منذ ثورة الخامس والعشرون من يناير 2011 وحتى تولى الدكتور محمد مرسى منصبه كرئيسا للجمهورية بلغ عدد التعديات على الأراضى الزراعية بالمحافظة إحدى عشر ألف حالة . وبالرغم من كون محافظة دمياط محافظة زراعية منذ القدم إلا أن البعض بدأ فى الإقلاع عن العمل بالزراعة ، وفضل المزارعون بيع أراضيهم أو إقامة مشروعات لتربية الدواجن عليها ، أو البناء عليها لتوفير مسكن ملائم لأبنائهم فى ظل إرتفاع أسعار الأراضى وضعف الحالة الإقتصادية بمصر . ومن أكثر المراكز التى شهدت تعديات على الأراضى الزراعية بمحافظة دمياط – مركز فارسكور – وخاصة فى بعض القرى مثل الغنيمية وكفر العرب والحورانى . تجولنا بالقرى لرصد بعض حالات التعدى على الأراضى الزراعية للتعرف على أسباب إنتشار الظاهرة . وقمنا بسؤال بعض الأهالى وجاء ردهم كالتالى : يقول محمد محى الدين من مدينة فارسكور : يتم البناء على الأراضى الزراعية بشكل كبير فى كافة قرى فارسكور ، وفى الأرض الطينية التى لا تصلح إلا لزراعات معينة ، وبالتالى تقل زراعة بعض المحاصيل . وأضاف : وكذلك يتسبب البناء على الأراضى الزراعية فى إغلاق بعض مجارى المياه التى تسقى الأراضى الزراعية مما يحول دون وصول المياه للأراضى . وواصل قائلا : وللقضاء على هذه المشكلة يجب أن توفر الدولة أراضى بديلة بأسعار مناسبة للبناء عليها بدلا من قيام المزارعين بتبوير الأراضى الزراعية . وواصل محمود على : يقوم البعض بإستصدار رخص إنشاء مزارع دواجن على الأراضى الزراعية لتكون لديهم الرخصة للبناء ، ومن ثم تسهل عليهم البناء بعد ذلك على الأرض الزراعية . وتقول دعاء محمد من قرية الغنيمية بمدينة فارسكور : الفقر هو سبب البناء على الأراضى الزراعية ، لأن كل من يملك قطعة أرض يريد البناء عليها لتوفير مسكن له ولأبنائه فيضطر إلى بيع جزء منها والبناء بثمنه على الجزء الآخر . والكارثة تكمن فى قيامهم بالتعدى على حرم الطريق فى بعض الأحيان والخروج عن الحد المسموح به ، دون رادع لهم . وأضافت أم محمد من مدينة فارسكور : الغلابة فى البد كتير ومش لاقيين يأكلوا ، وفيهم إللى بينام من غير عشاء وإحنا فى 2012 . والشباب بيقعدوا من غير زراج للتلاتين والأربعين ، وإللى عنده أرض لازم يبنتى عليها عشان يعرف يتزوج ويعيش . وواصل وائل الدهشان من مدينة فارسكور قائلا : أصبحت الأراضى الزراعية فى تناقص مستمر بسبب البناء عليها . ويستغل البعض فكرة بناء المساجد على الأراضى الزراعية لتكون بادرة لإستكمال البناء لطوابق أخرى أعلى المسجد أو بجواره وإدخال كافة المرافق المختلفة . وكل ذلك فى غياب دور الدولة التى تلتزم بالروتين الوظيفى الذى يؤدى إلى القضاء على مساحة الرقعة الزراعية ، وخاصة أن عملية الإبلاغ عن التعدى على الأراضى الزراعية لا تتم إلا بعد إستكمال البناء ، ولذا يجب على الدولة أن تدقق وتحكم الرقابة وتقوم بالهدم فى المرحلة الأولى من البناء . كما أن قرار الدولة بمنع التوسع الرأسى فى البناء كان سببا فى التوسع الأفقى ، وقلة فرص العمل والوعى هو ما أدى إلى إنتشار مثل هذه الظاهرة . وأضاف : هناك العديد من المحاصيل الزراعية الرئيسية مثل القمح والأرز والذرة ، وبعد أن كانت مصر من الدول الرائدة فى زراعة القطن وتصديره أصبحت تحتل مرتبة متأخرة فى ذلك . وبعد أن كانت أيضا مصدرا للغذاء فى فترات كبيرة من التاريخ أصبحت من الدول المستوردة له . وأدى ذلك إلى تدخل الدول الخارجية فى سياستنا الداخلية " من لا يملك قوته لا يملك حريته " . ويكمن حل المشكلة فى ردم ما يتم حفره للبناء فى المرحلة الأولى من التعدى على الأرض الزراعية . أما فى حالة إكتمال البناء بالفعل يترك كما هو ويقوم المخالف بدفع مبلغ يقدر بثمن إستصلاح مساحة مساوية لما قام بالبناء عليه لكن فى الصحراء . أما فى حالات التعدى على أملاك الدولة أو الطرق أو الكبارى بالبناء فيجب إزالة التعدى فورا مهما بلغت التكلفة . وعلى الجانب الآخر فقد صرح المهندس عطية الشبراوى مدير مديرية الزراعة بمحافظة دمياط أن عدد التعديات على الأراضى الزراعية بمحافظة دمياط بلغ إحدى عشر ألف حالة ( 11000) بكافة أرجاء المحافظة . وأضاف قائلا : تشن المديرية العديد من الحملات على المحافظة من وقت لآخر لإزالة تلك التعديات ، ولكن ما يسبب إستياء الجميع هو عدم التعاون من قبل أهالى القرى مع أعضاء الحملة والإنحياز لصف المواطن المخالف .