،ولا داع للقلق لأننا بفصل التقلبات السريعة يمكن أن نرى كل الفصول فى أيام متتالية . ويرى أن الموجات العارضة لا تجزم بتغير أو حدة المناخ بمصر لأن ذلك يحتاج دراسات تحليلية متعمقة ومقارنة لقاعدة بيانات على مدى عقود طويلة لافتا أن هناك تقنيات حديثة لرصد حالة الطقس كالأنظمة المطبقة بدول العالم المتقدم مثل الاعتماد على صور بالاقمار الصناعية ومقاييس عالمية . ودعا حسنى المواطنين خاصة المرضى الى توخى الحذر وإتخاذ الاحتياطات من تناول العصائر والاقامة بالأماكن المكيفة واستخدام المظلات وكمادات الثلج لأن ارتفاع درجات الحرارة فى العالم فرصة للامراض والهند عندما بلغت بها درجة الحرارة 55 درجة شهدت حالة وفاة . بينما أرجع د.محمود عاشور أستاذ الجغرافيا الطبيعية بعين شمس الارتفاع الطارىء للحرارة الى حركة التفاعلات النووية داخل الشمس ونقص عدد البقع الشمسية الى جانب أن الاحساس بها يرتبط بسرعة الرياح ونسبة الرطوبة ونوع المنخفضات الجوية والتيارات التى تهب على المنطقة واتجاهها وقوتها . وأكد أن هذه الموجات لاتعنى تغير المناخ وانما مجرد تغيرات عارضة فى الطقس مشيرا الى ضعف تأثير الاحتباس الحرارى فى تغيير المناخ وأنه يصعب قياسه إلا من خلال تحليل قاعدة بيانات عبر مئات أو الاف السنين . احذروا ..ضربات الشمس وأوضح الدكتور هانى الناظر ،أستاذ الأمراض الجلدية ورئيس المركز القومى للبحوث سابقا وعضو الكلية الملكية للأطباء بانجلترا، أن التعرض المباشر للشمس وقت الذروة يمثل خطرا على جلد الإنسان ، وقد يتسبب فى ظهور احمرار و التهابات وحروق مثلما يحدث أثناء المصايف وعادة يصاحب ارتفاع حرارة الجسم احساس بالصداع وتهييج الجلد وشعور بالدوارو سرعة التنفس وزيادة ضربات القلب. وحذر الناظر من مخاطر التعرض للأشعة البنفسجية القصيرة والمتوسطة التى تصدرها الشمس وقت الظهيرة أو منتصف اليوم لأنها تسبب الحروق خصوصاً بالنسبة للأطفال والسيدات لأن بشرتهن تكون حساسة أكثر من بشرة الرجل . وأكد الناظر أن الشائع هو الاصابة بالحساسية والالتهابات ويمكن تلافيها بالكريمات الواقية والاقلال من المكياج لكن نادرا ما يتطور الحال الى الاصابة بسرطان الجلد اذا طال أمد مواجهة الشمس لسنوات طويلة متتالية وليس بشكل عارض لافتا الى أن نسبة الإصابة بسرطان الجلد قليلة جداً بمصرلأن أغلب البشر من ذوى البشرة السمراء نتيجة وجود مادة الملاتونين التى تفرزها خلايا معينة داخل الجسم. حق ..للمتضرر أما المحامى أحمد جمال الشافعى ، فيرى أن الحصول على إجازة حال بلوغ درجة الحرارة أكثر من 50 درجة مئوية حق انسانى تلافيا للضرر خاصة بالنسبة للمرضى والأطفال والشيوخ وفق المواثيق الدولية . واستدرك الشافعى قائلا إن هذا الحق مرهون بحالة الموظف وبيئة العمل بمعنى ..هل بها تكييف واستعدادات طبية أما لا ؟،فهناك مثلا من يعملون فى الشارع وأمام الأفران ولكنه حتى الآن حق غير مفعل ويخضع لتقدير السلطة المختصة . وأوضح الشافعى أنه بالنسبة لوضع العاملين بالدولة و المؤسسات والهيئات الحكومية وغير الحكومية يجب ان يطبق هذا الحق فى حالات الكوارث والظروف غير الطبيعة مثل الزلازل والعواصف وغيرها من كوارث طبيعية وخلال الثوارت ،وذلك حفاظا علي ارواح العاملين مثل ما حدث في 25 يناير حين تم إعطاء جميع الجهات إجازة فيما عدا الجهات الخدمية مثل الشرطة والمطافيء والمستشفيات. واضاف أنه في مثل هذة الاوضاع يجب الحفاظ علي حياة العاملين لأن منهم مريضا بالسكر واخر مريض ضغط ومنهم مثلا السيدات الحوامل ،فيجب مراعاة حقوق العاملين بالدوله وايضا حقهم الانسانى وهذا يندرج تحت بند حقوق الانسان ومراعاتها. وذكر أنه بوجه عام يمكن للموظف المتضرر تقديم إجازة عارضة أو مرضية ان شعر بالخطرعلى صحته وأثبته طبقا لقاعدة عدم الضرر .