أيام وتجرى انتخابات الرئاسة بالجمهورية الثالثة "جمهورية 25 يناير"، يتنافس خلالها 13 مرشحا على نيل شرف المنصب الرفيع ، والكل يعرض برامجه ،ويحاول استقطاب الناخبين إليها بعرض سيرته الذاتية ومواقفه من النظام السابق ، وكل المتقدمين "خير" ، ولكن ما هو البرنامج الذى يحقق طموحات هذا الشعب الذى عاش فى القهر الإجبارى طوال 30 عاما ، وارتضاه لنفسه ،ولم يثر إلا عندما تصدى شباب فى عمر الزهور لحكم "مبارك"الطاغية وعصابته . هؤلاء الشباب الذين رسموا لوحة سيريالية لنضالهم ،وفقدوا فيها أعز شبابهم واستشهد من استشهد ومنهم من ينتظر ؛تحدوا الظلم وجبروت "العادلى" بنظامه فى أقسام الشرطة أو جهازه الملعون "أمن الدولة سابقا" ، عروا صدورهم فى كل ميادين مصر واستقبلوا رصاص الغدر واستنشقوا غازهم المسيل للدموع ،ولم يتراجعوا ،وأعطاهم الله من لدنه القوة ، فنزع الخوف من قلوبهم ، فكانوا يعرفون أن الحرية ثمنها غال ، وشجرتها لن تروى إلا بدمائهم الذكية . ثلاة ليال قضوها ما بين البيات فى العراء وزنازين "الطاغية"مبارك ، وفى الليلة الثالثة نزل "الإخوان المسلمون" – وهم كثر- فساندوها وأصبحوا "عمود الخيمة"للثورة المباركة ، وبدأ المخلوع يقدم تنازلاته عبر خطبه بعد "الثانية عشر صباحا"، ولكن "المصريون " الشباب بكل طوائفهم مسلم ومسيحى ..عمال وفلاحين..ساكنى العشوائيات ..ليبرالى وناصرى قومى ..علمانى وشيوعى..تيار اسلامى "الكل نزل الميادين وقرروا أإلا يستمر المخلوع . فلم يكن أمام "أولاد السفاح"الذين جاءوا نتيجة زواج رأس المال من السلطة إلا أن قاموا بغزوة"موقعة الجمل"واستشهد فيها خيرة شباب وطننا ،واختلط فيها دم المسيحى بدم المسلم ، هنا أيقن "حزب الكنبة"أن مبارك "طاغية" فبدأوا التحرك لمساندة أبنائهم فى الميادين – م يوقنوا ذلك إلا عندما شاهدوا على شاشات التلفاز أبنائهم وهم يستشهدون غدرا بيد "أولاد السفاح"- وكانت نهاية "المخلوع"، ولكن سقط وعصابته المقربون ، ولكن صبيانهم الذين يتلونون "كالحرباء "، ما زالوا موجودين فى أماكنهم ،ابتداء من وكلاء الوزارات ومرورا بمدراء العموم والخفراء النظاميين ونهاية بمن تم تعيينهم بمباركة لجنة الحزب المنحل والمسماة ب "لجنة السياسات". أعلنوا الولاء للثورة والثوار ، حسب ما تعلموا فى معهد اعداد القادة بحلوان، فى الشهور الأولى من نجاحها، وظلوا فى أماكنهم ، وتربصوا للإنقضاض على الثورة فى أى لحظة ، فالرأس سقط ،ولكن الجسد موجود وعلى استعداد لتركيب رأس أخرى فاسدة ليعمل باقى الجسد ..المهيأ أصلا للفساد . وجرت الإنتخابات البرلمانية واكتسح التيار الإسلامى بفصيليه "الإخوان والسلفيون"وخرج الشعب طواعية ،وأعطاهم أصواتهم ، بالرغم من "الجوع والخوف " ، وتوسموا خيرا فيهم – وهم على حق - وبعد مرور شهور ، لم يجن الشعب المصرى ثمار ثورته حتى الآن ..فالأمور الحياتية ما زالت صعبة ..ناهيك عن "الناموس الطبيعى "لأى بنى آدم على وجه البسيطة ، والذى أخبرنا به المولى سبحانه "الذى أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف" ، فالجوع والخوف ..ما زالا يضربان فى أوصال المجتمع المصرى ، وقل ما شئت عن السبب ، فالجسد الفاسد مهيأ لتركيب رأس فاسدة عليه ليعود إلى سيرته الأولى .. وشعبنا الكريم "القائد والمعلم"لا يميل إلى "سفك الدماء"وبطبيعته "عاطفى"ويوجل قلبه عند الفواجع ، وما زال محتفظا بما تربى عليه ،بالرغم من القهر الإجبارى طوال ثلاثين عاما ودخوله الحائط وجلوسه مستكينا "كافى خيره شره". فكان أيام الطاغية يخرج ليعطى صوته ل"الإخوان"ليس "حبا فى على، ولكن كرها فى معاوية" ، ولولا التزوير أيامها لحصد "الإخوان العديد من الأصوات والكراسى ، وبعد الثورة أعطوهم أصواتهم ودخل معهم السلفيون ، ولكن "المواطن" لم يشعر بتغيير ، ناهيك عن خطابهم حول انتخابات الرئاسة ، "والخوف والجوع"ما زالا موجودين .. والأحداث التى نعلمها جميعا ..