بمرور السنوات أصبح أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة مما يجعله المرشح الرئيسي لقيادة التنظيم بعد مقتل بن لادن في تبادل لإطلاق النار مع القوات الأمريكية في مخبأه في باكستان يوم الاثنين الماضي بعد 10 سنوات تقريبا من هجمات 11 سبتمبر.. فمن هو أيمن الظواهري؟. ولد الظواهري في عام 1951 لعائلة عريقة في القاهرة وكان جده شيخا للأزهر. ودرس الظواهري في جامعة القاهرة وتخرج طبيبا... وأثناء دراسته للحصول على درجة الماجيستير في الجراحة في سبعينات القرن الماضي نشط في الحركة التي أضحت فيما بها تعرف باسم الجهاد الإسلامي التي سعت للإطاحة بالحكومة وإقامة دولة إسلامية. لم يأت الظواهري من أحياء مصر الفقيرة المزدحمة ولم يتبنى أفكاره المتشددة في أي كلية أو مدرسة ذات طابع ديني... لكن الرجل نشأ في ضاحية المعادي الراقية في القاهرة وسط فيلات فاخرة يقبل على سكناها مواطنو دول غربية يعملون في مصر وهي الدول التي يناصبها الظواهري العداء. لم يكن توجه الظواهري -الذي كان والده أستاذا بكلية الطب- فريدا بين أبناء جيله. فكثيرون من الشبان المتعلمين أغضبهم أسلوب معاملة الإسلاميين في الستينات حين تحولت مصر لدولة الحزب الواحد على غرار النموذج السوفيتي إبان حكم الرئيس جمال عبد الناصر. حيث أودع الآلاف السجن بعد محاكمات للاشتباه في ارتكابهم أعمالا تخريبية. وأعدم سيد قطب -أحد الأبطال في عيني الظواهري في سنوات شبابه والشخصية اللامعة في جماعة الاخوان المسلمين- في عام 1966 بتهمة محاولة الإطاحة بنظام الحكم. ويختلف من يعرفون الظواهري بشأن ما إذا كان متشددا بطبعه أم أنه دفع الى ذلك احتجاجا على قمع الدولة للإسلاميين. ودفعت السياسة الأمنية شديدة الصرامة التي انتهجتها مصر بهدف إضعاف التيار الإسلامي أعضاء هذا التيار نحو مزيد من أعمال العنف نتيجة احتجاج من اعتقلوا خلال الحملات الأمنية الواسعة النطاق على ما لاقوه من معاملة اعتبروها جائرة. وكان الظواهري ضمن مئات حوكموا في عام 1981 في قضية اغتيال الرئيس السادات، وأمضى في السجن 3 أعوام بعدما أدين بتهمة حيازة سلاح دون ترخيص ولكنه برئ من الاتهامات الرئيسية. ويتحدث من زاملوا الظواهري خلال دراسته في كلية الطب بجامعة القاهرة خلال السبعينات عن شاب مفعم بالحياة يرتاد دور السينما ويستمع للموسيقى ويمزح مع أصدقائه، ويقول أحد زملائه القدامى "أصبح شخصا مختلفا تماما بعد خروجه من السجن". ويقول آخرون إن ما دفع الظواهري نحو العنف السياسي الثورة الإسلامية في ايران في عام 1979 وتوقيع السادات معاهدة سلام مع إسرائيل في نفس العام ، وعقب الإفراج عنه سافر الظواهري إلى باكستان حيث عمل مع الهلال الأحمر لمعالجة المجاهدين الذي أصيبوا في أفغانستان خلال الغزو السوفيتي في عام 1979. وتولى الظواهري قيادة الجهاد في مصر في عام 1993 وأصبح وجها بارزا في حملة عنيفة سعت في منتصف التسعينات لإقامة دولة إسلامية وراح ضحيتها أكثر من 1200 مصري ، وفي عام 1999 أصدرت محكمة عسكرية مصرية حكما غيابيا بالإعدام على الظواهري وفي ذلك الحين كان قد ترك الضاحية الراقية التي نشأ فيها وعاش حياة المجاهدين الخشنة.