تناول المؤلف في هذا الجزء مملكة النبط ومملكة تدمر والصفويون ومملكة الحيرة وعمرو بن هند ومملكة كندة ومملكة الغساسنة ،مملكة النبط العربية وقومها من جبلة العرب رغم تبرا العرب منهم ومن لهجتهم وابعدوهم عن انفسهم،حيث ان لغتهم ارامية من ثقافة ارم ،لذا اختلطوا بلهجتهم وكتابتهم حتى غلبت عليهم الارامية ، ولكونهم عملوا بالزراعة واحترفوا الحرف والصناعات اليدوية،وهي حرف ازدراها العربي الصميم،. لكنهم تمكنوا من استغلال موقع بلادهم، ومرور التجارةبين اجزاء الجزيرة العربية وبلاد الشام وفرضوا ضرائب على التجار حيث عادت عليهم بفوائد كبيرة ، حسب راي احد المستشرقين،ان الانباط جاءوا من جبل العجم نزلوا بطائح في ارض العراق وسموا انباطا. شملت مملكة الانباط منطقة واسعة من دمشق وسهل البقاع والاقسام الجنوبية من فلسطين وحوران وسواحل البحر الاحمر. يرى بعض العلماء ان النبط هم ( النيباطي)،المذكورين في اخبار الملك ) اشور بانيبال)، وهم ايضا ( نبايوت )، اولاد اسماعيل في التوراة ، وهم سكان ارض نباتين ويعارض على هذا راي اخرين لايرون صلة بينهم وبين نبياطي ولا نبايوت. عرف ان الانباط ان لهم ابار مخفية وانهم اقوام تحب حريتها وتأبى الخضوع لحكم الغرباء. عملوا في المصنوعات النحاسية والحديدية حسب ماعثر على اثار وحفظ فيما بعد في المتحف البريطاني. الحاكم الذي خلف الاسكندر يدعى(انطغيوس)، شن حملة على الانباط واجبرهم على التحالف معه وتأييد مصالحه.لكن كان هناك معركة اخرى تمكن فيها الانباط من استرجاع حريتهم.كان الانباط يجمعون الذهب والفضة بفضل التجارة واستحواذهم على اهم الطرق الرئيسية من الشرق والغرب مملكة تدمر مدينة النخل لما يكتنفها من غابات النخل العظيمة.حسب مااطلقة الاسكندر ذا القرنين حينما تغلب عليها.ورأي اخر هي ترجمة لكلمة تمار وتمر.كانت تدمر عقدة من العقد الخطيرة في العمود الفقري لعالم التجارة بعد الميلاد تمر بها القوافل تحمل اثمن البضائع في ذلك الوقت. لذا اقتضت هذه الاعمال التجارية تكوين علاقات سياسية واقتصادية مع الفرس والرومان والروم والقبائل العربية في البادية لضمان مرور القوافل وانشاء حماية واستراحة في مواضع عديدة. كون الرومان فرقا من الجنود التدمرين المرتزقة.والحقوهم بالجيش حيث اشتهر التدمريون بفرسانهم المجهزين بلباس الخيالةوصفائح الوقاية.اضافة الى عملهم كمزارعين ورعاة .عاش في تدمر جاليات يونانية ورومانية اصبحوا من سكان المدينة اضافة الى جاليات اليهود الذين نزحوا قبل سقوط القدس في ايدي الرومان الصفويون نسبة الى ارض الصفاة ( ارض بركانية عرفت بالصفا)،هم اعراب ورعاة تنقلوا من مكان لاخر طلبا للماء والكلآ. كتبوا على الاحجار وتركوها في مواضعها ومنها تم الاطلاع على احوالهم واخبارهم .الصفويون لاتعني عشيرة او قبيلة واحدة ولاجنس معين وانما عدة . جمعت الكتابات والاثار الصفوية في مواضع عدة حماة في سورياوفلسطين والاردن والعراق ، كانوا يتركون اثرا وكتابة وتخليد اثرا بكل الطرق الممكنة حتى ولادة مواشيهم او مقتل احدهم واغلب الحوادث الصغيرة ، وبالرغم من ذلك لم يكن من الممكن الاستفادة من الوجهة السياسية والعسكرية حيث لم يعثر على اسم ملك او حاكم عربي او اجنبي ولا اي موضوع سياسي يشير الى الحالة السياسية او نوع الحكم مملكة الحيرة معظم المستشرقين ، يرون انها كلمة من كلمات بني ارم ، وانها حرتا وتعني المخيم والمعسكر. ويذكر المؤلف مصادر عدة للتسمية. تاريخ المدينة ق م لم يرد خبرها في نص تاريخي مدون او كتابة مدونة .او قد تكون مسماة باسم مدينة اخرى قبلها .الا ان الاخبارين يرجعون عهدها الى نجران وبختنصر مؤوسسها .كذلك اختلفت اخبار تسلسل حكامها من ملوك ومدة حكمهم ،منهم ال نصر وال لحم وال محرق وال نعمان وال عدي. عمرو بن هند الذي خلف المنذر على الحيرة بعد وفاته هو ابنه عمرو.الذي كان يكثر من حضور شعراء الجاهلية من اماكن بعيدة لنيل الجوائز ومنافسة الشعراء .كانت تصل المنافسة الى غضب القبائل وغضب الملوك لما يحصل من هجاء .كما تميز بفروسيته وبطولاته. كان ملوك تلك المدينة على احقاب عدة يتراسلون مع القبائل بالبريد وكان يرد عبر الخيل الذي ينطلق من مناطق عدة حتى يصل الى وجهته.اشهر الاسر المعرونة فيها هي العدسيون وهم من قبيلة كليب .واشهر سادتها هم بنو الاوس بن قلام بن بطين وكان منهم ( جابر بن شمعون)،اسقف من اساقفة الحيرة وصاحب القصر الابيض..اشتهرت الحيرة بسيوفها حيث من اهم الانواع هي السيوف الحاربة .واشهر قصورها قصر الخورنق. يعد هذا الجزء من كتتاب موسوعة تاريخية هامة لمحبي البحث التاريخي لمنطقة شبه الجزيرة العربية ، جزء مكتنز بالمعلومات الموثقة بدقة عالية ومصادر متعددة يظهر فيها الجهد المبذول والساعات الطويلة في البحث والاستقصاء وصولا لهذا الكم الهائل من التفاصيل الكثيرة.مع نفحات وقصائد شعرية توضح تفاصيل الاحداث .كل ذلك بلغة عربية اصيلة ودقة علمية وتاريخية واسلوب رائع في ايصال المعلومة. الكاتب الدكتور جواد علي من (1907_1987)القى الضوء على تلك الحقبة بعشرة مؤلفات فخمة وانيقة .ابرز مؤلفاته الاخرى (كتاب التاريخ العام ، اصنام العرب تاريخ الصلاة في الاسلام ،تاريخ العرب في الاسلام)