خالد و نصر .. اصدقاء منذ الصغر فى نفس القرية وفى نفس المدارس وحصلا على دبلوم الصنايع سويا واصبحا يعملان معا فى ورشة لخراطة المعادن باحدى المدن المجاورة للقرية التى يسكنوا فيها..اشتركا فى ثمن سيارة مستعملة وقاموا بشراءها. الاجازة الاسبوعية لهم يوم الاحد. يتم قضاءها حسب الاحوال المادية لهم .فاما ان تكون للنوم .. واما ان تكون على قهوة القرية .. ولاكن لابد شهريا ان يقضوا يوما فى القاهرة من مساء يوم السبت والمبيت فى شقة امبيشى صديقهم الثالث الوحيد الذى كمل دراستة وحصل على ليسانس حقوق وتدرب فى احد مكاتب المحاماة .ويعمل فى مطعم للبيتزا بجوارالعمارة التى يسكن على سطحها فى المهندسين .وتعتبر هذة الزيارة هى حلم خالد ونصر الشهرى واقصى طموحهم لما يشاهدوه فى القاهرة بكل ما فيها من اضواء و اكثر؟ واكل البيتزا الساخنة من يد صديقهم امبيشى .الى جانب حبهم لصديقهم امبيشى الذى يعانى من السمنة والتخن ويكون محل للاستهزاء والسخرية لبعض سكان العمارة حين يشاهدوه او يسمعوه وهو يتحدث اوعندما يصعد بالاسانسير وهوالذى يسكن على السطوح كذلك بعض المتعاملين معه نظرا للغته الفلاحى كما يقولون له . وهو السبب الذى جعلة يترك مكتب المحاماة الذى كان يتدرب فيه لاحساسه بعدم قدرته على التكيف مع الزملاء ولا العملاء ونظرة السخرية من كل من يتعامل معه حتى فى اسمه امبيشى . وهو الامر الذى يضايق كلا من خالد ونصر لمعرفتهم بخجل وذكاء وطيبة امبيشى صديقهم وهوالامرالذى جعلهم ينصحوه اكثر من مرة بالذهاب الى دكتور تخسيس والمتابعة معه حتى يقلل من وزنه الزائد ولكنه كان يرد عليهم بان ( اللى جاى على اد اللى رايح ) انتم عارفين يعنى ايه دكتور تخسيس فى مصر ؟ كفاية اجرة السكن فى مصر والعيشة غالية والفلوس اللى ببعتها لابويا وامى يا دوبك ومينفعش ارجع البلد لابويا ولاهل البلد اللى فكرنى شغال محامى اد الدنيا واقعد اشتغل اى حاجة هناك سبكم من اللى بيحصلى انا اتعودت علية وعلى الناس اللى بيقولوه خالد ونصر قررا ان يفاجئوا امبيشى بتوفير مبلغ لدكتور التخسيس والمتابعة معه فا قاموا بتوفير مبلغ يومى من عملهم فى الورشة لمدة لم يحددوها ولكنهم اتفقوا على الاقلاع عن التدخين وبدلا من شراء علب السجاير يوميا يتم وضع ثمن العلبة فى شنطة البيتزا التى كانوا ياكلوها عند امبيشى والتى يصنعها بنفسه لهم ..وانهم لن يعدوا هذا المبلغ بل يقوموا بتسليمه لامبيشى كما هو وفى نفس الشنطة التى كان يملئها لهم بالبيتزا ويسلمها لهم عند عودتهم من القاهرة الى بلدتهم . وفعلا قام بتنفيذ الاتفاق لمدة طويلة. خاصة خالد الذى اقلع نهائيا عن التدخين ولاكن نصر كان يدخن بعض السجاير من زبائن الورشة ويعلل ذلك ل خالد قائلا له اننا اقسمنا ان لا نشترى السجاير ونوفر ثمنها لاخونا وصديقنا امبيشى ولكننا لم نقسم على عدم شربها وهكذا كان يردد مع كل سيجارة يقوم بتدخنها امام خالد انها ببلاش و لم يدفع قرش واحد فيها وانه لازال على قسمه .وبعد فترة طويلة وبعد ان وجد خالد ونصر الشنطة قد امتلات على اخرها بالنقود قررا ان ياخذوها كما هى ويسافروا للقاهرة ليفاجئوا امبيشى وفعلا اتى يوم السبت فقاموا بتجهيز احلى ثياب تليق بالقاهرة كذلك نقود امبيشى واستقلا السيارة مساء بعد انتهاء عملهم متوجهين للقاهرة عبر الطريق الزراعى وخالد يقود السيارة وبجواره نصر يغنى ويتخيل سهرة اليوم ومفاجئة امبيشى .. ويطلب نصر من خالد ان يقف عند الاستراحة القادمة والتى تقع فى منطقة سكنية بالطريق الزراعى ليشترى اى مسليات للطريق نظرا لسفره اول مرة بدون تدخين وبالفعل يقف خالد بالسيارة عند الاستراحة التى لم يجد مكان للركن امامها نظرا لوجودها وسط منطقة سكنية فيقف بعيدا عنها قليلا ويجلس بداخلها بينما ينزل نصر ليدخل الاستراحة ويشترى المسليات ويعود للسيارة بعد حوالى عشرة دقائق مسرعا قائلا ل خالد اطلع بسرعة بسرعة . يرتبك خالد ويسال نصر فى اية ؟ بينما نصر يردد بسرعة بسرعة يسرع خالد بالسيارة وهو يسال نصر فى ايه ؟ يضحك نصر قائلا انا جبت لك لب وسودانى وشيبسى وسرقت لنفسى خرطوشة سجاير وكنت خايف تشوفها تقولى ارجعها. خالد يرد على نصر قائلا انا اللى هلف وارجعها ولكنه قبل ان يلف يسمع صوت سيارة البوليس تطارده فيستغرب وقبل ان يقف يقول له نصر متقفش قبل ما ارمى خرطوشة السجاير ده اخرتها يقولوا عليه حرامى سجاير سرع شوية ارميها وبعدين اقف . بالفعل يسرع خالد حتى يخرج نصر يده من شباك السيارة ويقذف بخرطوشة السجاير وسط الزراعة ثم يهدء خالد بالسيارة ويقف لتقف سيارة البوليس امامه ويجد الظابط يشهر المسدس فى وجههم قائلا : سلموا نفسكم انتم قتلتوا صاحب الاستراحة وسرقتوا فلوسه وشفناكم وانتم بترموا المسدس من شباك السيارة ؟؟ ينظر خالد الى نصر.. قتل ؟؟ يفتح الظابط السيارة ليجد شنطة الفلوس الخاصة ب امبيشى الظابط قائلا : ادى الفلوس اول دليل ...... الى اللقاء فى الحلقة القادمة