موجة من الجدل صاحبت موافقة مجلس الوزراء على مشروع مبدئى تقدمت به وزارة الإعلام لوضع ميثاق الشرف للإعلام المرئي والمسموع العام والخاص بإعتباره نقطة بداية قابلة للنقاش والتعديل والإضافة والحذف. ومع طرح المشروع للحوار المجتمعي وللنقاش بين الإعلاميين تمهيداً للتوافق عليه وإصداره عن طريقهم قام موقع أخبارمصر www.egynews.net باستطلاع آراء عدد من الخبراء الأكاديميين والممارسين للمهنة لمعرفة مقترحاتهم للتعديل والتطويروآليات التفعيل وطموحاتهم لمستقبل المهنة فى المرحلة المقبلة مواثيق ومبادرات سابقة د.عادل عبد الغفار أستاذ الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام بجامعة القاهرة قال لموقع أخبار مصر إن هناك مواثيق شرف قائمة وغير مفعلة وهناك مبادرات سابقة من الاعلاميين وكلية الاعلام لوضع ميثاق شرف مهنى ، ولكنها للأسف تحولت إلى جهود متعددة ومكررة ومتناثرة لابد من الاستفادة منها وجعلها مثمرة لصالح المهنة . وأضاف د.عبد الغفارأنه لا يصح تجزئة مواثيق الشرف فى مهنة واحدة بمعنى أن مبادىء ميثاق الشرف العامة لاتختلف من وسيلة لأخرى ..فلماذا لاتطبق على جموع الإعلاميين بكل الوسائل ؟ . وتابع أنه اذا كانت كل وسيلة لها وسائطها وخصوصيتها فى الأداء وفئات الجمهور ،فيمكن مراعاة ذلك فى لوائح العمل ومدونات السلوك مشيراً إلى أن الصحافة الإلكترونية على سبيل المثال لها وسائط إلكترونية تعتمد على البث الفورى للأنباء وتحظى بهامش أكبر نسبيا من الحرية ولكن هذا لايمنع من تطبيق أخلاقيات وآداب المهنة عليها ،وبالتالى ليس من الضرورة تخصيص ميثاق مستقل لها وإن كان لها أدلة إرشادية تتوافق مع إسلوب وتقنيات العمل الصحفى "أون لاين" . ضبط مهنى ذاتى وترى د.نجوى كامل أستاذ الصحافة ووكيل كلية الإعلام جامعة القاهرة السابق أن الاعلاميين يسعون الى ضبط مهنى ذاتى وليس ضبط إدارى ولا شك فى أهمية وجود ميثاق شرف لتنظيم الممارسة المهنية ولكن من يضعه وكيف وأبعاد مضمونه وعلى من ستطبق المخالفات (المالك أم المدير أم الإعلامى ) ..فكلها قضايا يجب أن تحسم أولاً. وأشارت الى وقوع تجاوزات تحتاج لضبط خاصة بالفضائيات والصحف الخاصة مثل نشر صورة للصحفية ميادة أشرف مقتولة باحداث "عين شمس" دون مراعاة لمشاعر الأسرة ولا حرمة الموتى وبث الالفاظ الخارجة وتبادل الاتهامات دون دليل ببعض البرامج والصحف وغيرها . ودعت أستاذ الصحافة الاعلاميين الى تشكيل مفوضية إعلامية مؤقتة "وفق رؤيتهم" لحين تأسيس مجلس وطنى لتنظيم الإعلام تناقش شئونهم ومنها الميثاق وتأسيس المجلس والهيئة الوطنية للإعلام وللصحافة حسب الدستور الجديد مشيرة الى ضرورة إصدار قانون حرية تداول المعلومات ليتسنى الأداء الصحفى ومراعاة الدقة ونشر الحقيقة دون أخطاء . لا وصاية على الإعلاميين أما الإعلامى معتز الدمرداش، فقال " أنا لن أعترف باى ميثاق شرف مهنى تضعه الحكومة لأن هذا نوع من فرض الوصاية على الاعلاميين وهم مؤهلون لوضعه بأنفسهم حتى يقتنعوا ويلتزموا به من منطلق إحساسهم بالمسؤولية المهنية و الوطنية" . وأضاف الدمرداش أنه سبق أن شارك فى جلسات الإعلاميين لوضع مسودة ميثاق شرف بمبادرة ذاتية لكنه لم ير النور مؤكدا أنه من حق المواطن متابعة إعلام موضوعى يكشف له الحقائق وبالتالى الإعلاميون بالوسائل العامة