كيف لإنسان يحدثونه عن علوم الفضاء وهو يعايش الاختناق؟ كيف لإنسان يدرس خارطة الوطن ولا يراها ان ينتمي؟ كيف له ان يقرا عن حضارة عمرها الاف السنين وهو يعيش الان عشوائية العصر الحجري؟ كيف لأمرئ ان يدرس دقات القلب ولا يستشعرها؟ كيف لإنسان لا يري بحار بلاده ولا انهارها ولا اثارها ان يستنشق الجمال او يستكشف القبح (ولو حتي في رحلة مدرسية او جامعية)؟ كيف له ان يتذوق لوحة فنية وهو الذي لم تلامس يده لوحة ولا امتدت الي ريشة ولم يمنح يوما علبة الوان في مدرسة حكومية ونظام تعليمي بغيض؟ كيف له ان يكون باحثا او عالما وهو يري يري الضوء مسلط علي فاقدي المعرفة حتي ان العلاج صار باصابع الكفتة؟ كيف يكون الابداع خيار ونحن امام نخبة موجهة واعلام مريض ومسيس ومغيب للجماهير وقاهر للفكر ومائل الي تنويم العقول وتغييب الفكر ؟ كيف له ان يري الكون وهو المحاصر بالاحتكار والمسور بالطبقية والمغلف بالشعارات وهو يعلم بان الصعود قاصر علي طبقات دون غيرها –اما الهبوط فمتاح للجميع؟؟ كيف نعلمه ان يكون مهذب السلوك رائع الحس باسم الثغر منفتح علي العالم متقبل للاختلاف وهو الذي يحيطه فن هابط وانغلاق مريب وراي واحد ورقيب مسلط علي ما لم يبوح به؟؟ كم نحن بحاجة لمراجعة انفسنا—ليتنا--ليتنا