من بين اللجج العربية الزّاخرة بأثمن الدّرر العلمية نحظى اليوم في حوارنا بإحداها .. شخصيةٌ أكاديميةٌ بارزةٌ ليس في مصر فحسب بل في الوطن العربي كلّه .. مامن موقع علمٍ لا يكنّ لها الإجلال والتقدير والحبّ أيضًا .. ذاع صيتُهُ في الأوساط الأكاديمية وصار أمنية الجامعات والطلبة على حدّ ٍ سواء .. تتقدّم ابتسامته السّمحاء علومَه وتداري يداه الحانيتان ضيوفه ومستضيفيه .. له الكثيرمن الإنجازات الأدبية العريقة .. فهو صاحب التّرجمات العديدة من المجلدات والكتب الألمانية الأدبية إلى العربية والتي تناولت دراسة الأدب العربي .. إضافةً لمؤلفاته الأدبية والعلمية العديدة في الشعر والأدب والتأريخ الأدبي .. وأبحاثه التي فاقت العشرات .. كما أنّه عضوٌ ومحكّمٌ في عدة مجلاتٍ علمية عالمية إضافةً لترأسه بعض المجلات العلمية المهمة .. له باعٌ طويلٌ في مناقشة العشرات من رسائل الدكتوراة والماجستير في مصر والسعودية والكويت ودبي والبحرين والإمارات وقطر وعمان وأندونيسيا وغيرها .. شارك وترأّس العديد من المؤتمرات وأشرف على العديد من تحكيم البحوث في العديد من الدّول العربية والأجنبية إضافةً لوطنه الأم مصر..ممّا أهّله لدرجة الأستاذية وبكلّ جدارة .. تمّت إعارته للعديد من الجامعات خارج مصر .. شغل العديد من المناصب الأكاديمية العليا فهو أستاذ متخصصٌ في اللغة العربية والأدب والنّقد العربي ومن ثمّ عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة قناة السويس .. وشغل منصب رئيس وحدة اللغة العربية والدراسات اللغوية بسلطنة عمان واستقرت سفينته الأكاديمية المشرّفة مؤخرًا لمنصب عميد كلية الدراسات الأفرو أسيوية بجامعة قناة السويس .. بعد هذه المقدمة والتي تعدّ مختصرةً جدًا في مسيرته العلمية الكبيرة .. إنّه الأستاذ الدكتور حسن عبد العليم يوسف * أنا إنسانٌ تعب في مراحله العلمية حتى وصل للأستاذية بعد أن قضي عمره بين الكتب ليخرج للدنيا بشيءٍ مميّزٍ أعتزّ به وأدعو اللّه أن يكون علمًا يُنتفع به لكل الأجيال ، فمثلنا من أساتذة الجامعة يكفيه السيرة العلمية الطيبة .. وأن يجري علمه على طلابه بحبّ ٍ وعمق .. كما حرص على أن يخرجه لهم بكلّ إخلاصٍ وتفان .. أما الرؤي الاجتماعية فتنصب على تواصل الأجيال ليس صورة منّا وهذا صعب ، لكن على الأقل يستفيد من تلك النقلات التكنولوجية التي يسرت كثيرًا على الباحثين، فضلا عن وجود مستوي تعليمي جيد يرقي بالشعوب ، ويزين عقول الناس ويرشدهم للصواب قدر المستطاع . أما الرؤية العلمية وتتمثل في تسابق طلابنا وباحثينا على التحصيل العلمي الجاد نحو مستقبلٍ أفضلٍ لبلادنا ، فتقدّم الشعوب يحسب بالطفرة العلمية قراءةً وتحصيلاً وإبداع ، هكذا تقاس حضارة الشعوب . * كوني أستاذًا بالجامعة أدرّس لطلابي في الدراسات العليا بأريحية العالم ، ما أودّ أن يدركوه في زمنٍ صعب .. كذلك كوني ناقدًا استمتع بوجودي رئيسًا لنادي الأدب المركزي بقصور الثقافة