استأذنكم فى ان أعود للذكريات بقريتي "بقطارس" التى لها فى القلب حب لامثل له ! نعم ففيها المولد والنشأة الأولى ، وحنان الأم والأب ولمة العائلة ، والبساطة، والأخلاق الكريمة، نعم ذكريات ترتبط بكل خير ! امس ذهبت إلى ( القناية النيل)000! موطن الاخوال والأرض الزراعية ! فلم اجدها 00؟ الارض الزراعية اندثرت بمبانى شاهقة كأحسن ما يكون بجاردن سيتى ? حتى الزبالة تجمع بجرار والنسوة حوله يدفعن ما بايديهن اليه فى مشهد غير مألوف لى ! اذ تلك القمامة كانت مع سباخ المواشى تذهب إلى الارض وقت ان كان بكل بيت ( زريبة مواشى)! نعم تطورت القرية ، حتى اننى لم اعرف كل ما بها من شوارع وتوسعات وبالطبع الأجيال الموجودة شعرت أننى عجوز !? من هذا يامحمود ؟ (عرفه ) ومن هذا؟ احمد حامد؟ ومن ذاك ؟ محمد محمد وفدى؟ ياه ( ثلاث اجيال) تقريبا لا اعرفها!? #فماذا لو كان لكل عائلة مثلا لقاء شهرى بالمضيفة البحرى او آل سليم؟! تلتقى فيه الأجيال للتعارف على عنوان خير ولو ( كوب شاى) وكلمة من كبيرهم للتعارف والتواد !!? ممكن ان يحدث ذلك ! أمنية !؟ فدفء صلة الرحم له متعة خاصة لا مثل لها ! عموما عم ( القرنى) سيصعد إلى فوق ( مقر تليفون العمدة) يهلل ويبشر بقدوم شهر رمضان بعد ان أعلنت دار الإفتاء ان غدا اول رمضان ! الصغار والكبار فى المساجد 000 لا كهرباء فهى لم تصل الينا آنذاك ! مع لمبة نمرة خامسة ونمرة عاشرة وكولوب، كان امام البيت شجر توت وكافور وفرندة فسيحةتطل على[ الزراعية] هكذا كان إسم الشارع الرئيسى ؛ البيت فسيح وعجيب فحزء راقى للنوم والضيوف 00! وجزء للمعايش ، ولا أنسى حجرة ( ترقيد) اللبن ، وانت تتسلل اليها بإذن لتتناول القشطة مباشرة ? (نبيل ) يحب ذلك بالعسل ، وكان ( يعمل ودن قطه) الطبلية تتجهز فى ثوانى 000! الأبواب الخمسة مفتوحة عن عمد فالأمل ان يدخل علينا صائم ! نقف بالفرندة قبيل ( مدفع الافطار) ننتظر ضيف ونهنئ بالصوم ؛ الهدوء تام 000 لاصوت سوى حركة خفيفة للمواشى مع ذويها فى اياب بعد ذهاب بدأ عقب الفجر للحقل000 تفضل ياعم احمد شكرا يا أبنى ، سلم على ابوى الحاج ! امى تنادى000 ياحامد خذ هذا واذهب به إلى بيت فلان ما هذا ؟ خبز طازج وبعض الغموس، حاضر 000 ها هو عمى ( احمد دياب) يجهز القهوة 000 ( وعم فوزى) (اللى بيصلح البواجير ) يجمع عدته كى يغادر إلى ( اجا) لايمكن ياعم فوزى هكذا يقول له عم احمد لازم تفطر معنا يوافقه فهما حبيبن فى البساطة ! اذن المغرب الكل حول الطبلية 0000 ياه كل هذا العدد000 سبحان الله ، الأكل بسيط وكثير ولاينفذ000!؟ الكل مسرعا لصلاة المغرب بالمسجد وانتظار العشاء000 الهدوء عجيب والظلمة بددت بلمبة نمرة عاشرة وضعت بشكل رائع على شجرة الكافور لتنير الطريق للناس؛ نعم الطعم لازال معى لانه كان بطعم الحب والبساطة والخير لكل الناس، الكل يرى الكل متكاملا معه ؛ الغنى يرى الفقير ويعطيه بكفاية ومحافظا على كرامته وصلت كما حكى لى أبى: ان بعضهم إلحق ( بالعائلة فائزا باللقب سليم) وقت لا بطاقة ولا تدوين!? قال لى أبى: ان جدك أعطى فلان ارض ليقوم بالبناء عليها والإقامة وبات يسمى 0000سليم?! دفء الحب؛ وذاك عمّ (معوض ذكى) هكذا كنا نناديه وهومسيحى ؛ يأتى الينا للتهنئة بشهر رمضان فهو صديق وجار؛ فى القرية كانت الأخلاق الكريمة غالبة وعمدتها الشيخ شعبان سليم – رحمه الله – كان فى المقدمة اماما فى الصلاة خطيبا على المنبر ، مصلحا بين الناس ؛ مضيافا لمن يحل عليه الليل وانقطع به السفر قائما كل أسبوع على ( مجلس ذكر( بمسجد سيدى كوثر العنانى – رضى الله عنه- كما قال لى استاذنا عبدالهادي عيسى – رحمه الله – توقف !!!!??? فقد أوجعتنا ؛ فالقرية باتت الآن بمفردات المدينة؛ واضحت الغربة فيها غالبة حتى فى البيت الواحد بعد ان عشعشت الدنيا فى القلوبوباتت زينتها فاتنة وبات هوى النفس غالب ، والانا طاغية ؛ فكثرت الأوجاع والأمراض والقلق وفقدنا للأسف دفء الحب والتراحم والتسامح رغم ارتفاع البنيان لانه علا دون المعانى ؛ ### فيا ويلنا إذا فقدنا المعانى ؛ ####ويافرحنا إذا أعدناها فى ذواتنا وتدارسنا ما مضى بروح الترقى الاخلاقى عندها سيكون لذكريات قريتى اثر؛