دائما وابدا يحثون علماء الدين ودعاة الاسلام الى العبادات من اركان الاسلام وهي ( 1 – شهادة ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله ) ( 2 – الصلاة ) ( 3 – صوم رمضان ) ( 4 – الزكاة ) ( 5 – حج البيت لمن استطاع اليه سبيلا ) والكل منا يعرف ويعي تماما ان المسلم لا يكون مسلما حقيقيا مالم يحمل الاركان الاسلامية الخمسة ولكن للاسف الشديد نحن كمسلمين نتبع تلك الاركان الاسلامية رسما واسما فقط دون تطبيق ودون روحية حقيقية ربانية اسلامية لأن اركان الاسلام الخمسة هذه لها شروط مهمة اذا لم يطبقها المسلم فلا خير بأتباعه اركان الاسلام بل لا فائدة منها اصلا بل هي تكون وبالا علية يوم القيامة وتكون نار وشرار وتكون كل تلك العبادات التي طبقها هي هواء في شبك ومردودة على وجهه ويكون مسلم في الهوية فقط ولا يعتبر مسلم حقيقي لأن المسلم الحقيقي يجب ان يتبع شروط تلك الاركان الاسلامية الخمسة ولكن للاسف الشديد اكثر من 90 % من المسلمين لا يلتزمون بشروط اركان الاسلام لذا عاقبنا الله بالتخلف والهمجية والتأخر العلمي الثقافي الادبي والتأخر في كل مجالات الحياة وابتلانا في الحروب والامراض والتفرقة وغيرها من الامور السلبية لذا اذا اردنا اتباع الاسلام الحقيقي وبحثنا عن النجاة والتقدم لنا في الدنيا والاخرة وبحثنا عن رضاء الله سبحانه وتعالى وبحثنا عن الخروج من الحروب والازمات والنجاة من الامراض والاخطار علينا اتباع شروط اركان الاسلام الخمسة والتي هي جذور الاسلام بل لا فائدة من اركان الاسلام بدون تطبيقها وكما ذكرت آنفا اما شروط اركان الاسلام والتي هي كثيرة لو توسعنا بها لا تكفي صفحات كثيرة من النشر ولكن خلاصة امرها من اجل اختصار الكلام والتقليل من طول الموضوع هي كل المسلمين يقضون اقصر اوقاتهم في الصلاة لربما الفرض الواحد من الصلاة يستغرق ربع ساعة كحد اقصى وهناك من تكون صلاته عشر دقائق اما بالنسبة للصوم يأتي شهر رمضان مره واحدة في السنة كذلك الحج يأتي مرة واحدة في السنة المغزى من الكلام انك تقضي اكثر اوقاتك في ارتباطاتك الاجتماعية من وظيفة بكل اصنافها العلمية والخدمية والادارية او مسؤولية عائلتك بزمن اكثر من العبادات وبأوقات طويلة في اعمالك وارتباطاتك الاجتماعية واوقات العبادات هي محدودة وقصيرة الاوقات كما ذكرنا آنفا لذا أذا كنت صادق في العمل ومخلص في الوظيفة وامين بمن أتمنك من مال او ادارة او ممتلكات تعود للدولة او للشركات الاهلية والتجارية وصنت الامانة بصدق واخلاص وجد فيكون عملك هو عبادة لذا تكون قد قضيت 12 ساعة او 10 ساعات في العمل بعبادة لله تعالى لأن العمل هو عبادة ايضا اما باقي 12 ساعة سوف تقضيها في البيت مع اهلك وعائلتك ومع اصدقائك وجيرانك فأذا كنت صادق ووفي وطيب ومتواضع وخدوم معهم ولم تؤذي اهلك وعائلتك وجيرانك واصدقائك وتحب لهم الخير وتساعدهم وتسامحهم ولم تظلمهم فيكون كل ما قدمته من عمل خير هو عبادة لله تعالى ايضا بل هو حسنات مضاعفة ورضى من الله تعالى بلا شك لأن كل اركان الاسلام مرتبطة بالعمل لذا تكون قد قضيت 24 ساعة في اليوم الكامل عبادة ولم تكتفي بعبادة الله بنصف ساعة في اليوم الواحد وهذه النصف ساعة هي اوقات الصلاة وفرائضها والعبادة في اليوم الواحد قال تعالى وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ صدق الله العظيم لاحظ في هذه الاية كم مرة اكد الله سبحانه وتعالى عن العمل مرتين في أية قرآنية واحدة حيث قال في الاولى وقل اعملوا ولم يقل وقل اعبدوا وفي الثانية قال فينبئكم بما كنتم تعملون ولم يقل فينبئكم بما كنتم تعبدون وذلك لأن العمل هو اصل وجذور العبادة الحقيقية ( والدين المعاملة ) فمثلا الصلاة يقول عنها الله سبحانه وتعالى إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون صدق الله العظيم وهنا معناة ان الصلاة مرتبطة بكل اعمال الخير وان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وهنا القصد انها تنهى عن كل اعمال الشر واكد ذلك بقولة والله يعلم ما تصنعون ولم يقل والله يعلم ما تعبدون اذا لا صلاة لمن لا يطبق شروط الصلاة كذلك الامر مرتبط تماما بنفس شروط الصلاة على باقي اركان الاسلام من صوم وحج وزكاة اذا ( الدين المعاملة ) ولا صلاة ولا زكاة ولا حج ولا صوم مقبولة وهي مردودة على صاحبها بل تكون علية وبالا وعذابا يوم القيامة والخزي والخسران في الدنيا والاخرة مالم يطبق الانسان العمل الحقيقي ويكون طيبا متسامحا محبا للجميع ويساعد الجميع ويرحم الجميع ويحترم الكبير ويعطف على الصغير والابتعاد عن الظلم سواء في العمل او البيت والابتعاد عن اكل الحرام واموال اليتامى والفقراء والمساكين وهذه الامور لا بد لها ان تطبق في حياتنا الاجتماعية التي هي العبادة الحقيقية والا تكون كل ما نقدمه من عبادات هي هواء في شبك لا خير فيها وبصاحبها في الدنيا والا خرة قال تعالى تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ صدق الله العظيم في الايه القرآنية الكريمة وضح الله سبحانه وتعالى على الاخرة وجنتها ونعيمها مرتبطة للذين يعملون الخير بكل صنوفه من تواضع ولم يبحثوا في الدنيا عن العلو والاطماع ولا الفساد ولا التكبر وجعلهم بمنزلة المتقين وهي اعلى مراتب الايمان وقال للذين لا يريدون علو والقصد هنا العمل وقدم العمل قبل العبادة ولم يقل للذين لا يعبدون اذا الدين المعاملة ومن لم يعمل لا عبادة له ولا دين له قال تعالى ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) صدق الله العظيم