أكد أ.د صبحي عطية "أستاذ التاريخ بجامعة المنصورة والخبير السياسي" علي أن ما حدث في 25 يناير هو من فضل الله وحده والجميع شارك في الثورة باختلاف أعمارهم السنية والفئوية والمسلمين والأقباط ولذلك فهي ثورة شعب مصر وأن ما تم إنجازه من الثورة الآن هو الجزء الأسهل وهو كسر حاجز الخوف وهدم النظام الفاسد الذي جرف مصر من كل النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية . قال ذلك خلال ندوة سياسية نظمها الإخوان المسلمون بقرية الريدانية مركز المنصورة محافظة الدقهلية ليلة أمس تحت الأضواء الكاشفة في مركز شباب القرية ، التي حضرها معظم أهالي ورموز القرية تلبية لدعوة الإخوان . وأضاف أن على المستوى الاقتصادي جرف البلد من خيراتها ببيع المصانع والشركات والبنوك وتم تشريد الملايين من العمال والموظفين حتي وجدنا من عنده 45 عام يخرج على المعاش المبكر وكذلك بيع أراضي الدولة ، ونهب ثروات مصر تهريبها خارج مصر . وأضاف أيضا أن المفسدين وصل بهم الأمر أن أموال البترول والغاز الطبيعي كانت تذهب لجيوب المسئولين ولا تذهب لميزانية الدولة ودخل قناة السويس ومناجم الذهب خصص لمؤسسة الرئاسة ، فكانت النتيجة الطبيعية خراب الدولة والبطالة التي أصابت شبابنا باليأس . واستطرد في فضح فساد النظام البائد على المستوى الثقافي كلنا يعرف ما يعرضه التليفزيون المصري من مسلسلات وأفلام تهدف للفساد الأخلاقي ، والمدارس لا تقوم بوظيفتها لا التربوية ولا التعليمية وأيضا على المستوى السياسي تم تجريف الدولة من القوى السياسية والحزبية وأبقت على بعض الهياكل الحزبية لتكملة الشكل الديكوري للمعارضة . وحدد وظيفة الإنسان في الأرض والتي تتلخص في ثلاث وظائف هي عبادة الله في الأرض ،و الاستخلاف في الأرض، و عمارة الأرض وأن الإسلام عظم قيمة الحرية واهتم بها والحرية لها إطار عام يحكمها وهو شرع الله عز وجل . وأضاف أن التاريخ الاستعماري لمصر يبين أن السبب الحقيقي وراء حرص الأعداء علي احتلال مصر لأن مصر قلب العالم الإسلامي ولو صلحت صلح العالم الإسلامي كله وذلك لعدة أسباب منها : الموقع الجغرافي الفريد والمميز لمصر والذي يحمي القدس ومكة والمدينة ، و توسطها للمشرق والمغرب ، و البوابة الرئيسية للعدو الصهيوني المحتل لفلسطين ، وامتلاك مصر للقوة البشرية وتعتبر من أهم موارد النهضة والذي لو تم تأهيله بشكل جيد لقاد العالم الإسلامي أجمع لهذا كانت المؤامرة الكبرى على مصر. وأكد علي أننا الآن في مرحلة البناء ولذلك يجب اختيار الأساس الذي سيتم البناء على أساسه ومن هذا الأساس : قيمة الإنسان العليا – الحرية – العدالة الاجتماعية – الانتماء للوطن – الديمقراطية – الشورى ، وهذه القيم هي أساس التي تبني عليه الدولة المدنية الذي يدعوا إليها الإسلام لأنه لا يوجد في الاسلام دول دينية والتي لم توجد إلا في أوربا في العصور الوسطى . وضرب مثالا يوضح مدنية الدولة في الإسلام بسيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه في صبيحة توليه خلافة المسلمين ذهب إلى السوق ليمارس تجارته وبيعه وشراءه من أجل توفير المال الذي يقتات به لنفسه وأسرته فقابله سيدنا عمر بن الخطاب وسأله عما يفعل فأجابه فقال له عمر لا نخصص لك راتبا من بيت مال المسلمين للتتفرغ لإدارة شئون الخلافة . - وتعرض في كلمته إلى الهيئة التأسيسية التي ستتولى وضع دستور مصر وبين أن تشكيل الهيئة لا يجب أن يقتصر على أعضاء مجلسي الشعب والشورى وإنما يضاف إليها متخصصين من خارج المجلسين فالوقت الآن ليس وقت مغانم وإنما وقت مغارم وأن الاقتصاد المصري يعاني ويحتاج لسنوات ليستعيد عافيته ولذلك يجب أن نرى فينا الصانع المتقن لعمله والموظف الذي لا يقول لطالب الخدمة "مر علينا بكرة " وعلي الجميع العمل والإنتاج بما يرضي الله لتستعيد الدولة عافيتها . وأنهى كلمته ببشارة النبي صلى الله عليه وسلم : ( ستكون النبوة ما شاء الله أن تكون ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ما شاء الله أن تكون، ثم يكون ملك جبرياً، ثم يكون ملك عاضاً، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ).