حمل مؤشر الفجوة العالمية بين الجنسين لعام 2014 ، الذى يصدره المنتدى الاقتصادي العالمي ، اخبار جيدة بالنسبة للنساء حيث اكد المؤشر تزايد الجهود المبذولة من اجل المساواة بين الرجل و المرأة فى العالم ، و أن المساواة بين الجنسين هي امر قابل للتحقيق و لكن ليس قبل 81 عاما من الان . منذ ان بدأ المنتدى الاقتصادى العالمى تتبع احوال النساء في العالم منذ تسع سنوات "كإطار لتحديد حجم التفاوت بين الجنسين " و تحديد حجم هذه الفجوة ، وُجد انه قد حدث تقدم خلال هذه السنوات بنسبة 4 درجات حيث قدر حجم هذه الفجوة فى عام 2006 بانه 56pc و اليوم اصبح 60 PC، لذا وفقا لهذا المعدل فإن مساواة المرأة بالرجل فى المشاركة الاقتصادية والفرص لن يتحقق حتى عام 2095. وهذا على افتراض أن التقدم فى راب فجوة المساواة سيواصل تقدمه على وتيرته الحالية. ومع ذلك، وجد المؤشر العالمي المكون من 100 درجة، و الذى يتعقب الفجوة بين الجنسين من أربعة أركان وهى- الاقتصاد والسياسة والصحة والتعليم – انه لا يوجد اتجاه نحو تحقيق المساواة في اى بلد فى العالم .. بل حيث وجُد ان 6 بلدان من اجمالى 111 بلدا تم تضمينها في التقرير الأصلي ، اصبحت الفرص المتاحة لنسائها لتحقيق المساواة اسوء مما كانت عليه قبل تسع سنوات، وهى "سري لانكا ومالي وكرواتيا ومقدونيا والأردن وتونس′′. و قد ادى نمط الحياة فى الدول الاسكندنافية لاستمرارها فى صدارة الدول الرائدة في المساواة بين الجنسين فى العالم ، وفى مقدمتها أيسلندا وفنلندا والنرويج والسويد ثم الدنمارك تليها من خارج القارة الاوروبية نيكاراجوا من امريكا اللاتينية ، ورواندا من افريقيا ، والفلبين من آسيا متقدمة على بلجيكا وسويسرا. تقدم بالصحة و التعليم و لقد اصبحت الفجوة بين الجنسين فى مجالى الصحة والبقاء على قيد الحياة ، فى أضيق الحدود مسجلة نحو 96pc عالميا، حيث نجحت 35 دولة فى إغلاق هذه الفجوة بالكامل ، فى الوقت الذى اتسعت فيه الفجوة لأكثر من 40pc فى بعض الدول. و كان اكبر انجاز اخر فى مجال المساواة بالتعليم وهو ثاني أقوى مؤشر حيث سجل على المؤشر 94pc ، مع نجاح 25 دولة فى القضاء على الفجوة تماما، بينهم ثلاثة دول حققوا هذا في العام الماضي. ومع ذلك، هناك بعض البلدان زادت فيها الفجوة بمقدار يبلغ نحو 30PC بمجال التعليم ، لتصبح اكبر مما كانت عليه في عام 2006. فشل بالمشاركة الاقتصادية و التمكين السياسى بينما العاملين الاخرين و هما دعامتين فى المساواة بين الجنسين ، وهما: المشاركة الاقتصادية والتمكين السياسي للإناث ، فقد تخلفا عن الركب. حيث لم تنجح اى دولة من بين 142 دولة فى القضاء على أي من هذه الفجوات بين الجنسين، وقد ضاقت الفجوة فى 14 دولة فقط مسجلين 80pc بالنسبة للتفاوت الاقتصادي. اما الفجوة السياسة عالميا فهى ثابتة عند مستوى 21PC، وهذا يعني أن متوسط فرصة تمكين المرأة و مشاركتها سياسيا تبلغ فقط نحو "الخمس′′ بالنسبة لفرص الرجل . ويقول "كلاوس شواب" المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي ، أن تحقيق المساواة بين الجنسين هو "امر ضروري لأسباب اقتصادية ، وفقط تلك الاقتصادات الذين لديهم حق الوصول الكامل إلى كل موهبة ما لديهم ، هى فقط التى سوف تظل قادرة على المنافسة، وسوف تزدهر". و يضيف " شواب" ان الاكثر اهمية فى تحقيق المساواة بين الجنسين هي مسألة تحقيق العدالة والإنسانية، كما يوضح أن لدينا التزام لضمان وجود مجموعة متوازنة من القيم . فى اوربا بعيدا عن المنطقة الاسكندنافية ، وجد التقرير ان الدول الاوروبية لاسيما ألمانيا وفرنسا تخطو خطوات جيدة في هذا السياق على مستوى العالم خاصة مع دخول عدد اكبر من الفرنسيات الى الحياة السياسية بتشكيلهن نصف عدد الوزراء في الحكومة وتضييق الفجوات في الاجور بين النساء والرجال في البلدين. وعلى النقيض ، وعلى الرغم من أن النتيجة الإجمالية في المملكة المتحدة جاءت دون تغيير إلى حد كبير، الا انها فقدت موقعها بين افضل 20 دولة ، وانخفض ترتيبها ثمانية مراكز لتحتل المركز 26 في الترتيب العالمي – وهو أدنى مستوى لها منذ بدء صدور المؤشر . الدول العربية صنف تقرير مؤشر الفجوة العالمية " الكويت" كافضل دولة عربية ، حيث احتلت المركز 113 عالميا بتمكنها من تحقيق مكاسب كبيرة في رأب الفجوة بين النساء والرجال في مختلف المجالات ، و حققت المراءة نجاحات في تحسين مستويات الدخل ومشاركتها في الحياة السياسية والاقتصادية وتحسين مستويات التعليم والصحة ومستوى المعيشة مقارنة مع بقية دول المنطقة. وحلت دولة الامارات العربية المتحدة في المرتبة الثانية عربيا ، تليها قطر ثم تونس ، فالبحرين ، ثم الجزائر ،سلطنة عمان ، ثم مصر والمغرب ،الاردن ثم لبنان بينما حلت سوريا واليمن كآخر دولتين عربيتين في هذا التصنيف على الصعيدين العربي والدولي. افريقيا جنوب الصحراء الكبرى تقدمت وفقا للتقرير كل من ورواندا وبوروندي وجنوب افريقيا ونيجيريا ، الا ان تقدم روندا كان الافضل حيث سجلت المركز 7 عالميا ، و قد حققت ذهه الدول نجاحات كبيرة في مجالات تمكين المرأة في المشاركة الاقتصادية والسياسية بصورة لافتة للنظر مقارنة بغيرها من الدول النامية سواء في القارة الافريقية او خارجها . اسيا و المحيط الهادى واوضح التقرير ان "الفلبين" هي الأعلى في تحقيق المساواة بين الجنسين بمنطقتي آسيا والمحيط الهادئ تليها نيوزيلندا ثم أستراليا ، مع وجود تطور ملموس فى منغوليا التي تفوقت على كل من سنغافورة وتايلند واليابان. الامريكتان فى امريكا الشمالية ، جاءت كندا فى المركز 19 على العالم تليها الولاياتالمتحدة فى المركز 20 بينما سجلت المكسيك المركز 80 .. وتشير نتائج التقرير الى تفوق "نيكاراجوا "على جميع دول أمريكا اللاتينية في المساواة بين الجنسين حيث احتلت المركز 6 عالميا ، وذلك بسبب أدائها القوي في مجالات الصحة والتعليم والتغلب على الثغرات السياسية.