فى التسعينيات لفتنى حال التحقيق مع مدير عام إدارة تعليمية وقد اتانى متهما بعدم اتخاذ مايلزم حيال ما ورد للإدارة من أجهزة كمبيوتر مماادى إلى بقائها بالمخازن سنوات دون استفادة المدارس بها وبما أضاع على الدولة مايقرب حينها حوالى خمسة مليون ، وحين سؤاله فاجأني برد عجيب بأن قال : (اعمل ايه لم يرض أحد بالإدارة استلامها ) …. فقلت : وماذا فعلت ..؟ قال : لا شيئ….. فنظرت إليه مستغربا مغتاظا وهو الفخم الفخيم الهيئة… حينها قلت : كيف وصل هذا لموقع قيادة تلك الإدارة …!؟ وهو الذى لا يعرف كيف يفكر فيما بات تحت ولايته ويؤدى الأمانة كما يجب وفى نطاق القوانين والتعليمات ومايسمى ببطاقة الوصف الوظيفى ومن الغيظ اندفعت للبحث عن القائد وسماته وبالفعل أخرجت مؤلف بعنوان ( القيادة الادارية ضرورة واقع ) اعتنيت به وسعيت لنشره. .. وتمنيت لو بات بين يدى هذا المدير وأمثاله. .. وكنت قد أهديت المؤلف لوالدى (رحمه الله) واستفتحت ما سطرت بتوصية سعيد بن عامر لعمر بن الخطاب والتى قال له فيها : ( انى موصيك بكلمات من جوامع الإسلام ومعالمه : اخش الله فى الناس ، ولاتخش الناس فى الله ؛ ولايخالف قولك فعلك ، فإن خير القول ما صدقه الفعل ؛ وأحب لقريب المسلمين وبعيدهم ما تحب لنفسك وأهل بيتك ؛ وخض الغمرات الى الحق حيث علمته ؛ ولاتخف فى الله لومة لائم قال :ومن يستطع ذلك يا أبا سعيد ؟ قال : من ركب فى عنقه مثل الذى ركب فى عنقك . ) …تذكرت ذلك … وأنا أقف على ماسطره سيدى محمد خليل الخطيب عن ( القائد ) فاعادنى لماض لازال للاسف كما هو دون تغيير إلا قليل القليل…!! ولازال الأمل قائم لاسيما ان تقدمنا مرهون باختيار قادة فى كل موقع لأن هؤلاء هم الذين يصنعون الخير بروح إيجابية متوقدة وسابقة لمن يتولاهم …نعم….. إن زل قائد أمة زلت وإن () يرشد فكم من راشد برشاده فليستشر أهل التجارب قبله () وذوى النهى ليخط سير بلاده… نعم القائد (نعمة) وعلامته الفارقة انه يأتي بقادة …