وزير الاتصالات: تصدير أجهزة المحمول المصرية بكميات كبيرة العام المقبل    قفزة ب340 للجنيه دفعة واحدة.. أسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد قرار الفيدرالي الأمريكي    الولايات المتحدة.. مقتل ثلاثة ضباط شرطة في إطلاق نار بجنوب بنسلفانيا    أكسيوس: وزير الخارجية السوري سيجري مباحثات مع نظيره الأمريكي يوم الجمعة في واشنطن    استشهاد 99 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة خلال 24 ساعة    وزير الخارجية يتوجه إلى السعودية لإجراء لقاءات مع كبار المسؤولين في المملكة    فيريرا يصدم ثنائي الزمالك قبل ساعات من مواجهة الإسماعيلي    ميتا تكشف عن نظارات ذكية جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي للتحكم عبر حركات المعصم    متحدث الصحة: نقص الأطباء أزمة عالمية تتجاوز مصر نقص الكوادر الصحية أزمة عالمية    غزل المحلة يرفض خوض إى مباراة تحت إدارة الحكم محمود بسيونى مرة أخرى    وزارة العمل: 50 فرصة عمل لسائقين بمرتبات 10 آلاف جنيه    وزير التربية والتعليم يعتمد نظامًا جديدًا للدراسة والتقييم في الثانوية العامة يبدأ من العام الدراسي 2025/2026    تصدرت التريند بعد أنباء زواجها بشاب، ماذا قالت إيناس الدغيدي عن الطلاق (فيديو)    محافظ شمال سيناء يتفقد أعمال تطوير بوابة العريش وبفتتح مقراة الصالحين لتحفيظ القران الكريم (صور)    لأول مرة.. ترشيح طالب من جامعة المنيا لتمثيل شباب العالم بمنتدى اليونسكو 2025    محمد صلاح يتجاوز ميسي ومبابي ويكتب فصلًا جديدًا في تاريخ دوري الأبطال    الرئيس الفلسطيني يطلع السفراء العرب المعتمدين لدى تركيا على الأوضاع بغزة    ترامب: زيارتي للمملكة المتحدة أحد أسمى التكريمات في حياتي    أخبار × 24 ساعة.. الخارجية: لا بديل عن حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية    رسميًا بعد مد فترة التقديم.. آخر موعد حجز شقق الإسكان الاجتماعي 2025 لمحدودي الدخل    90.2 % صافي تعاملات المصريين بالبورصة خلال تداولات جلسة الأربعاء    نقيب المحامين يكرم400 طالب متفوق من أبناء محامي الإسكندرية    إصابة سيدة فى انهيار شرفة عقار بمنطقة مينا البصل في الإسكندرية    "أوبن إيه.آي" تتجه لإنتاج شريحة ذكاء اصطناعي خاصة بها.. ما القصة؟    أسامة فراج بعد محمد محسوب .. ساحل سليم تتصدر قائمة التصفية خارج إطار القانون من داخلية السيسي    مكافحة الإدمان: علاج 100 ألف مدمن خلال 8 أشهر    كنت باخد لفة بالعربية من ورا بابا، اعترافات المتهم بدهس مسن بسيارة دبلوماسية في المهندسين    صراع شرس لحسم المرشحين والتحالفات| الأحزاب على خط النار استعدادًا ل«سباق البرلمان»    تكريم أمينة خليل.. تفاصيل حفل إطلاق النسخة السابعة من مهرجان ميدفست مصر (صور)    عمرو منسي: مهرجان الجونة مساحة أمل للمواهب وصناعة السينما    الشاعر الغنائي فلبينو عن تجربته مع أحمد سعد: "حبيت التجربة وهو بيحكيلي عليها"    أحمد سعد مداعبا المؤلف الغنائي محمد الشافعي: "بكلم مامته عشان يألف لي"    محمد عدوي يكتب: الخفافيش تعميهم أنوار الشمس    "سندي وأمان أولادي".. أول تعليق من زوجة إمام عاشور بعد إصابته بفيروس A    قبل أيام من انطلاق المدارس.. تحويلات الطلاب مهمة مستحيلة!    