قيدونى بالقيود والأغلال.. أجساد لها خلقة كخلقة الشياطين ،وألقوا بى من فوق عربة تجرها أربعة من الخنازير "ومكاوى" أسود اللون شعره كثيف ..له شفاه غليظة وأنف كبيرة متسعة عند نهايتها وحواجب كثيفة وبوجهه أثر جرح طويل وعميق ،وبيده سوط يلهب به ظهور الخنازير حتى تهم بالمسير ،وعلى العربة العديد من القرودلهم رؤوس كرؤوس الخفافيش ،وبيد كل منهم صاجات كبيرة من النحاس ؛يقرعونها كلما اقتربت أنواصهم تجاه أذنى وغرابيب سود تنقر مناقيرها السوداء الطويلة ؛فتدفع جسدى . وعلى جوانب العربة أربع من الأفاعى العظام ترفع رؤوسها المبططة فى الهواء توجه أنظارها فى كل اتجاه بعد ان تخرج ألسنتها السوداء الطويلة ..ومن فوق أطفال صغار لهم أجنحة من ريش زهى الألوان ،وعصافير مختلفة الألوان تغرد بأصوات جميلة ،وكلما اقتربوا منى باغتتهم الأفاعي بلدغهم فيتوارون بباقات من الفل والياسمين وعلى الأرض أقزام يضربون طبول أكبر من أجسامهم ،وكلاب ضالة تفرج عن أسنانها وبقايا دماء تختلط مع خيوط لعابها المتساقط على الأرض ..والركب يسير فى بركة من الوحل وسط ضجيج وصخب يصم الآذان ،وما إن وصلوا إلى كومة من النار المستعرة لظاها يحرق الوجوه كلما اقترب منها أى إنسان ؛وألقوا بى فيها وما إن وصلت إلى قاعها حتى انفرجت الأرض عن هوة سحيقة ،وكل من كان فوقى أثناء الركب يسارع بالإمساك بى حتى لا أصاب بأذى ،وعندما وصلت نهايتها بسلام ..وجدت نفسى فى فضاء فسيح وأنا أسبح فيه .