القوارض من الآفات الخطيرة على الإنسان والنبات، فهي ناقل للكثير من الأمراض الوبائية الخطيرة للإنسان، كما أنها تلحق أضراراً كبيرة في المحاصيل الزراعية في الحقول والمستودعات إنها الآثار التي تتركها القوارض والتي تعتبر من الآفات الخطيرة جداً. ويتعذر مكافحتها بشكل جيد نظراً لتكاثرها السريع ولصغر حجمها الذي يساعدها على الاختفاء بسرعة تقسم القوارض من ناحية طرق معيشتها إلى القوارض الداخلية مخازن – منازل تبني جحورها داخل المنازل وعلى أطرافها ، وتتغذى على غذاء الإنسان وفضلاته، وتشمل : جرذ الموانئ والفأر المنزلي. القوارض الخارجية حقول ومزارع - الجرذان المتعايشة : التي تبني جحورها في الأماكن القريبة من المنازل وتتغذى على غذاء الإنسان مثل الهامستر الجرذان البرية: تعيش بعيداً عن الإنسان وتتغذى على النباتات البرية مثل الجرابيع الصفات العامة للقوارض : تمتاز القوارض بسرعة التكاثر، إذ باستطاعة زوج واحد من الجرذان / ذكر وأنثى/ أن يتكاثر إلى مجموع قدره 15000 جرذ خلال ثلاثة أعوام تحت الظروف المثالية من توفر الغذاء والماء واستبعاد الأعداء الطبيعية المنافسة. وهي تتكاثر طول العام وتنشط في فصلي الربيع والخريف ويمكن أن تضع من 5-7 بطون في السنة تضع في كل مرة 7-8 صغار أما الفأر المنزلي فينضج جنسياً بعد شهرين من الولادة وتحمل الأنثى من 6-8 مرات في السنة وتضع 6 صغار تلتهم غذائها بواسطة زوج من القواطع موجودة على الفكين العلوي والسفلي وهذه القواطع تنمو باستمرار طوال فترة حياة الحيوان الرؤية: لا تستطيع القوارض تمييز الألوان ، تميز بين النور والظلام وتتابع الحركة فقط. السمع: حاد جداً بحيث يساعدها على تفادي الأخطار. التذوق : مشابهة للإنسان الشم : حاسة متطورة جداً وبواسطتها تنجذب الذكور لرائحة الإناث وتحب القوارض عموماً رائحة البيرة والبول. اللمس: تنتهي الشوارب بمجسات حسية وعصبية يستخدمها الحيوان كوسيلة هامة لمعرفة حجم الجحور والتنقل في الظلام بين الممرات التنظيف : تلعق الفئران والجرذان دوماً فراءها وأقدامها لتنظيفها . التوازن: تتصف القوارض بقدرتها العالية على حفظ التوازن . القفز : يستطيع القفز لحوالي المتر (سريع التحرك) السباحة: تستطيع القوارض عبور الأنهار والجداول والسواقي وتتخذ من المجاري وسيلة لانتقالها. التسلق: تتمتع القوارض بقدرة عالية على التسلق إذ تستطيع تسلق السطوح والأشجار والنباتات . الشعور بالخطر: تتصف بالخوف من الظواهر الطبيعية كهطول الأمطار وهبوب الرياح والزوابع وغيرها... في الظروف الطبيعية الملائمة يستطيع القارض أن يتحرك ضمن مسافة 12-50 م، ويبدأ نشاطه من غروب الشمس وحتى منتصف الليل. . طرق الاستدلال على القوارض: يمكن الاستدلال على القوارض من الآثار الواضحة التي تتركها وراءها ، ويعتبر عدم تراكم الأوساخ أو الغبار أو الخيوط ألعنكبوتيه فوق مخلفات القوارض دليل نشاطها مثل أصواتها خاصة أثناء العراك و من آثار الأقدام. أضرار القوارض : - تسبب أضراراً بالغة للمزروعات و حظائر الأبقار والأغنام والدواجن تتلف محطات توليد الطاقة والتجهيزات الموجودة في المستودعات والعراء. - تعطل طائرات النقل الجوي وذلك بقرضها للأسلاك والتوصيلات الكهربائية والمواد العازلة مما يؤدي إلى حدوث تماس كهربائي عند تشغيلها مسببة الحرائق والانفجارات. - إتلاف شبكة الري والمجاري والتمديدات الصحية العامة. نقل الأمراض: القوارض من الحيوانات القذرة المتطفلة على الإنسان وغذائه وهي مصدر لتلوث الغذاء والماء وأهم الأمراض التي تنقلها القوارض: الطاعون، تيفوس الجرذ، حمى عضة الجرذ، التهاب السحايا، والمشيمة واللمفاوي الذي ينتقل إلى الإنسان بواسطة براز الفأر المنزلي. كيف تم استغلال هذا النموذج في النظام المصري : مما سبق معرفته من صفات القوارض فهي التي تقوم باستغلال أي فرصة متاحة لها لتتواجد أو تتكاثر أو تنموا أو تزيد من قاعدة أرباحها ولذلك نجد انتشارا عملاقا لهذا النموذج في حياة المصريين علي مر العصور متمثلا في الأشخاص الوصوليين ومتعددي الولاء ومعدومي الإنتماء والعملاء والجواسيس وآخرين من من كان لديهم شعور بالإهمال والاضطهاد من المجتمع المحيط مما يجعلهم قادرين وقابلين للتعاون مع أي كيان أو أي جهة أو أي ممول ممكن أن يشبع احتياجاتهم علي اختلافها ولذلك فان النظام المصري منذ عهد الملك فاروق وحتى ثورة 25 يناير كان يعي جيدا المكنون النفسي والخصائص الشخصية لأفراد هذا النموذج مما جعل النظام يخشي علي استقراره المجتمعي والسياسي من هذا النموذج المتطلع للفرصة المناسبة للتمكن والطفو علي سطح السلطة في البلاد لذلك كنا دائما نري بعد نظر من حكموا مصر علي مر العصور في التعامل مع شبيهي القوارض من الآدميين حيث لم نكن نجدهم إلا في احد مكانين هما إما المعتقلات وسجون النظام أو متخفيين داخل أماكن ومخابئ وأوكار معده خصيصا للتخفي من سلطان أو أسلحة أو أدوات النظام للوصول والقبض عليهم رغم اعتراضي علي أسلوب التعامل مع هؤلاء الذين يتصفون أولا بأنهم من بني البشر لهم حق تكريم الله لهم وثانيا لأنهم من إخوتنا لأنهم مصريون وبالتالي لهم حقوق الأخ بحكم المواطنة لكني أيضا التمس العذر للنظم السابقة بعد ما رأيت من تردي الأوضاع في البلاد في حال تمكن هذا النموذج من موقع معين فيها أو كلها بالإضافة إلي ازدواجية أشخاص هذا النظام في الولاء والانتماء واستخدامهم لنفس أدوات النظم القمعية السابقة في طمس معالم أي معارضة لهم . ويظل في النهاية سؤلا ملحا يطرح نفسه باستمرار علي مقدمة أي حدث وهو: هل فعلا قامت ثورة وأطاحت بنظام قمعي سابق وجاءت بنظام عادل جديد ام فقط تغيرت الهيئات والأسماء وبقيت لنا نفس الأنظمة والحكومات ؟