محافظ الإسماعيلية يزور رئيس مدينة القصاصين بعد تعرضه لوعكة صحية    ب 3 طرق مش هتسود منك.. اكتشفي سر تخزين البامية ل عام كامل    أسباب الإمساك عند الطفل الرضيع وطرق علاجه والوقاية منه    «الأرصاد» تُطلق إنذارًا بحريًا بشأن حالة الطقس اليوم في 8 محافظات: «توخوا الحذر»    ميدو: ياسين منصور رحل عن شركة الكرة بسبب التدخلات.. وهناك تصور لوجوده نائبًا مع الخطيب    موعد مباراة برشلونة ونيوكاسل يونايتد في دوري أبطال أوروبا والقناة الناقلة    الكشف عن طاقم تحكيم مباراة الأهلي وسيراميكا كليوباترا بالدوري    "بعد هدف فان دايك".. 5 صور لمشادة سيميوني ومشجع ليفربول بعد نهاية المباراة    بعد قرار الفيدرالي هكذا تأثر المعدن الأصفر في ليلة واحدة.. اعرف أسعار الذهب    مواقف وطرائف ل"جلال علام" على نايل لايف في رمضان المقبل    احتفظ بانجازاتك لنفسك.. حظ برج الدلو اليوم 18 سبتمبر    رئيس جامعة طنطا يشهد حفل تخريج الدفعة ال30 من كلية الهندسة    عاجل| "الشعاع الحديدي": إسرائيل تكشف عن جيل جديد من الدفاع الصاروخي بالليزر    "أصحاحات متخصصة" (1).. "المحبة" سلسلة جديدة في اجتماع الأربعاء    كم سجل عيار 21 الآن؟ سعر الذهب اليوم الخميس 18-9-2025    نتيجة وملخص أهداف مباراة ليفربول ضد أتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا    زي المحلات.. طريقة «أكواب الرمان» بالكركدية    دوري أبطال أوروبا.. بايرن ميونخ يكرم ضيافة بطل العالم    4 أبراج يحققون إنجازات خلال أسبوع: يجددون حماسهم ويطورون مهاراتهم ويثبتون جدارتهم في العمل    ما حكم كثرة الحلف بالطلاق؟.. أمين الفتوى يجيب    هل الحب يين شاب وفتاة حلال؟.. أمين الفتوى يجيب    خالد الجندى: الإنسان غير الملتزم بعبادات الله ليس له ولاء    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 17سبتمبر2025 في المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور عادل عامر يكتب عن :مشروع احتلال قناة السويس
نشر في الزمان المصري يوم 20 - 05 - 2013

إن هيئة قناة السويس التي هي برسم إدارة إقليم القناة تبدو أعلى من سلطات الدولة وأكثر سلطة وامتناعاً على التدقيق والمحاسبة. ويمتإدارته. في سلطة مطلقة تثير الاستفهام أن يضم الأجزاء التي يراها من الدولة إلى الإقليم ماداً سلطته وحيازته الجغإدارته.