المصرية ممّا يتيح لي الاطلاع علي كل منتجٍ أدبيٍ في الشّعر والقصّة والرّواية لأراجعه قبل نشره ممّا يجعلني أمينًا على ما سوف تتلقاه عقول الناس من فكرٍ يرتقي بهم ويكون لديهم ملكة الإبداع والابتكار. *أجد نفسي في المؤلفات الأدبية النقدية التي تتناول الشعر خاصة فهذا ميدانٌ خصبٌ يُخرج ملكاتٍ كثيرةٍ تحتاج إلي قراءاتٍ متعددةٍ في الآداب العالمية . * أولا دوافع علميةٍ خاصة بنواحي الإبداع فطرية للكتابة عن الآخر سواء في النّواحي النّقدية أو الشّعرية . وقد قضيت فترة طويلة أثناء بعثتي لألمانياالغربية في جامعة جيسن قرب فرانكفورت مدة تقارب 5 سنوات تعرفت فيها مع أستاذي الألماني ايفالد فاجنر المحقق الأول لديوان أبي نواس سنة 1957 على كل الآداب العالمية حيث كان يقرأ بتسع لغات ويترجم منها وإليها . فتكونت لدي رؤية علمية شاملة ومنهج علمي رصين في تناول الظواهر النقدية والأدبية دون ميلٍ أو هوي. * هذا عنوان أحد الكتب النّقدية التي أعتز بها وقد كتبت هذا المؤلف على مراحل وسنوات ؛ منها ماهو أولي في الفترة الجاهلية ، حيث عكفتُ على دراسة قصائد لشعراء جاهليين بمنظورٍ حداثي يغاير ماتعارفنا عليه في دراسة الأدب القديم ، وهو استنطاق النّص الشّعري من منظور نظرياتٍ نقديةٍ حديثة تعتمد على مفاهيم تُعني بالمُتلقّي في المقام الأول . ثم تلتها تقديم قصائد أخري لشعراء عباسيين خاصة النّواسي والمتنبي الذي ختمت به كتابي بالمفارقة في شعره . وهذه الدراسات كتبت على مراحل وقُدّمت في مؤتمراتٍ علميةٍ بعضها في المغرب والآخر في فرنسا والإمارات ، فجمعتها في مؤلّفٍ تتناغم فيه عوامل التّقارب الفكري في النظرية والتطبيق. * طبيعي أن الفترة التي قضيتها في ألمانياالغربية 5 سنوات مع أستاذٍ عاشقٍ للأدب العربي خاصة القديم منه ، وأغلب النُّقاد الألمان يتناولون أدبنا العربي في فتراته الأولي وقتلوه درسا وبحثا من منظورهم النقدي مما جعلني بعد فترة البعثة أقدم أهم كتبي : الشعر الجاهلي في دراسات المستشرقين الألمان . وقد ظهرت أمامي بعض الظواهر الأدبية في كتابات عددٍ كبيرٍ منهم فأردت أن أنقلها وأترجمها للعربية ليستفيدَ منها القارئ العربي من ناحية ويطّلعَ على آراء مغايرة في تناولها للظواهر الأدبية من ناحية أخري. وتخيّرتُ منها أشهرها وأفضلها ، منها ماهو لجولدتسيهر الناقد الألماني الكبير وريناته ياكوبي المعاصرة وتليمان زيدن شتكر تلميذ فاجنر ، كذلك تلميذه شوللر الذي أخرج لأبي نواس عدة أجزاء في العمليات والمدائح والطرديات .