ناذرا ومتوعدا بكيل من الشتائم والسباب للكتاب والصبية الملاعين الذين افسدوا عليه قيلولته قائلا: ما بكم أيها الملاعين وما هذه الرائحة الكريهة ؛هل اتفقتم جميعا أن تأكلوا فى غذائكم الثوم والبصل أما يكفى رائحة البول المتناثرة على ملابسكم والرائحة المنبعثة من دبركم مع حرارة الصيف . ألم تعلموا أن الله رزقنى بحاسة شم قوية عوضنى بها عن فقد بصرى ؛بأن أشم رائحة المسك وهو فى احشاء الغزال ؟!،فأنا أعلم من رائحتكم أن عددكم قد اكتمل لكن اليوم الرائحة قد فاحت كثيرا مما افزعتنى . هات النرجيلة أيها الصبى ،ما زال الصبى ينقخ فى كومة من الرماد كاشفا عن عورته ،وما إن وضع المبسم فى فمه حتى طلب من الصبية أن تكون قراءة الماضى بصوت جهورى يسمعه القاصى والدانى ،وتكون القراءة مرتبة ومتناغمة ككل مرة ؛ولا يفسدها سوى صوت "تأتأ" ..وما إن بدأت القراءة وشد نفسا عميقا من النرجيلة ؛مد أذنه ورفع رأسه وبدا على وجهه الذهول ،إن نغمة القراءة ينقصها صوت تأتأ فأشار بإيقاف القراءة سائلا عن "تأتأ "الذى تغيب فى ذاك اليوم . فأمر اثنين بأن يبحثا عنه فى كل مكان ولا يأتيا إلا به .. فترك الصبيين لأرجلهما العنان باحثين عنه فى كل مكان ،ولكن دون جدوى ،فقد اختفى تأتأ وانتهى بهماالمطاف إلى مكان فسيح يلعب فيه الصبية كرة القدم ؛فجلسا يشاهدانه ؛وإذا بغلام يخطف الكرة ويحركها بين أرجله ثم يقذفها تجاه المرمى ..فعلت الفرحة على وجهه ،فلم يكن له دراية بلعب الكرة ولا يعرف كيف سددها فى المرمى ؛فجرى مسرعا فى أنحاء الملعب محتفيا بنصره مادا ذراعيه فى الهواء يتمايل بجسده يمينا ويسارا فنظر الصبيين إليه وصاحا إنه" تأتأ" فأمسكا به وقيداه ..و"تأتأ "يبكى ..ولكن دون جدوى