وع إدارته . ولا توجد أي موانع قانونية أو عمالأضواء. تكون الهيئة الإدارية المالكة للإقليم والمكونة من 14 شخصاً من رجال الأعمال الإخوان الظاهرين أو أولئك البعيدين عن الأضواء . مشروع خطير كهذا بإنذاراته وخطورته المتناهية على وحدة الدولة وسيادتها وعلى وحدة الشعب كذلك هو الذي يخرج من عباءة الإخوان الذين كنا نعتقد بكراهتهم العقائدية للعولمة وللمشروع الحر واقتصاد السياحة ومفاسدها حسب لغتهم، كما كانت عباءتهم ضماناً وغطاء للاتفاق مع “إسرائيل" وديمومة احتلالها، فكذلك الأمر مع مشروع يخرج فاقعاً في تفتيته وحدة البلاد بحيث يبرئ ذمته منه إسلامي بحجم طارق البشري وذلك إحباطاً من الإخوان وصدمة مما يأتي من جهتهم من أمور كبيرة مشبوهة . قناة السويس التي لو شهد قاع أراضيها لأنطقها الله بما رأت من مصرع عشرات الإلف من العاملين علي حفرها بالسخرة قناة السويس التي شهدت عبر رسفن و حضارات تمر عبر مصر الحبيبة أقدم دولة بالتاريخ قناة السويس بديل رأس الرجاء الصالح بالعالم القديم و الحديث
قناة السويس التي قدمت من اجلها رجال مصر و فلاحيها وبدمائهم ولحومهم الشابة علي مدي عشر سنوات (1859-1869) تم فرش سجاجيد لتسير ملكة انجلترا مع الخديوي سعيد في أكثر الحفلات بذخا رغم إن إجبار الفلاحين للعمل بالحفر بالسخرة وبدون اجر كان قد تم لقلة الإمكانات المادية وحتى بعد إن عادت قيمة قناة السويس عن طريقة الزعيم جمال عبد الناصر لتأميمها.. تذهب سدي من أيادي مصري لأيادي مستثمرين دون إي تحديد لمعايير اختيارهم بل فقط بواسطة رئيس الجمهورية الفاقد لثقة شعبه و شرعيته منذ نوفمبر 2012 هانحن ألان إمام جبهة الإنقاذ بالسويس الباسلة دائما وشرارة ثورة 25 يناير يأتون ليعبروا عن رفضهم ويحذروا من تمرير هذا المشروع المريب لننظر في عيوب القانون المشبوه علي سبيل المثال :
- النص علي كون إقليم قناة السويس لا تنطبق عليه قوانين جمهورية مصر العربية
-الهيئة المشكلة لإدارة المشروع وإقرار كافة التفاصيل يتم اختيار أعضاؤها بدون معايير محددة وفقط بواسطة رئيس الجمهورية
- الهيئة بنص المسودة تضم اثنين من المستثمرين بدون وضع أي شروط لاختيارهم تضمن عدم وجود مصالح استثمارية خاصة في منطقة المحور
- تؤول الملكية لكافة الأراضي للهيئة الجديدة وإطلاق صلاحيتها في تخصيص وتمليك أي أراضي بدون إي ضوابط تضمن عدم بيع أراضي بكامل طول المحور لجهات أجنبية وتفاقم ظاهره تسقيع الأراضي ....
هذا مشروع ل"اغتيال مصر للان المشروع يخدم مصالح إسرائيل وليس مصلحة مصر، للأنة يفصل الإقليم عن السيطرة المصرية ويتحدث عن إقامة دولة جديدة.هذا "المشروع يرجع الحدود القانونية والسياسية لمصر إلى 5 كيلو غرب قناة السويس، ويصبح لدينا ضفة غربية، بمعنى آخر هذا المشروع من شأنه أن يضمن سلامة إسرائيل ويمكنها من الوصول إلى النيل".واستبعد أن تكون القوات المسلحة قد وافقت على المشروع، ولكن "أريد أن يخرج الفريق عبد الفتاح السيسي ويقول لنا هل هو موافق أم لا إن"نطاق المشروع سيكون خارج سيطرة الدولة المصرية، فرد واحد هو ما يقرر فيها أي شيء، ولو حدث أن القوات المسلحة اختلفت معه سيكون هناك صدام بينهما"، سيصبح الإقليم مملوك ملكية خاصة للهيئة"هذه ليست أراضي دولة صاحبة سيادة، ولكنها مجموعة أراضي ملك للهيئة تستطيع أن تفعل فيها ما تريد، منها أن تنفذ قانون للصكوك".
