بدأ على وجهه القلق منذ بدأية اليوم، أسئلة كثيرة تدور فى رأسه هل يفعلها شباب الصحفيين؟ ويحققون حلمى وحلمهم، هل سنتغلب على أسطورة نقيب الأهرام؟، أم ماذا يخفي اليوم لنا. فى الصباح كانت أعداد حضور الصحفيين الذين جاءو لتسجيل أسمائهم، حتى يكتمل النصاب القانونى ضعيفة، ففى الثانية عشر كانت الأعداد لم تتجاوز 750 صحفيا بالقاهرة والإسكندرية، تجول النقيب المنتظر فى السرادق المقام أمام النقابة، وصافح الجميع بابتسامة ظهرت فيها علامات الترقب. ابتلع ريقه وتوجه وسط مؤيديه الذين حملوا "كروت" صغيرة زيلت فيها عبارة "نقيبي يحيى قلاش" تحت صورته، لمدخل السرادق واستقبل أعضاء الجميعية العمومية للصحفيين والتى اكتملت فى الثانية ظهرا بعدما تجاوز العدد النصاب القانونى بقليل ليصل ل 2250. مع اقتراب العاشرة مساءً كانت النتائج الأولية تشير باكتساح يحيى قلاش منافسه ضياء رشوان المنتهية ولايته، بفارق أصوات 869 صوتا. "يا قلاش يا درة النقابة حرة" هتاف أطلقه أحد مؤيديه عقب إعلانه نقيبا رسميا للصحفيين، ليهدم الهتاف الذى انطلق قبل عامين بفوز رشوان بنفس المنصب، والذى جاء وقتها "يسقط حكم المرشد" وهو ما يلفت إليه الصحفي أحمد يونس بتعليق كتبه على صفحته بفيس بوك فرحا بفوز "قلاش": "تذكرت عندما تكررت هذه اللحظة منذ سنوات عندما هتفنا لنجاح رشوان، النقيب الخاسر، قبل أن يخذلنا:"يسقط.. يسقط حكم المرشد" ففي المرة الأولى كان هتافنا سياسيًا، وفي الثانية كنا جميعا نهتف للمهنة، والعمل النقابي ولرجل فنى عمره ويظل فى خدمة زملاؤه، هذا هو الفرق. بارقة أمل أرسلها النقيب الجديد من على منصة الفوز لشباب الصحفيين ولشيوخ المهنة، بدأها بتقديم الشكر لشباب الصحفيين الذين ساندوه، ليبدأ وعوده بفتح ملف المعتقلين مرة أخرى، وأن تعود النقابة بيتا للحريات وتقبل كل الأفكار والتوجهات دون اقصاء أحد، لافتا إلى الاهتمام بحقوق شيوخ المهنة، والصحفيين الذين وصلوا لسن المعاش. وألمح النقيب الجديد إلى الاستفادة من السابقين فى تفعيل دور النقابة وعلى رأسهم" ضياء رشوان، وممدوح الولى، وجلال عارف، ومكرم محمد أحمد". يعمل قلاش كاتب صحفي، وعضو نقابة منذ أوائل الثمانينيات وشارك في كل فعاليات العمل النقابي، وأهمها مشاركته في إدارة أزمة القانون 93 لعام 1995 الذي أطلق عليه اسم قانون حماية الفساد، كما تابع مع النقيب الراحل كامل زهيري جهوده في الدفاع عن حرية الصحافة. تصدى قلاش لتدخل وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي في شؤون النقابة، فكتب مقالا هاجم فيه الوزير، ورفض تدخله، وأسهم أيضا في ترتيبات "عقد أول جمعية عمومية عادية في مارس 2006، لبحث موضوع الأجور، وإلغاء الحبس في قضايا النشر". ونظم عددا من الوقفات الاحتجاجية أمام مجلس الشعب، والشوري، أثناء نظر أحد القوانين التى حاول بعض رجال الرئيس المخلوع حسنى مبارك أن يضم فيه مادة حبس كل من يقترب من تناول الذمة المالية للشخصيات العامة، ودخل في اعتصام مفتوح بالنقابة للضغط علي مجلس الشعب حتى يتراجع عن الموافقة علي هذه المادة، كما نسق مع رؤساء تحرير الصحف التي احتجت تضامنا مع النقابة في موقفها بخصوص إلغاء الحبس في قضايا النشر. ليست هذه هى المرة الأولى التى يترشح فيها قلاش لمنصب النقيب، بل ترشح عقب ثورة 25 يناير 2011 لكن لم يحالفه الحظ وقتها، وفاز بالمنصب ممدوح الولى. وانتخب قلاش قبل ذلك عضوًا لمجلس نقابة الصحفيين لأربع دورات متتالية، وعمل سكرتير عام النقابة لمدة 8 سنوات، وهي أكبر مدة يقضيها نقابي في هذا الموقع، وشارك خلال الأعوام الماضية في أعمال اللجنة الوطنية للدفاع عن حرية التعبير، واختير متحدثًا رسميا باسم اللجنة على مدى عامين. للنقيب الجديد كتابات عديدة يغلب علي معظمها قضايا الدفاع عن حرية الصحافة وحقوق الصحفيين ودور النقابة وتاريخها ومعاركها، نشرت فى صحف "الجمهورية" و"الأهرام" و"الأخبار" و"المصري اليوم" و"العربي" و"الأهالي" و"الموقف العربي" و"الشروق" و"اليوم السابع" و"الدستور" ومجلة "الهلال".