والخاصة هم أصحاب الحق في وضع الميثاق وتأسيس نقابة مهنية لحماية ومحاسبة أعضائها، والتوافق على تشريع لتشكيل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام كهيئة مستقلة تماما طبقا للدستور. النقابة والميثاق والمجلس بينما أوضح الإعلامى الكبير حمدى الكنيسى أن الميثاق يصلح للتطبيق على العاملين بالإعلام العام والخاص مع مراعاة أن لكل وسيلة خصوصية ومدونة سلوك وأدلة ارشادية داعيا إلى تحرك الإعلاميين بشكل متواز لتأسيس نقابة تحميهم من التعسف أوأى ضرر بسبب أدائهم لعملهم ،وفى الوقت نفسه تحمى المجتمع من تجاوزات البعض وتبحث تشكيل مجلس وطنى للإعلام. وأوضح الكنيسى أن هناك ممارسات إعلامية تحتاج ضوابط مثل حملات الإثارة وعدم تحرى الدقة و إتهام أونسب قول لشخص دون تحقق أو انتهاك الخصوصية أو التركيز على جزء من الصورة غير عادى ليصبح عاديا ويخدم المتربصين بنا ومروجى دعاوى عدم الاستقرار . وطالب الدولة بإصدار قانون حرية تداول المعلومات لتمكين الإعلامى من الرجوع الى مصادر المعلومات الصحيحة فى تناول موضوعاته بما يضمن صحة ودقة وعمق الأخبار و المعلومات والإحصاءات والوثائق، ويخدم العمل الإعلامي ويضفى عليه المصداقية مع التمييز بين المعلومات المهمة والحقائق والأسرار التى تضر بالأمن القومى والمحظور نشرها. البحث عن صيغة توافقية وأكد د.حسن على عميد كلية الإعلام بجامعة بنى سويف ورئيس جمعية حماية المشاهدين والمستمعين والقراء أن المواطن من حقه إعلام وطنى يتسم بالمصداقية والموضوعية والمهنية ،والمفترض أن تبادر نقابة الاعلاميين بهذه المهمة لكل الإعلاميين بمختلف الوسائل ،ولكن قد تكون وزارة الإعلام قد بادرت بطرح "ميثاق الشرف للإعلام المسموع والمرئى العام والخاص" للحوار لوجود مبادرات سابقة غير فاعلة وكثرة المطالب المتكررة والتساؤلات عن هذا الميثاق فى الأونة الأخيرة . وأوضح د. حسن أن مضمون المشروع المبدئى لايختلف كثيرا عما وضعه الإعلاميون بأنفسهم فى مبادرة سابقة ،منبها أنه بغض النظر عمن بادر بوضع المشروع ، فمن المهم طرحه للنقاش المجتمعى وإتاحة الفرصة لجميع الممارسين لقراءته جيدا وتجميع مقترحاتهم وملاحظاتهم تمهيدا لتوقيعه فى مؤتمر علنى وتوزيعه على مختلف المؤسسات الإعلامية العامة والخاصة لتفعيله مشيرا الى تبنى الجمعية وكلية إعلام بنى سويف هذا الموضوع بالتعاون مع الوزارة لبلورة ميثاق تتوافق عليه قيادات وخبراء المهنة . وتساءل عميد إعلام بنى سويف : لماذا لاينطبق الميثاق على المجال الصحفى والصحافة الإلكترونية ؟وماذا عن المواقع الإلكترونية التابعة لمحطات وقنوات فى إتحاد الإذاعة والتلفزيون ؟. وأشار إلى أن المشروع لن يصبح ميثاقا نهائيا إلا بعد الاستقرار عليه من جانب جميع ممثلي المؤسسات الإعلامية المرئية والمسموعة ، العامة والخاصة ، لافتا الى أنه بعد تشكيل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام الوارد بالمادة رقم 211 بالدستور ،يمكن أن يحال إليه هذا الميثاق ليتولى تفعيله وتطبيق مواده على من يتجاوزبنوده بحيث تتدرج محاسبة مخالفيه من لفت النظر الى سحب الترخيص . * ومازال مشروع ميثاق الشرف حائراً بين مبادرة الوزارة ومواقف ورؤى وطموحات الإعلاميين فى انتظار صيغة قابلة للتطبيق يتوافق عليها ويلتزم بها الجميع لصالح المهنة .