واللهي فيكم الخير يا شباب مصر .. هل تتذكرون "الشهيد المبتسم" الذي نشرنا صورته لاكثر من شهر ، والشباب المصري يتداول صورته علي صفحات الفيس بوك فقد تعرف عليه بعض اصدقائه من الشرقية وذهبوا إلى اهله .. وأخيرا لم يعد مجهولا ولكنه مازال مبتسما.. لقد تعرفنا علي هويته واسمه: أحمد يسري عبد البصير مصطفي.. السن: 27 عاما..العنوان: فاقوس شرقية، فقد ظل شهرا كاملا أسير ثلاجة مستشفي الهلال . والدة الشهيد انهارت أمام ابتسامة أبنها الشهيد العظيم .. في منظر جعل كل من يقف جسده يرتعش اجلالا وتقديرا لهذه الابتسامة المرسومة التي يكاد يطمسها طول فترة الانتظار ، وامرت النيابة بنقله الي مشرحة زينهم لتشريح الجثمان واجراء تحاليل الحامض النووى له واسرته. لم تكن والدته تعلم قصة أستشهادة ، حتي وقفت امامه تصرخ قائلة أحمد ابني مات واصيبت بحالة انهيار وبعد ان تمالكت نفسها قالت:إبني طيب كان بارا بي وبوالده وكان يتمني الشهادة دائما ويطلب مني الدعآء له ان ينالها وكنت أظن أنه يبالغ فيما يقول وأدعو الله بأن يفرج همه لأنه ظل منذ تخرجه في معهد الفني الصناعي يبحث عن عمل محترم يوفر له حياة كريمة خاصة ان ظروفنا صعبة وكان يريد مساعدة والده لتربية أشقائه إلا إنه لم يوفق فكان دائم التنقل من وظيفة لأخري وبأجر بسيط وظل عاطلا عن العمل لفترة طويلة استغلها في قراءة القرآن والتقرب إلي الله والتفقه في الدين ومتابعة أحاديث الشيوخ خاصة محمد حسان الذي كان يتنقل وراءه في المحافظات لمتابعة دروسه وكان دائم التغيب عن المنزل لفترات يعود بعدها, لكنه هذه المرة طال غيابه وحاولت البحث عنه دون جدوي وشعرت وقتها ان مكروها أصابه خاصة بعد أحداث الثورة وسقوط عدد من الشهداء واعتقال الشباب حتي آتي إلينا بعض الأقارب واكدوا إنهم شاهدوا صورة شبيهة له ووجوده بمستشفي الهلال فحضرنا وفوجئت بشكل ابني وعرفته من ابتسامته التي لم تكن تفارق وجهه, ولا أريد شيئا من أحد وحسبي الله ونعم الوكيل في من قتله وكل ماأتمناه ان اكرمه وأدفنه لأن أكثر ما آلمني هو الحالة التي وصل إليها بعد بقائه في المستشفي مدة طويلة. والده موظف بسيط علي المعاش قال: أحمد ابني الكبير وكان دائم التقرب من الله والتزم دينيا إلا انه تعرض للعديد من المتاعب الأمنية وتم إعتقاله عدة مرات من أمن الدولة ولا أعرف ماذا كان يتعرض له هناك وكل مرة كان يعود من هناك أكثر إصرارا علي حدوث تغيير بالبلد لأنه زهق وكان يهرب من المنزل بالأيام ويعيش حالة نفسية وعصبية سيئة خوفا من القبض عليه, وفي المرة الأخيرة غادر المنزل قبل 25 يناير بفترة وحمل حقيبة ملابسه متجها إلي القاهرة واتصل بي بعدها وقال أنه يبحث عن أي عمل هناك لمساعدتي لتربية أشقائه ..