كذلك تناولت دراسةً هامة جدًا للمستشرق الألماني رودو كاناكس الذي كتب مرجعًا مهمًّا عن " الخنساء ومراثيها " وغيرهم من المستشرقين . * فكرة المعهد كانت منذ عدة سنوات وأنا مدير مركز البحوث والدراسات الإندونيسية بجامعة قناة السويس وقد تنوّعت فعاليات المركز وأنشطته العلمية خاصة مع الجانب الإندونيسي ، ومن بعدها الجانب الصيني ، وشاركنا مع عددٍ من الجامعات في كينيا ونيجيريا في الإشراف ومناقشة رسائل للماجستير والدكتوراه . فعكفتُ على تجميع خيوط عددٍ من المعاهد في مصر ؛ الأول معهد الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة ، والثاني معهد الدراسات الآسيوية بجامعة الزقازيق واستفدتُ من تجربتيهما في تنوّع الأقسام وكوّنتُ 10 أقسامٍ مغايرة في تخصصات يحتاجها سوق العمل ويكون لها مردودٌ ثقافي متميز لدي الملتحقين خاصة أن المعهد للدراسات العليا ( دبلوم / ماجستير / دكتوراه ) على نظام الساعات المعتمدة مما يتيح للطالب أن يحضر ليس بصورةٍ منتظمة ..خاصة أصحاب الأعمال والوظائف وغيرهم . الأقسام الأربعة التي تمّت الموافقة عليها من العشر : قسم الدراسات اللغوية في العربية والإسلامية للناطقين بلغاتٍ أخري ، وهذا متاح لجميع خريجي أقسام اللغة العربية والدراسات الإسلامية من كليات الآداب والتربية ومايعادلها . قسم الموارد المائية والجغرافيا . قسم الدراسات الاجتماعية والنفسية .. وفيه تخصصات الاجتماع والتاريخ وعلم النفس . قسم المكتبات والمعلومات والإعلام . * الإنجاز الوحيد الذي يمكن أن نذكره هو خروج المعهد إلى النّور بعد دراساتٍ ومشاوراتٍ ومعاناة سنوات ومشاركة من جهات عدة و بعد موافقة وزارة التعليم العالي في مصر على بدء الدراسة فيه هذا العام 2018 / 2019 في تلك الأقسام الأربعة المذكورة آنفا . * على نظام الساعات المعتمدة وهي أحد متطلبات الجودة ، فضلا عن وجود تلك البرامج المميزة التي لاتماثل معاهد أخرى في مصر ولا أقسام تقليدية بمسمياتها في أغلب الكليات ، فضلا عن أن المعهد للدراسات العليا يتيح مكانا لكل الباحثين من أنحاء الدنيا لدراسة تخصصية في البحوث الأفرو آسيوية وهذا من أهم عناصر التميز والجودة ويتيح لنا بعد فترةٍ التقدم للاعتماد الدولي بإذن الله تعالي . * هذا من أهم أهداف المعهد خاصة أن منطقة قناة السويس تزخر بجنسيات متعددة، فضلا عن كونها محط أنظار العالم في التنمية خلال الفترة القادمة ؛ فلابد أن يكون من الطبيعي لأي صرح علمي أن يشارك في تلك المهمة . ولذلك أقمنا اتفاقيات مع هيئة قناة السويس لتدريب الباحثين خاصة في قسم الموارد المائية والجغرافيا على أحدث النظم الجغرافية المستخدمة في هذا المجال . كذلك الاستفادة من وجود قناة تليفزيونية ( القناة الرابعة الفضائية ) وإذاعة دولية في مدينة الإسماعيلية تغطي منطقة القناة وسيناء لتدريب طلاب فيك الإعلام في استديوهاتها والاستفادة من خبرات الأعلاميين . كذلك وجود جريدة أسبوعية ( القناة ) تصدر كل يوم أحد تغطي أخبار الإقليم مما يتيح الاستفادة الكبيرة في هذا المجال التدريبي واللغوي والإعلامي . * شكرًا لكم على أن سيادتك تخيرتني لأكون ضيفك في هذه المقابلة شكرا لسيادتك لقد كانت أسئلتك جامعة مانعة لكل ظروف المعهد وإنتاجي الأدبي والنقدي ونرجو لكم كلّ نجاحٍ وتوفيقٍ .. وللقارئ العربي كلّ ثقافةٍ وعلمٍ تميزه وسط أمم الدنيا لأنّه يستحق ذلك .