مر على حرب أكتوبر المجيدة39 عاماً هذه الحرب التى أظهرت مدى قوة مصر وأثبتت أن الجيش المصرى قادر على تحدى الصعاب والوصول إلى ما هو محال. كان علينا أن نتذكر هؤلاء الأبطال ونكرمهم منهم من ضحوا بأرواحهم ودمائهم من أجل أن تعيش أجيالنا في سلام واستقرار ومن بين هؤلاء الجنود الأبطال عبد العزيز العبادى الذى كان واحداً من جنود الجيش المصرى الذى أثبت قوته وبطولته ، فبدأ عبد العزيز يعود بذاكرته إلى الوراء ليتذكر يوم انضمامه إلى سلاح تسليح القوات الخاصة (الصاعقة) ففى 19 من أكتوبر1969م انضم إلى الكتيبة 103 صاعقة والتى كانت بقيادة الرائد عبد الله بيومى ،وهذه الكتيبة من أقدم واعرق الكتائب الموجودة فى الجيش المصرى- ساهمت فى حماية الثورة الليبية وكانت الكتيبة فى استقبال مراسم جنازة الرئيس العظيم جمال عبد الناصر- وبدأ يسرد التدريبات التي كانت استعداداً لملاقاة العدو،وجاءت الساعة الحاسمة التى كان ينتظرها كل واحد فينا عندما صدرت الأوامر إلى عناصر الصاعقة بعبور قناة السويس للقيام بعمليات جزئية خلف خطوط القوات الإسرائيلية ورغم ماعانته الكتيبة فى حماية منطقة بور فؤاد بالقرب من الملاحات والتى كانت تعد احدي النقاط القوية والحصينة على البحر المتوسط واصلت دفاعها حتى وصلت إلى منطقة الأبوطى فى بورسعيد لحماية هذه المنطقة وخوفا من مرور بحري للقوات الإسرائيلية ثم بدأت الكتيبة التحرك إلى الإسماعيلية في منطقة البحيرات المرة (بحيرة التمساح) وكانت للكتيبة بطولات عظيمة فقد منعت تقدم القوات الإسرائيلية فى الداخل وشل حركتها وكانت أيضاً جبهة جديدة لشغل القوات الإسرائيلية عن المعركة الرئيسية وتركزت الكتيبة في منطقة نفيشة وأبو عطوة وسربيون، وتمت فيها العمليات بنجاح وكبدت العدو خسائر كبيرة . ويستعيد مشاهد الحرب أمامه فتذكر منطقة الجناين التى كانت تقوم الكتيبة بحمايتها من العدو ،فكانت الكتيبة تخرج ليلاً لزرع الألغام فى الطرقات ونصب الكمائن للعدو ونجحت هذه الكتيبة فى حماية منطقة الجناين فى الاسماعيلية . وأظهر إعجابه بسكان هذه القرية هؤلاء الفلاحين البسطاء الذين رفضوا ترك أراضيهم ومنازلهم والصمود أمام العدو ومساعدة الكتيبة لإنجاح مهمتها . وختم حديثه عن تكريم الدولة لهم أثناء الإنتصار فقط مؤكداً أن التكريم الوحيد لهم هو عودة سيناء الحبيبة ورفع العلم المصري ليرفرف في سماء المعركة .