بقلم محمد اسماعيل القناوى ما بعد الثورة نسمع جميعا جملة علينا ان نتعلم تقبل الاخر . و ما معناها هذه الجملة الا انشاء ان لم نبحث لما و كيف و متى تعلمنا اقصاء الاخر ان لم يوافقنى. و ارى انه عندما قامت ثورة يوليو و تم الغاء الطبقية الاقتصادية بالقابها المدنية سعينا جاهدين فى المجتمع و من خلال مساندة من الحكومات و النظامين السابقين سواء الاشتراكى الناصرى او الرأس مالى الليبرالى الذى بدأه السادات و اكمله مبارك ، سعينا لانشاء طبقات بألقاب ومع فعل الزمن اصبح هذا المنهج هو مؤسسة الاقصاء الاجتماعى . مثلا المهن الطبية – بعد ان زاد عدد الاطباء مع مجانية التعليم - التى انا معها قلبا و قالبا - اصبح الاطباء يأخذون اهميتهم من اللقب المدنى الذى يمنح لهم و هو لقب " دكتور " و كان او مازال بمجرد دخول الولد الحاصل على الثانوية العامة كلية الطب يمنح لقب " دكتور " و مع تطوير العالم و العلم و ايجاد مهن طبية مختلفة و اصبح المجتمع يلقبها ايضا بلقب " دكتور " اصبح الاطباء يشعرون بأن من اقل منهم ينافسهم فى السطوة و العزة و الهيمنة على المجال الطبى فى مصر و بدأ الاطباء مشوار الاقصاء فتارة يسمى المهن الطبية الاخرى بالخدمات المعاونة و تارة يسميها الفئات المساعدة , و دأبوا و بمساندة الحكومات فى تولى وزارة الصحة لطبيب على طول الخط فيكون ضمن مهامه الاساسية اقصاء كل من يعمل فى مهنة طبية من اى مناصب عامة فى الوزارة الا ما يحتاجه التخصص الدقيق جدا و تكون هذه الادارة من الدرجة الثانية فى الاولويات مثل ادارة الاخصائيين الاجتماعيين و ادارة التمريض و الغاء وظيفة هامة جدا هى وظيفة الاخصائى النفسى و التى لايوجد لها اثر فى وزارة الصحة فى الاوراق الرسمية رغم تعيين اخصائيين نفسيين و يعملون ايضا اخصائيين نفسين فى المستشفيات و الوحدات الصحية المختلفة ,منذ ان تم انشاء قسم علم النفس فى جامة عين شمس على يد العلامة الدكتور مصطفى زيور فى منتصف القرن الماضى و الغريب انهم يعينوا بمسمى و ظيفى اخصائى اجتماعى , كل هذا حتى لايوجد من ينافس الطبيب ،مثال اخر اقصاء اخصائيي العلاج الطبيعى حتى وصل الامر بنقيب الاطباء الخالد فى كرسيه الاستاذ الدكتور النائب السابق و القيادى بالحزب الوطنى الدكتور حمدى بك السيد انه يطالب بالغاء كلية العلاج الطبيعى كما ان الادارة فى الوزارة على رأسها طبيب ، ايضا الكميائيين خريجي كلية العلوم لا يسمح لهم بالعمل الا تحت "يافطة "طبيب , اضف الى هذا تعمد الدولة و خصوصا بعد انتصار اكتوبر و مع تطبيق خطط الاستسلام (عفوا) السلام و تغير التوجه للنظام من اشتراكى الى رأس مالى ليبرالى اضف الى هذا قلق السادات من المثقفين فى مصر و خصوصا الاشتراكيين و الشيوعيين و الناصريين و هى كلها افكارا تحتاج الى مثقفين و متعلمين ، بات هذا النظام يعمل بكل جهد على اضعاف التعليم، ليس فحسب بل على التجهيل والتغييب بعمل طبقات اخرى بألقاب اخرى فى مؤسسات اخرى مثل جهاز الشرطة و اعلاء فرع من فروع الجهاز وجعله الطبقة العليا فى الجهاز و لا يخفى على الكثير من هو ضابط امن الدولة ليس على المواطن فقط بل على زملائه فى الوزارة و ايضا طبقية الاحزاب ، عندما قرر النظام اقامة الاحزاب فكان الحزب الاعلى و الاقوى و الاكبر الذى يرأسه رئيس الدولة، ثم احزاب اقل فى منصب الرئيس مثل الباشا السابق او عضو مجلس قيادة الثورة المغضوب عليه لافكاره اليسارية او جماعة دينية موجودة و تعمل فى الساحة لكنها تأخذ لقب المحظورة ... و كل فئة تقوم على تقييم طبقى اعلى عن الاخرى و تقصيها بحكم افضليتها . حتى اصبح على كل منا ان يحارب لاثبات وجوده و اقصاء الاخر الذى يقيد وجوده، حتى على مستوى الدين عندما ادخل فى الدستور دينا للدولة وصف كيانا افتراضيا مثل الدولة بالاسلام رغم ان القرآن لم يصف اي مكان بمافيه مكة بأنها اسلامية بل وصفها بالبركة و الامنة لكن عبقرية السادات الذى استجلب لنا التيار الوهابى او على الاقل غلاة الحنابلة و ارضاهم بتلقيب الدولة بالاسلامية ليقوموا بأقصاء التيارات السياسية الاخرى التى تعارضه و اقصاء اى دين اخر من الدولةحتى قتلوه. ان فلسفة الانوية و الاقصاء عششت داخلنا وعلينا جميعا ان نقاومها بشكل شخصى و على النظام القادم ان يلغيها بشكل فعلى و ان يعيد اهمية الفريق الجماعى للعمل فى اى مجال دون منا من احد اطراف هذا الفريق او منح حتى من الدولة و على الدولة ايضا العمل على تعليم وتثقيف و تعريف كل افراد الشعب بشكل متساوى دون عمل طبقات و هذا لا ينفى وجود اختلاف فهناك اكيد اختلاف بين كل فرد و اخر لكن ايضا بالضرورة هناك اتفاق فى شىء ما .. علينا جميعا ان ندرب انفسنا على روءية المتفق عليه بيننا جميعا و كل منا يحتفظ بأختلافه و يمارسه دون ان يفرضه على غيره او يمنعه منه غيره حتى لو كان ابنه او ابيه علينا اذن ان نلغى الطبقية التى تسكننا و تجعلنا دكتاتوريين و علينا ايضا ان نلغى الالقاب المدنية التى تجعلنا مميزين عن غيرنا تميزا يصل الى العنصرية و هذا ما اراه؛