بقلم محمد غالية كالعادة دوما لا نستفيق إلا بعد حدوث كارثة ، فهذه عادتنا ولن نشتريها ، نظل فى سبات عميق وإذا ما حدثت كارثة حاولنا ان نستفيق ، ثم تنتهي المشكلة كعادتنا ، باستفاقة مؤقتة ليوم او يومين ثم نعود من جديد لسابق عهدنا ، سنعود لنتكلم عن مباراة القمة الفاشلة ، ونتحدث أن أزمة شيكا بالا وعن مدرب الأهلي الجديد وماذا سيفعل مع الأهلي ، وعما إذا كانت خيارات حسن شحاتة لعناصر المنتخب الوطنى صحيحة ام أنه أخطأ ،وسنختلف عن أفضل مسلسل رمضاني ومن يستحق نجم الموسم ومن تستحق نجمة الموسم ، وسنختلف أيضا على أسباب أزماتنا الاقتصادية والسياسة ، وسنعود بعدها لخلافاتنا الفقهية، وحتما سنعود لخلافنا فى وجهات النظر المستديم ، فحتى فى أحلك الظروف تجد الخلاف يطفو على السطح فستسمع واحد يقول لك أن السبب في تفجيرات كنيسة الإسكندرية هم الصهاينة ، وأصحاب هذا الرأى هم ممن يدمنون نظرية المؤامرة وينسبون كل أخطائنا إلى العدو ، وستسمع شخص أخر يقول بعلو صوته لا فالمسئول عن التفجيرات هو شخص بمفرده يئس من أحوال البلد وظروفها الاقتصادية والسياسية السيئة فأراد أن يوصل رسالة إلى الحكومة ، ليعلمها أن الشعب يثور ويغلى وأن نهايتها قادمة ، وأخر سيعترض على كلامه وسيقول له بأن المسئول عن التفجيرات هو تنظيم القاعدة ، فلقد أرسلوا تهديدا سابقا وأظنهم قد فعلوها هذه المرة ، وستقرأ كل يوم عن احد ((الفبركة )) الصحفية التى تعطى للحادث جو من التشويق والإثارة ، وكلما جلست فى مجلس مع أصدقائك أو ركبت إحدى المواصلات ستجد 80 مليون رؤية للحادث وكلها تعكس ما بداخل كل شخص ، وهكذا ستستمر أزمتنا ، فأزمة التفجيرات حتما ستمر ، ولكنها ستمر كسابق أزماتنا ستأخذ منا بعد الوقت ثم سيعود كل شىء إلى ما هو عليه ، إن الالتفاف دوما ما يكو ن فى الأزمات وأهملنا الدرس الأكبر بأن الإتحاد قوة والتفرق ضعف ، وطن مهلهل يعيش كل هذه الأزمات وانعدام الثقة بين الحكومة والناس وبين الناس وبعضهم البعض ، أناس كل ما يعرفونه هو ترديد الشعارات الرنانة وفقط وإذا بحث عما يفعلون ستجده لا شيء ، وكأننا أدمنا الحوادث والأزمات . ليقم كل بواجبه فى البداية بدلا من إعلان المبادرات والشعارات ، من يقدم فنا فليقدم فنا مشرفا راقيا بعيدا عن العرى والابتذال ، ومن يمسك قلما ، فليكن أمينا فى كلماته ويتحقق من مصادر أخباره ، ومن احتل إحدى الوظائف المرموقة فليراعى الله ثم ضميره فيما يفعله بالناس ، ومن يحب فتاة ليدخل إليها من الباب ولا يشعل فتنة بين العائلات ، ومن ينادى بالقيم والمبادئ والأخلاق فليحققها فى نفسه أولا . إنها أزمة وطن بكامله ، كل واحد فينا يساهم فيها حكومة وشعبا ، مسلمون ومسيحيون ، نحن من سمحنا للفتنة تشتعل بيننا وأوقدناها بقضايا تافهة ،لتستمر أزمة هذا الوطن بفتنة طائفية بجوار أحواله الاقتصادية وبطالة أبنائه ، لتتحول كلها إلى قنابل موقوتة ، إن لم يكن لها حلول جذرية هذه المرة فسينفجر هذا الوطن !