جلست الام الثكلى منكسرة حزينه تضع يدها اليمنى فوق خدها تنظر الى ما تحت اقدامها تترنم ببضعة كلمات مبهمة وبين الفينه والاخرى نرى من بين اعينها بضع قطرات تتساقط لتبلل امامها الثرى توارى العمر خلف تجاعيد السنين وتواردت الخواطر تحيى الماضى البعيد وكانت فى حالة من اللا وعى وهى مستيقظه وكانها فى سبات الاموات لا تشعر بما حولها هى فى وادى اخر غير وادينا تفتح الايام لها سرداب الذكريات وما مضى وهى اسيرة طغمة فاسده هم ابناء قد سلبوا امومتها واماتوا لها كثيرا من الابناء وانسلخوا عنها مستجبرين قد اغواهم شيطان الاهواء فأسروها كمغنم وساقوها كما تساق الابل الى مجزرها وهى صاغره وتتوالى تساقط الدموع تعرف طريقها فقد انسالت منذ زمن ليس ببعيد وحفرت لها طريق فى الحياه معلوم واصبحت لها ضفاف ومن حولها يجتمع الابناء فى محاوله للحياه يعتصرون من ضرعها البانها فلا يجدون الا علقم وبعض من فتات خبز ينظرون الى الجانب الاخر من النهر هناك اضواء وليل احلام وولائم تقام وهنا امراض وموت وجوع وعطش والنهر امامهم لا يروى الا الطاغوت يقطرونه قطرات مستساغه ويلقون اليهم ببقايا تحمل البؤس والشقاء .. يلتقطونه شاكرين ممجدين احسان قاتلهم ينظرون الى الام لا زالت تبكى ولا تجد لقطرات الدموع بقايا قد جفت الدموع كما جفت الدماء فى عروقهم وقد اضحت مجرد اسم لامه كانت يوما ما عظيمة كما كانوا يوما ما بشر يشار اليهم بالبنان والبنيان كثرت الثعالب حول النهر والنهر لا يسقى الا الحزن .. ولم تأبه بمن تأكل اليوم فالكل طعام والخزائن تمتلىء بما لذ وطاب وموائدهم عامره .. وجاءوا بالحديد والقيود فقيدوها وقيدوا باقى ابناءها وهم منهم ولعبوا دور المستعمر فاذاقوها الويل والثبور واذاقونا باسمنا سم زعاف قالوا عنه انه دستورنا وحكمونا بالحديد والنار تذكرت ايام الثورات على المحتل للارض وكيف كانت البطولات وكيف كان الثوار يتعاملون مع عدو لهم ونظرت الى امى فى جلستها الباكيه وهى تضع يدها فوق خديها باكيه منكسره حزينه وعلمت لما كان الحزن يقتلها ويقتلنا فالمستعمر لم يعد غريبا انهم بضعة من ابنائها قد تعلموا الدرس فى مقاومة المستعمر وعلموا مواجعها ومواجعنا فاحكموا حولنا المشانق وكلها بالقانون والدستور وباسمنا رئيس لمدى الحياه بمباركتها ومباركتنا مجلس شعب وطنى يضم كل الحالمين بالحصانه والثروات وجهابذه الفن التفصيلى واستغلال كل شارده ووارده وباسم الوطن يقتلون الوطن نهر الدموع قد جف ولم تعد للحياه من اثر اصبحت الام اسيره وابنائها جلد على عظم لا يملكون من ممتلكاتهم الا اسماء على ورق والثروات قد تجمعت يحرسها الفاسدين من المرتزقه مسلحين مدججين ضد الام وضد من تسول له نفسه ان يقول بلادى ولا ذالت الام تتذكر ولا ذال الابناء العاشقين ينظرون اليها .. يفهمون صمتها وتحركت بقايا قطرات من دماء لا ذالت نديه قيلت تحركوا قبل ان اجف بين عروقكم كما جفت دماء من قبلكم استردوا مقدرات امكم ومقدراتكم لم نكن نعلم ولكنه قد حدث وستظل ثورة الشباب ومن ثم ثورة كل المصريين حدث لن ينسى وسيظل التحرير رمزا للمصريه الحديثه الاصيله التى استطاعت قهر الطغاه واعاده الحلم الى قلوب المصريين فانتظر ايها العالم فثوار التحرير ليس هم من كانوا فى التحرير فقط انهم ملأوا شوارع المحروسه وميادينها بزعامة ميدان التحرير وتجمعوا على قلب وكلمه شخص واحد اسمه المواطن المصرى فالمواطن المصرى يستحق ان يحيا بحرية وكرامه ها قد عادت الاشراقه الى وجه الام الثكلى وغدا فى عيد الام 21 مارس سنكون كلنا ابناء لام الشهيد وسنقدم كل ابن وبنت اليها باقة من زهور تحمل الحب وتحمل العرفان لها والتقدير لدور ابنها ذلك الدم المصرى النقى الذى تساقطت قطراته فى نهر الدموع المصرى فطرح حريه تحيه الى كل الشعب المصرى ولا ذال للحديث بقية