عبد الناصر يرفض شروط الغرب
وفى أواخر سنة 1955 بدأت محادثات تمويل السد العالي مع البنك الدولي والولايات المتحدة وبريطانيا تدخل مرحلة حاسمة، وكان المشروع بأكمله سيتكلف ما يعادل ألف مليون دولار منها أربعمائة مليون دولار بالعملة الصعبة، وتعهد البنك الدولي بتقديم هذا المبلغ إذا تعهدت بريطانيا وأمريكا بتقديم النصف الثاني، أي أن ما كانت تطلبه مصر قرض قيمته 200 مليون دولار من الولايات المتحدة وبريطانيا، ليس منحة أ معونة، وإنما قرض. وبعد مفاوضات شاقة وطويلة تقدمت الولايات المتحدة وبريطانيا بعروض وشروط مجحفة تتضمن تدخلاً سافراً في شئون مصر المالية وتوجيهاً لاقتصادها وتأثيراً في سياستها، وكلها أمور لا يمكن لحكومة وطنية أن تقبلها بأي حال، وكان بناء السد العالي سوف يستغرق عشر سنوات وهذا يتيح للدول الغربية عشر سنوات من السيطرة الفعالة على شئون مصر، وقد تزيد! وأحس عبد الناصر بأن قوى الغرب تسعى للسيطرة على اقتصاد مصر، واضعاً في ذهنه ما حدث في مصر في عهد الخديوي سعيد والخديوي إسماعيل من ابتزاز وضياع استقلال مصر. فه إذا سلم بالشروط التي قدمها الغرب لبدء المرحلة الأولى من مشروع السد فإنه سوف يتعرض في المرحلة الثانية لشروط أشد إجحافاً، ثم التسليم في النهاية باستغلال مصر. ورفض عبد الناصر هذه الشروط رفضاُ باتاً. وأخيراً وإزاء موقف مصر الحازم وبعد العرض السوفيتي قبل الغرب مشروع السد العالي دون شرط يخدش سياسة مصر أ كرامتها، وكان ذلك في ديسمبر 1955. وفى 18 فبراير1956 أعلن "يوجين بلاك" - مدير البنك الدولي - أنه تم الاتفاق على أن يقوم البنك الدولي بتمويل المشروع. ولكن الأحداث تطورت لتقلب الأوضاع رأسا على عقب،فكانت خطة "دالاس" شراء صلح بين مصر وإسرائيل في مقابل بناء السد العالي في أسوان. لكن دالاس بدأت حماسته تفتر وبدأ يحس بمرارة نح عبد الناصر نتيجة مواقفه من صفقة الأسلحة الروسية وحلف بغداد، وعدم موافقة عبد الناصر الصلح مع إسرائيل - وكان إيدن رئيس وزراء بريطانيا - آنذاك - قد أعلن حرباً شعواء على عبد الناصر بعد أن قام الملك حسين بطرد (جلوب باشا) الإنجليزي من قيادة الفيلق العربي الأردني، فقد ظن أن عبد الناصر وراء كل المتاعب التي تواجهها بريطانيا في الشرق الأوسط. وفى شهر مارس سنة 1956 مع انهيار صفقة شراء السلام مع إسرائيل استقر رأى "دالاس" على سحب العرض الأمريكي.، بل إن بريطانيا ضغطت على البنك الدولي ليسحب عرض تمويل السد العالي. وفى مساء يوم 26 يولي 1956 جاءت لحظة العمر. اللحظة الخالدة عندما وقف جمال عبد الناصر في ميدان المنشية بالإسكندرية ليعلن للعالم أجمع. أن مصر بعد أن تخلصت من الاستعمار البريطاني. وتتخلص اليوم من عملاء الاستعمار البريطاني. وتتخلص أيضاً من الاستعمار الاقتصادي، تتخلص من الشركة الفرنسية لقناة السويس، ثم أعلن عبد الناصر قرار تأميم شركة قناة السويس شركة مساهمة مصرية. أعلنها باسم: مائة ألف من أجدادنا سقطوا شهداء على رمال القناة. وسقطوا في طريق عودتهم من القناة. وأعلنها باسم الآلاف الذين شقوا القناة لأبنائهم وأحفادهم، حق مصر الذي اغتصبه المستقلون ومصاص الدماء! أعاد عبد الناصر قناة السويس لأصحابها أبناء مصر من أجل بناء مصر ومن أجل غد ومستقبل مصر. واستحق منا كل التقدير وكل الاحترام. ثم أعيد افتتاح القناة مرة أخرى في 5 يونيه 1975 واليوم الذي اختاره الرئيس الراحل أنور السادات ليمح ذكرى نكسة 1967 وإغلاق القناة لمدة ثماني سنوات كاملة. إن مصر كانت تتوسط الملاحة البحرية بين الشرق والغرب وهو ما أثار حفيظة الاستعمار في السيطرة عليها، باعتبارها الوسيط بين مستعمرات انجلترا وفرنسا في الهند والشرق الأوسط والأدنى ،مشيرا إلى أن ذلك الحلم بدأ بعد اقتراح فيردناند ديليسبس إنشاء القناة باعتبارها طريقا قصيرا بين الغرب والشرق ويعفي السفن الغربية من الدوران حول إفريقيا للوصول إلى آسيا عن طريق المحيط الأطلنطي والهندي.
