منذ اعتداء مدينة ستراسبورغ الفرنسية، مساء الثلاثاء؛ بدأت الأصوات المتحدثة عن نظرية المؤامرة تتصاعد على منصات التواصل الاجتماعي؛ خاصة في صفوف متظاهري "السترات الصفراء" الذين اتهم بعضهم الحكومة بالوقوف وراء هذا الاعتداء للتغطية على حراكهم. فبينما كانت البلاد في صدد التعرف على ضحايا اعتداء سترازبورغ (3 قتلى و 14 جريحا) وقبل أن تقوم الشرطة بالإعلان عن مقتل منفذ الاعتداء، مساء الخميس، عاد الحديث عن "المؤامرة" ليهمن على تغريدات ومنشورات عدد من متظاهري السترات الصفراء على منصات التواصل؛ إذ اعتبر بعضهم أن هذا الهجوم تم "تدبيره" من قبل الرئيس إيمانويل ماكرون لتحويل الانتباه عن احتجاحاتهم وتقويضها عبر رفع مستوى التأهب الأمن والدعوة إلى وقف المظاهرات، كما فعل عدد من الوزراء الذين تعاقبوا على شاشات التلفزيون وأثير الإذاعات مطالبين أصحاب السترات بعدم النزول إلى الشارع، يوم السبت. وكتب أحدهم على الفيسبوك: "هجوم صغير لإنهاء حراك السترات الصفراء. كم هو ماهرٌ السيد ماكرون!. هكذا قبل الجولة الخامسة من الاحتجاجات، يخرجون لنا باعتداء جديد لتهدئة الأوضاع وتحويل البوصلة". وأضاف: " أشم رائحة المؤامرة". وعلى صفحات المجموعات الفيسبوكية الخاصة بحركة السترات الصفراء، كانت هناك عدة اتهامات تصب كلها في خانة نظرية "المؤامرة"؛ مما دفع مجموعة "فرنسا الغاضبة" التي تعد أكثر هذه المجموعات نشاطاً وشهرة إلى حجب التعليقات مؤقتاً؛ من أجل الحفاظ على جو هادئ، على حد تعبير المسؤولين عن الصفحة. وكذلك فعل المشرفون على صفحة "السترات الصفراء"، بعد الكم الكبير من التعليقات التي تتهم الحكومة بالوقوف وراء اعتداء ستراسبورغ لحجب الأنظار عن حراكهم و تقويضه. وبرر المسؤولون عن هذه الصفحة حجب التعليقات بأنه احتراما لأرواح الضحايا وتفاديا لصب الزيت على النار. وأكد عدد كبير من السترات الصفراء عن نيتهم النزول إلى الشارع مجدداً، مدينين ما حصل في ستراسبورغ، ومعتبرين أنه وإن كان أمراً مؤسفاً، لكنهم غير معنيين به، وأنه لا علاقة له بحراكهم.