ومحاولة اختصار "الدين"فيهم فقط. فعلى مدار شهر كامل أذهب من قرية لمدينة لنجع لعزبة ..الكل يصب جام غضبه على تيار "الإسلام السياسى"، وكفروا بالثورة "فالجوع والخوف"اهم عندهم من أى شىء ،وهم محقون فى ذلك ،وليلة أمس شاهدت ما دمعت عينى من أجله ..أهالينا فوق الستين يدعمون باستماتة اثنين من الفلول ، وجادلتهم فما كان منهم إلا القول "هى الدقون عملت لنا إيه"، على الأقل كنت بروح لفلان بيه "وهذا الفلان كان عضوا فى الحزب المنحل "فيعين ابنى ، وأروح لعلان بيه "وهذا أمين شرطة فى أمن الدولة" فيخرجنى من القسم ، الإخوان عملوا ايه بقه ،ورد آخر ..انظروا معى لهذا الكلام ..فلا أتجنى على أحد ولكنها الحقيقة التى يجب أن نعيها جميعا ، أقسم بالله هذا الآخر حدثنى بصوت جهورى قائلا:أنا هدى لكافر ومش هدى للإخوان !!" ،ولا أخفى عليكم حدثته عن المناضل ومرشحنا "حمدين صباحى"فرد قائلا :هو محترم وتاريخه مشرف بس هدى صوتى لموسى أو شفيق"، يا عم اللى نعرفه أحسن من اللى منعرفوش .. احنا ننجح حد فيهم ويعملوا حزب نروح ننضم ليهم ونعين عيالنا "همه أحسن من بتوع قال الله وقال الرسول ..ده كدابين يا عم وجتلهم على طبق من دهب ، عارف الواد ابن فلان "هذا سفى" ابن .....كان أهطل ومش لاقى ياكل تعالى شوفه دلوقتى بيكلم فى السياسة والناس بتروحله عشان يعين عيالهم...!! خذ على هذا المنوال كثيرون ، قلت له :يا حاج ..عايز صوتك لمن يصلح البلد – ولا أخفى عليكم – قلت له "حمدين"بعون الله قادر على ذلك ، وهيخلى الفلاحين عايشين فى هناء ، بلاش "حمدين خد أبو الفتوح خد أى حد إلا الفلول أنت عايزنا نرجع نعمل ثورة تانية ..فرد قائلا:شوف عشان تريح نفسك "أنا مش هنتخب واحد بتاع دين ..يا عم ده كلهم كدابين رايحين العباسية ليه ..عايزين يوقعوا الجيش ،مش بكفاية مخلناش زى سوريا دلوقتى ..أنت ما بتفهمش حاجة..لا أنت ولا اللى أنت ماشى معاهم .. احنا بنصلى وعارفين ربنا كويس ..وبنكذبش..شوفوا انتوا بقه يا كدابين ..عايزين تولعوا فى البلد ..روح يا ابنى منكم لله ..الله يلعنكم..قلت له يا آبا الحاج ..أنت بتحب جمال عبد الناصر؟..فرد قائلا: ومين فى مصر ولا العالم مبيحبوهش ..جمال ..يا سلام..فقلت له .."حمدين زيه"..انت بتكلم بجد ..واعطيته برشورا وتركته وذهبت حال سبيلى. الشاهد فى كلامى هذا ..أننا علينا التوحد واختيار واحد من ميدان الثورة ؛نلتف حوله أيا كانت انتماءته ،ليخرج بنا إلى بر الأمان ؛لأن البديل صعب ،وسندفع ثمنه غاليا ، أنا لا أروج فى مقالى هذا ل"حمدين صباحى"ولكننى أقول الحقيقة وأعرض ما شاهدته بأم عينى ..فنظام مبارك ركبت له رأس وفى العناية المركزة ، ودورنا إما يخرج منها على قبره ومثواه الأخير ، وإما سيخرج للنقاهة واستعادة عافيته ، وبعدها ستفتح "الزنازين" والمعتقلات ولن تزر "مسلم مسيحى شاب فتاة "؛فمصر تنادى كل حر ومحترم وصاحب مبدأ فى تلك اللحظات أن يحسن الإختيار .. وأكتب للتاريخ وأقسم لكم أيها القارئون لمقالى ويا شعبنا العظيم ..لا يصلح لمصر إلا فى هذه الآونة إلا "زعيم"تتوافر فيه مواصفات "لم الشمل"من أجل غد أفضل لأبنائنا ..فلا يوجد سوى "حمدين صباحى"فمن أجل مصر والأمة العربية والأمة الإسلامية أعطوا أصواتكم لهم ..تنحوا عن مذاهبكم السياسية الآن ،فمصلحة أهالينا فى بر مصر المحروسة فوق أى مصلحة ..يا اخوان يا سلفيون يا مسيحيون يا اشتراكيون يا قوميون يا ليبراليون يا علمانيون يا شيوعيون ..مصلحة مصر وأمتنا العربية تناديكم ..اختاروا رمز النسر رقم (10) (حمدين صباحى)..فالبديل "كارثة".