أن التاريخ يعيد نفسه من خلال حكومة جماعة الإخوان المسلمين التي تتبنى نفس نهج الخديوي إسماعيل الذي تسبب في احتلال مصر بسبب القروض التي تلقاها من انجلترا وفرنسا وكانت سببا في احتلال مصر والسيطرة على قناة السويس بعد تنازل الخديوي عن أسهم مصر في القناة لتسديدها، وهو ما تكرره الجماعة اليوم بالإسراف في القروض التي يمكن أن تصير وبالا على مصر فيما بعد.يجب ضرورة دراسة التاريخ بكافة أبعاده إذا ما أردنا وضع صورة إستراتيجية للقناة وتطوير محورها، أن الحديث عن مشروعات غرب قناة السويس أو شرق التفريعة، ليس جديدا حيث أن النظام السابق كان يتبناها بهدف خصخصتها وإعطاءها لمجموعة المستثمرين المصريين والخليجين، دون أية تراخيص وبمساحة تبدأ من 20 إلي 22مليون متر مربع، واليوم ليس في تصور الإخوان أكثر من ذلك. أنه فور تأميم قناة السويس على يد الزعيم جمال عبد الناصر وإعادتها للسيادة المصرية، تم إنشاء شركات تابعة لها تتعلق بالشحن والتفريغ والملاحة وغيرها كانت تتبع القطاع العام، ولتعمد مقصود من نظام المخلوع حسني مبارك تم خصخصتها دون النظر إلى تحقيقها عائدا ماديا بلغ ملايين الدولارات لخزينة الدولة، الأمر الذي تكرره جماعة الإخوان المسلمين والمتمثلة في بيع ممتلكات الدولة بالجملة، من خلال قصر مشروعات القناة الجديدة على دولة قطر، طبقا لتصريحات وزير ماليتها حمد بن جاسم الذي أعلن عن فتح اعتماد مبدئي للمشروعات بقيمة15مليار دولار . أن كل تلك الأمور أثارت حفيظة القوات المسلحة باعتبار أن تلك المشروعات تمثل مساسا بالأمن القومي المصري، وهو ما جعل الفريق أول عبد الفتاح السيسي يرفض إقامة مشروعات في عمق الحدود المصرية . ،إن قناة السويس تعتبر شريان الحياة لمصر خاصة وأنها توفر سنويا نحو 5مليار دولار، وهو ما يعد مصدرا للنقد الأجنبي، بالإضافة لقيمتها المعنوية باعتبارها رمزا للتضحية والإصرار بالنسبة للشعب المصري، خصوصا وأن أحفاد من بنوها ومن حاربوا واستشهدوا من أجلها مازالوا متوطنين حولها حتى الآن في المدن الثلاث التي أنشأت معها وهي بورسعيد ، الإسماعيلية والسويس. أن مسألة تطوير محور القناة للتنمية الاقتصادية أصبح ملحا للغاية، مشيرا إلى ضرورة تحويل مجرى القناة لأكثر من ممر مائي بحيث يصبح مركز لوجيستي لعمليات النقل والشحن والتفريغ بالإضافة لخدمة السفن العابرة وصيانتها والتزود بالوقود، إلى جانب الخدمات الفندقية والسياحية. أن المشروعات السابقة تحتاج لسيولة مالية كبيرة لتطبيقها على أرض الواقع، في ظل عجز الموازنة العامة المقبلة الذي يتوقع أن يصل إلى 197مليار جنيه ، الأمر الذي يجعل من تمويل القطاع الخاص لتلك المشاريع أمرا ضروريا سواء كان وطنيا أو أجنبيا دون إغفال حق الدولة في الرقابة والإشراف حماية للأمن القومي .ونطالب بطرح مناقصة عالمية بموجب القانون رقم 89لسنة1998، بحيث يتم تمثيل جميع الشركات العالمية بنظام الأظرف المغلقة، لافتا إلى أن ذلك سيغلق أبواب استئثار مجموعة من الدولة الخليجية على المشروع سواء قطر أو الإمارات.
