جاء والألم يكسر ظهره محدودبٌ لايقوى على رفعه يسير بخطوات مثقله يكاد أن يصل إلى نهاية مسيرته سألتُه ودمع العين على خده مابالك ياعم ؟ وما هو خطبك ؟ أطرق بالرأس حزناً ونطقت عيونه ألماً وحمرت وأصبحت كالدمِ قال : راحت أم أبيها بحادثٍ افقدني صبري ماتت أعز الناس وهي في حجري لو عاينتها بعد الموت حورية من البحرِ فيها أبتسامة الوداعِ تقول لي صبرا ياأبي وكيف الصبر على من كانت هي غصني ؟ تأملت يوما أرها طبيبةً ولم أدرِ الموت يسرقها من يدي ………… الفصل الثاني قدمت إلى بابك اطرقه لعلي اسمع منك جواباً ناديتك أكثر من مرة فلا أجد منك كلاماً احلم هذا الذي يراودني أم كان صوابا ؟ فتحت الباب لعلي أجد الاحبابَ نظرت إلى زوايا غرفتها وجدت لها في كل ركن كتاباً فتحت خزانتها فلمَ غير الاثوابِ ؟ شممت عطرها فهب النسيم فأخذتها عناقا. لم أعلم أني اعانق ملبسها بل وجدت الروح فيها سالت دموعي وبكيتها حتى ابتلت الدموعُ ملابسها فتحت الدرج وجدت أوراقاً كتبت فيها أعز الناس أبي رسما كأنه حجابا بالله عليكم كيف التصبر على وجعي ؟ ولم يبقَ في العين ماءً ….. الفصل الثالث جلسنا وياليتنا ماجلسنا أنا وأمها وأخوتها والاصحابُ ذاك يبكي وأخر يلطم على وجهه وقد جدد المصابُ الأم لاتسمع لها غير همسا بح الصوت حزنا على هداها* وتمر بنا الايام فلا ننسى ذكراها لبسنا السواد وكسينا الجدار سواداً وأظلمت شمسنا وغاب عنا قمرنا فصرنا كلنا محاقا لله أشكو مصابي عسى الله أن يصبرنا حتى يلحقنا الله بها وعنده يكون اللقاءَ رحلت من غير أن تودعنا وأشعلت في القلب نيرانها من لنا بعد الهدى أملا ذابت مع الريح صنوانها لم يبق غير القبر عنوانها نغدو إليه كل يومٍ عسى يرد من في القبر جوابا هي الدنيا لاتأمنها تغر بك يوما ويوما يكون فيه مصابا يابن آدم لاتغتر بها وقل لها طلقتك ثلاثا وارجو من الله أن يلحقني بها فما عاد العيش رغيدا منحك الله الصبر أيها الاب على فقد أغلى الناسِ * أسم البنت هدى