أتمنى أن يمتلك من أعدوه بليل الشجاعة أن يكشفوا عن أنفسهم ويواجهوا الرأي العام في النور لكي نضعهم على القائمة السوداء للخونة والمتآمرين واللصوص الجدد، أنة في مواد القانون الثلاثين يرفع السلطة المصرية عن هذا الإقليم ولا يبقى أي مظهر أو عنصر من مظاهر هذه السلطة على إقليم المفروض أنه ينتمي لمصر وأنه جزء من أرضها، وأنه من ثم خاضع لسلطة دولتها، بقوانينها وأجهزتها وسياساتها المتخذة أو التي تتخذ في المستقبل، وهو في كل مواده يقرر تنازل الدولة عن السيطرة عليه وانحسار ولايتها عنه، لأن ولاية الدولة هي قوانين وأجهزة مؤسسية، فمتى استبعدت القوانين كلها والأجهزة كلها عن أرض ما من أرض مصر، فقد زالت سلطة الدولة عليها، ومشروع القانون الذي منح الرئيس منفردا الحق المطلق في تحديد ما يضم لهذا الإقليم من مناطق حسب رؤيته وحده ينقل "الحكم" والسيطرة الكاملة في الإقليم لمجلس إدارة يتم تعيينه بقرار منفرد من رئيس الجمهورية وهو الذي يعزل أو يغير أو يبدل فيه كما يتراءى له، كالسلطان العثماني، ومجلس إدارة الهيئة يتكون من رئيس و14عضوًا يعينهم رئيس الجمهورية وحده دون شريك له في اختيارهم، والمادة 9 فيه تنص على ألا يتقيد مجلس الإدارة بالنظم الحكومية، كما تقول المادة 10 «تعتبر أموال الهيئة خاصة»، أي يديرها القائمون على الأمر كما لو كانت ملكًا خاصًا، أي هي في الحقيقة صارت ملكًا خاصًا، والسؤال ما هو هذا الذي صار ملكًا خاصًا، أجابت عن ذلك المادة 13 وما يليها، إذ نصت هذه المادة «تؤول إلى الهيئة ملكية جميع الأراضي المملوكة للدولة والواقعة داخل قطاعات الإقليم» كما نصت المادة 14 على أن لمجلس إدارة الهيئة أن يؤجر ويستأجر، والأعجب من ذلك أن له «نزع الملكية للمنفعة العامة»، فهو بذلك ينزع الملكية الخاصة للمواطنين باسم المنفعة العامة لتصير لديه من الأموال الخاصة، وله كذلك «وضع النظم الخاصة بإنشاء وإدارة الموانئ والمطارات»، فحتى الموانئ والمطارات داخل الإقليم انحسرت عنها سلطة الدولة المركزية، ومن ذلك أيضًا نظام العمل والتأمينات، بمعنى أن قوانين العمل المنظمة لعلاقات الشعب المصري صارت مستبعدة من نطاق العاملين بهذا الإقليم، وكذلك نظام الوكالات التجارية وحتى الشهر العقاري والتوثيق تصير له نظمه الخاصة بهذا الإقليم، وكذلك نظام السجل التجاري وتأسيس الشركات وإنشاء المرافق العامة، وحتى «تراخيص إنشاء المدارس والمعاهد ودور الحضانة والمستشفيات والمراكز العلمية والبحثية والطبية والثقافية والتعليمية والصحية والاجتماعية داخل قطاعات الإقليم».
أي أن أهالي هذا الإقليم يكونون شعبًا آخر، حتى في التعليم والثقافة وفي «دور الحضانة». (لقد عمل حسنى مبارك على أن ينشئ إمارة له في شرم الشيخ بدلًا من دولة مصر، فهل منا الآن من يتبعه بإنشائها في إقليم قناة السويس؟ أليس الاوفق أن تنمى زراعتنا وصناعتنا وتعليمنا ونرقى بها جميعًا لصالح الشعب المصري برمته)، لكني أشهد أن "إمارة" المخلوع كانت خاضعة لقوانين ونظم الدولة المصرية ولم يشرع لها قوانين كهذه، وإن كان الفساد يرتع فيها ويتحكم، بينما "إمارة" الإخوان المسلمين الجديدة تغتصب ما يقرب من ربع أرض مصر وشعبها لتبيعه أو تؤجره لمن تشاء في الخارج أو الداخل أو ترهنه أو تمنحه بحق الانتفاع لعشرات السنين وتجعله خارج السيادة المصرية، على نفس الطريق الذي انتهت إليه مؤامرة "ديلسبس" وانتهى إلى رهن قناة السويس لدول أجنبية، لم تنته إلا بعد تأميم قناة السويس عام 1956
كاتب المقال
دكتور في الحقوق و خبيرفي القانون العام
ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية
عضو والخبير بالمعهد العربي الاوروبي للدراسات الاستراتيجية والسياسية بجامعة الدول العربية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.